أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - جدل في وعي الحياة















المزيد.....

جدل في وعي الحياة


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 22:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الوعي هو موضوع معقد ومحل نقاش في مجال علم النفس وعلم الأعصاب الحديث. يشير الوعي إلى القدرة على الإدراك والشعور والتفكير والتوجيه الذاتي. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان الحيوانات لديها وعي مشابه للبشر أم لا. تاريخياً، كان الوعي مرتبطًا بشكل أساسي بالبشر والقدرات العقلية الفريدة التي يتمتعون بها. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث العلمية أن بعض الحيوانات تظهر بعض السلوكيات التي تشير إلى وجود مستوى من الوعي لديها من بين الحيوانات التي تظهر أدلة على وجود وعي، تشمل القردة الكبيرة والدلافين والفيلة والفئران والطيور مثل الغراب. هذه الحيوانات تظهر قدرات معقدة مثل التعلم والحل المبتكر للمشكلات والتفاعل الاجتماعي والتعبير عن الشعور والذاكرة. يظهر بعض الحيوانات القدرة على التعلم من الخبرات السابقة وتكيف سلوكها واستراتيجياتها وفقًا للظروف المتغيرة. على سبيل المثال، الحيوانات قد تتعلم كيفية حل المشاكل المعقدة، وتستخدم الأدوات للحصول على الطعام أو لحل مشكلة معينة تظهر بعض الحيوانات سلوكيات اجتماعية تشمل التعاون، والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد، والتعبير عن الشعور والانفعالات المختلفة. على سبيل المثال، البعض من الحيوانات يظهر تفاعلات اجتماعية مع أفراد القطيع أو المجموعة، ويستخدمون إشارات بصرية أو صوتية للتواصل مع بعضهم البعض. بعض الحيوانات تظهر القدرة على التخطيط المستقبلي والاستشراف، حيث يتخذون قرارات استنادًا إلى توقعاتهم للأحداث المستقبلية. بعض الحيوانات قد تخبئ الطعام لاستخدامه في وقت لاحق، أو تخطط لمسارات تنقل معينة لتجنب الخطر بعض الحيوانات تظهر قدرة على الاسترجاع وتذكر الحدث والمعلومات من الماضي. يمكنها استخدام المعلومات السابقة لحل المشكلات الحالية واتخاذ القرارات الذكية. على سبيل المثال، الحيوانات قد تتذكر مواقع الأماكن الغذائية المعقدة. لكن الإنسان يمتلك قدرات عقلية فريدة تتجاوز التعلم والتكيف، مثل القدرة على التفكير النقدي والإبداع والتخطيط واتخاذ القرارات المعقدة والتواصل اللغوي والتفكير الأخلاقي والقدرة على تطوير الثقافة والمعرفة. ومع ذلك، قد يؤدي عدم القدرة على التعلم والتكيف في بعض الحالات إلى تحديات في التكيف مع البيئة والتحقق من النجاح الشخصي. يجب أن نتذكر أن القيمة الإنسانية لا تقاس بوظيفة الشخص أو قدرته العقلية فحسب، بل تقاس بالكثير من العوامل الأخرى مثل الأخلاق والتعاطف والتفاعل الاجتماعي والقدرة على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع. يمكن أن يكون التعلم عملية طويلة ومستمرة، ويشمل الاكتساب المتعمق للمعرفة، والتجربة والتعليم، والتدريب. من خلال التعلم، يمكن للإنسان تطوير قدراته ومهاراته وتوسيع آفاقه وتحقيق إمكاناته الكاملة في مجالات مختلفة.
تشمل الثقافة والقيم والمعتقدات والممارسات التي تنتقل بين الأفراد والأجيال في المجتمع البشري، وتتطلب قدرًا كبيرًا من التعلم الاجتماعي والتواصل المعقد. بينما الحيوانات قد تظهر بعض السلوكيات التي تبدو مشابهة للثقافة في بعض الحالات، إلا أنها غالبًا ما تكون مرتبطة بغريزة البقاء والتكاثر والتكيف مع البيئة، وتختلف عن الثقافة البشرية في مستوى التعقيد والتنظيم. اذ تم رصد بعض الثقافات في بعض أنواع القردة مثل الشمبانزي والأورانج وتان والغوريلا. قد يتعلم القردة تقنيات معينة لاستخدام الأدوات في البحث عن الطعام أو التفاعل مع البيئة. وقد وجدت بعض الدلائل على نقل الثقافة من جيل إلى جيل في بعض المجموعات من القردة. كما تم رصد بعض التكنولوجيا البسيطة بين بعض الطيور. يستخدم بعض الطيور أدوات مثل العصي أو الحجارة للتلاعب بالطعام أو الوصول إلى مصادر الطعام. كما وجدت بعض الأبحاث أن بعض الطيور يتعلمون من بعضهم البعض وينقلون تقنيات الصيد واستخدام الأدوات.