أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد البدري - حرب التلقين وسلاح التبيين ..














المزيد.....

حرب التلقين وسلاح التبيين ..


سعيد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب التلقين و سلاح التبيين ..

من المحمود  "جدا" أن نفهم اهداف بعض الرسائل المكذوبة ، والتي تطلق لأجل تسويقها وتجييش الجمهور لقبولها وتصديقها بقوة الاقناع ، فقد تكون مموهة بشكل متقن ، يجعلها  اكثر تأثيرا وقربا للحقيقة لانها تشبهها تماما ،السبب ان اصحابها يمتلكون الرؤية والمعرفة ،حيث توظف عناصر التأثير بشكل منسق ومدروس قائم على اسس نفسية ودراسات اجتماعية مستفيضة،مستقاة من منهج عميق في التحليل والتأثير حيث توظف الجوانب العاطفية الصرفة ، والاثباتات العقلية الخادعة ،فضلا عن مؤثرات نفسية  تستهدف ابراز دوافع الخوف والخشية لأجل تحقيق اهداف معينة، هناك من لم يدرك بعد ان هذا الرسائل تنفذ باسلوب مستند لتجارب ،وفيه من الصنعة والعلمية الكثير ،وهو متبع في الكثير من البلدان ومن قبل الحكومات،و تنفذه معاهد متخصصة ومراكز ومؤسسات واشخاص بخبرات ومهارات عالية ، ،غالبا ما تلجأ الحكومات الغربية لهذه الرسائل المؤثرة ،لسوق مواطنيها وتحشيدهم لتبني قراراتها  ومشاريعها ،التي لا يمكن تمريرها دون دراسة و تخطيط ، يجعل حججها ومبرراتها  قابلة للتصديق والتبني.

قد يرى الكثيرون في هذا الرأي تبريرا وشرعنة لإستغلال عواطف الجمهور ،عبر تسويق الوهم وجعله اداة لتحقيق الاغراض حتى الدنيء منها ،وهو ليس ما نعنيه ونقصده مطلقا ، بل ان الرسائل التي تطلقها للمؤسسات والجهات التي تهتم بالمصالح العامة ،يجب ان تنطلق من قواعد مفهومة وتبنى على اسس متينة ،لتحقق التأثير اللازم ،وباشراف اكفاء يمتلكون الوعي اللازم والمعرفة التفصيلية ،والقدرة على فهم الواقع وتحليل اتجاهاته ومدياته ،لا السير على العمى والتيه ،حيث يغلب رد الفعل على حساب الفعل ،فالحق ابلج ان فهم اهله كيف يظهرونه ، لصيانة مصالحهم  ودفع الشرور و المفاسد عنهم ، لذا فإن ما ردده الحكماء من اسلافنا بأن ( الحگوگ تريد حلوگ ) صحيح جدا ،ويستدل من قولهم هذا ،على ضرورة توظيف الحاذقين واهل (العرفة ) بحسن التدبير، و الحجة في طرح الادلة وادانة المدعين بقوة البرهان ،لا الزعيق والصراخ والانفعال غير المنتج.

في عصرنا الحالي تبرز العديد من المشكلات ،حيث نواجه جماعات وافرادا اشكاليات وتحديات ،تحد من  ادوارنا المفترضة ،في بيان ابعاد الحقيقة واستشراف الاحداث ومساراتها المستقبلية ، وهي محاولة اقصاء تمارسها قوى وجماعات مناوئة لمنع البعض ،ولغايات شتى من اداء واجباتهم عبر التسقيط وفبركة الاحاديث ،وادوات هذه القوى هي وسائل الاعلام الجماهيري و التواصل ،التي وصلت لمراحل متقدمة في انتاج  رأي عام يضع المستهدفين في موضع الشبهة والتهمة ،دون ان يكون امامهم ادنى فرصة للدفاع عن انفسهم ،فيتم اقصائهم وتصفيتهم سياسيا واجتماعيا ، ودفعهم بعيدا عن الواجهة ،والشواهد على ذلك كثيرة و للبيان فقد انتهت بعض هذه الاساليب ،باقصاء عبد المهدي في العراق ،وعمران خان في باكستان ،وهناك العشرات غيرهم ممن راحوا ضحية مثل هذه الاساليب القذرة .
 
