أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - في مخاطبة العقل أو المشاعر














المزيد.....

في مخاطبة العقل أو المشاعر


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وحي الاحداث

في العمل الدعائي والتحريضي يمكننا التمييز بين منهاجين وأسلوبين حسب الأطراف الفاعلة وسط الحركة الجماهيرية والحركات الاحتجاجية. والطرفان المعنيان عندنا هنا هما: الشعبوية بواجهتيها اليسارية واليمينية، والطرف الثاني الحزب السياسي المستقل للطبقة العاملة أو التيارات الساعية لبنائه.

تعتمد الشعبويتان اليمينية واليسارية على تهييج المشاعر. إنهما توظفان الكذب وأنصاف الحقائق في خطاباتهما، مما يسمح لهما بالانتشار السريع. بينما يعتمد الحزب السياسي المعبر عن مصالح الطبقة العاملة على التحليل المادي الجدلي، يخاطب العقل وبأسلوب يحرك المشاعر. يوظف هذا الحزب الحقيقة والصدق والنزاهة، ولذلك يسري خطابه في الجموع بصعوبة، خاصة لما تكون هذه الجموع خاملة ولم تستيقظ بعد.

عند تقييم نجاعة الخطاب وتأثيره المباشر وعلى المستوى البعيد غالبا ما يسارع الفاعلون السياسيون المنشتغلون في مجال الدعاية والتحريض إلى الأساليب الشعبوية اعتقادا منهم أنها الطريقة الأسرع لبلوغ الهدف. وبالتبعية يعتبرون ان سرعة الانتشار هذه تغني عن مشاق بناء الحزب الطبقي. لكن بعد انتهاء المعارك وخفوت المشاعر أمام حجم التضحيات والخسائر، تظهر فداحة تغييب خطاب العقل وضرورة اعتماد الحقيقة الثورية في تصليب القناعات وتوضيح الأفق وما يتطلبه من طول نفس. إن الشعبوية باتت تفضل مخاطبة المشاعر لأنها سهلة التهييج وتمكن من اقتياد أوسع جمهور للتعبير عن موقف يجيب على اللحظة وتوظفه الجهة التي سعت إليها الى جني النتائج من الأصوات في الانتخابات أو في تسخين الأجواء والظروف المحيطة بالحوار والمفاوضات.

على نقيض كل ذلك يعتبر الحزب السياسي المستقل للطبقة العاملة ان الجماهير هي صانعة التاريخ وبانها هي من تتحمل مسؤولية قيادة التغيير عبر التنظيمات الجماهيرية والطبقية المناسبة وعبر اكتساب الوعي السياسي بالقوى التي تقود التغيير وبطبيعة العدو والخصوم. ولذلك يعتبر الحزب العمل الدعائي ينبني على مخاطبة العقل والمشاعر يحترم عقل ووعي هذه الجماهير ويتحمل مسؤولية تنمية ورفع هذا الوعي من مستواه الحسي الى المستوى العلمي الرفيع.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي نستعيد المكون الأفريقي في هويتنا وجب التخلص الواعي من ال ...
- من وحي الاحداث: كل المؤشرات حمراء
- الأحزاب السياسية المخزنية كانت حاضنة للفساد ولا زالت
- 2024 عام البوطا (قارورة الغاز)
- لماذا يساعدون البيجيدي على الإفلات من تبعات جريمة التطبيع
- آفة الغلاء جزء من سياسة تفقير المفقرين
- العمل النقابي مستقبلا
- هذه السنة يوم 10 دجنبر يكتسي طابعا اشمل لحقوق المواطن الكادح
- من وحي الأحداث: الشرق الأوسط المدجج بالقواعد
- معركة شغيلة التعليم شان مجتمعي
- شعوبنا تناضل إذا هي موجودة
- من وحي الأحداث: بأي معنى نقول فلسطين قضية وطنية؟
- لن نكف من الضرب على الجدران
- من وحي الاحداث: نجاح المعركة يبدأ من نقطة تحصين الذات
- قول في العمل الميداني
- من وحي الاحداث : يوم أخرجت الأرض شعبا متضامنا
- من وحي الأحداث: الماركسية علم خوض الصراع الطبقي
- من وحي الأحداث: أفريقيا وسؤال الاستعمار الغير مباشر
- في الحاجة إلى دراسة واستيعاب نظرية المعرفة
- من وحي الأحداث: في ذكرى معركة أنوال المجيدة


المزيد.....




- عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنيا ...
- مسؤولة: أمام ألمانيا ثلاث سنوات لتسليح جيشها لصد هجوم روسي م ...
- ترويكا.. الحلقة التاسعة
- قطار محمل بعدد هائل من الدبابات والمدفعية يتجه إلى العاصمة و ...
- فشل الخطة الامريكية الإسرائيلية للمساعدات واستعداد حكومة غزة ...
- رئيس بولندا المنتخب يعارض انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
- الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خل ...
- شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
- إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
- متظاهرون في باريس يطالبون بوقف حرب الإبادة في غزة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - في مخاطبة العقل أو المشاعر