ان اسلوب هندسة العقول ،وهو اسلوب غربي اميركي مطور عن برنامج الماني ،اطلقه  علماء نفس واجتماع نازيين يمثلون الحقبة الهتلرية ،وتم بعد دراسات وابحاث تطوير تحديثه ليكون اكثر فاعلية ويخدم الاهداف المفترضة التي يؤديها ، و تجري هندسة العقول  بضخ كم هائل من المعلومات عبر تلك الوسائل،بالتزامن مع اثارة احداث معينة في اوقات معلومة ضمن سيناريو محبوك يحاكي العقل الجمعي للجمهور  ،فتسود حالات من النقمة والغضب الشعبي ، كل ذلك يجري تنفيذه بعد دراسة  وفهم معمق لمحيط المستهدفين  لضربهم  ،عبر استغلال الثغرات ، وتضخيم الاحداث ،ربما تبدأ مثل هذه المسائل بمطالب وتنتهي بأجندات واشتراطات ،والامر اكبر مما يردده  غير المدركين ،ممن يتوهمون الامور بهذه البساطة ،ويرون في انفسهم القدرة على مواجهة آلة الطغيان بشجاعة،تفتقر للتخطيط والوعي بمديات هذه الحروب، الناعمة بمظهرها ،الخشنة بنتائجها وتداعياتها . 
 
ما ينقصنا دائما هو البحث و التبصر و تجاوز الانفعال ،فلا يجب تصديق كل ما نسمع  ،ومع ما نعيشه اليوم من تعقيدات  يفترض عدم  تصديق الكثير مما نرى ونشاهد ايضا ، والمطلوب دوما  هو التثبت وادراك حقيقة ما يدور بدقة خلف الكواليس ،ينقل عن الكاتب المصري الشهير الراحل أنيس منصور ،انه تعرض للخداع من قبل  مواطن مصري اوهمه  بتعرضه  للاساءة من قبل  موظفي السفارة المصرية فى "نيوزيلندا" ،وأهانته وضربه ( بالجزمة) من قبل شخص السفير ،ليستشيط منصور غضباً ويكتب مقالاً ساخناً عن الحادثة ،ثم يتذكر قبل ان يرسل المقال للمطبعة ،بأن لا سفارة لمصر في نيوزلندا في ذلك الوقت ،بعد كل هذا يحدثك احد  مدعي المعرفة والفهم ممن يقصون عليك احداثا كاذبة عن قصص لم تحدث و فضائح ليس لها اصل ،في اتفاق بليد مع اغراض مروجي الاكاذيب ،وبعبارات غبية بلهاء انه ( قرأ بالفيس ) و عنده دليل (مقطع تيك توك )  الحمدلله على نعمة البصيرة واستغفر الله لي ولكم والسلام ..



#سعيد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينبغي ان نثق بالامريكيين!!
- مسلسل الكذب الامريكي ونفط كردستان العراق!!
- طريق الهند - اوربا ومعادلة الشرق الاوسط الجديد


المزيد.....




- الدفاع المدني الفلسطيني: نحو 10 آلاف جثة لا تزال تحت الأنقاض ...
- السعودية.. إجراءات عاجلة بشأن حالات التسمم في الرياض وسحب من ...
- من جلبي إلى ملائكة
- شاهد: مظاهرة لليمين المتطرف في قلب باريس.. رُفعت فيها شعارات ...
- الدوري الألماني - ماينز يكتسح دورتموند وكولن يقلب الطاولة عل ...
- استطلاع رأي يصدم إسرائيل.. الطلاب الأمريكيون يؤيدون المحتجين ...
- رغم مساعدات الناتو.. الرئيس التشيكي يشكك في قدرة أوكرانيا عل ...
- الهلال بطلا للدوري السعودي للمرة 19 في تاريخه
- يدفع الأسر لإخراجهم من المدارس.. تغير المناخ يهدد تعليم ملاي ...
- -المضطر يركب الصعب-.. نازحو رفح يحتمون بمعسكر سابق لكتائب ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد البدري - حرب التلقين وسلاح التبيين ..