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه الأشكال المحدودة من الثقافة والتكنولوجيا بين الحيوانات تختلف بشكل كبير عن التطور الثقافي والتكنولوجي البشري. فالثقافة البشرية تشمل نظمًا معقدة من المعتقدات والقيم والممارسات والتكنولوجيا التي تتطور بشكل مستمر وتنتقل بين الأجيال بطرق منظمة وشمولية. قد تكون بعض الأشكال المحدودة من الثقافة والتكنولوجيا بين الحيوانات ناتجة عن تطور بيولوجي معين. يُعتقد أن بعض الحيوانات تمتلك بنية عقلية تمكّنها من القدرة على التعلم والابتكار بشكل أفضل من غيرها، وهذا يؤدي إلى ظهور سلوكيات متقدمة مثل استخدام الأدوات. مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه التفسيرات لا تنفي الفروق الكبيرة بين الثقافة والتكنولوجيا الحيوانية والبشرية. فالثقافة والتكنولوجيا البشرية تظهر مستويات أعلى من التعقيد والتنظيم وتطورت بشكل كبير على مر العصور بفضل القدرات العقلية والاجتماعية الفريدة للإنسان.
من الجدير بالذكر أن الثقافة الحيوانية عادة ما تكون أكثر بساطة وقدراتها محدودة مقارنةً بالثقافة البشرية. البشر يتمتعون بقدرات فريدة مثل اللغة المعقدة والتفكير الرمزي والابتكار الثقافي الشامل. هذه القدرات تمكنهم من تطوير تقنيات معقدة والتعاون الاجتماعي وتنظيم المجتمعات بشكل متقدم. وبشكل عام، فإن الثقافة الحيوانية تكون أكثر تركيزًا على السلوك والمهارات العملية المتعلقة بالبقاء والتكاثر، بينما الثقافة البشرية تغطي مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك الفن والدين والسياسة والعلوم، والتكنولوجيا، والفلسفة، وغيرها.
الفرق الأساسي بين الإنسان والحيوان فيما يتعلق بالوعي الاجتماعي المطور يتمثل في القدرة الفريدة للإنسان على فهم وتفسير العواطف والمشاعر والنيات لدى الآخرين، وتجاوز الاستجابات البسيطة والغريزية. الإنسان يمتلك القدرة على تخيل وفهم وجهات نظر الآخرين، وتصور مواقف ومشاعرهم. يستطيع أن يتعاطف ويتفاعل مع الآخرين بشكل عاطفي وعقلي، حتى في حالات غير مباشرة أو غير مرئية. الإنسان يمتلك نظام لغوي معقد يسمح له بالتواصل ونقل المعلومات بشكل دقيق ودقيق. يمكنه استخدام اللغة الشفهية وغير الشفهية (مثل لغة الجسد والعبارات الوجهية) للتعبير عن الأفكار والمشاعر والنيات وتبادل المعلومات. الإنسان يعيش في بيئة اجتماعية معقدة ومتنوعة حيث يتعلم من خلال التفاعل مع الأفراد الآخرين والمجتمع بشكل عام. يكتسب الإنسان المعرفة والقيم والتصرفات الاجتماعية من خلال التعلم الاجتماعي وتأثير الثقافة المحيطة به. الإنسان لديه القدرة على النظر في ذاته وفهم تأثيرات سلوكه على الآخرين وعلى المجتمع بشكل عام. يمتلك الإنسان القدرة على التفكير الابتكاري والبحث عن حلول جديدة وتحسين العلاقات الاجتماعية.
هذه القدرات المتطورة للوعي الاجتماعي تميز الإنسان عن الحيوانات الأخرى وتساهم في قدرته على بناء وفهم العلاقات الاجتماعية والتفاعل بشكل أكثر تعقيدًا وتعاونًا.
إنه من المهم أن نلاحظ أن درجة الوعي الاجتماعي تختلف بين الأنواع وحتى بين الأفراد داخل الأنواع نفسها. إن التقدم في مجال العلوم العصبية والتكنولوجيا قد يساهم في فهمنا المستقبلي للوعي وقد يفتح أبوابًا لإمكانية تطوير تقنيات تدجين الوعي. ومع ذلك، يبقى هذا المجال موضع دراسة وأبحاث مستمرة، ومن الصعب التنبؤ متى ستتحقق تلك التقنيات، إن تحققت على الإطلاق. دراسة الوعي وتطوير تقنيات تدجينه هي مجال نشط للبحث العلمي، وتشتمل على مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات.
يجب ملاحظة أن هذه الأدوات والتقنيات تستخدم لفهم الوعي وعملياته بشكل أفضل، ولكن تدجين الوعي بشكل كامل لا يزال يعتبر تحديًا كبيرًا. قد تستغرق سنوات من البحث والتطوير لتطوير تقنيات تدجين الوعي التي تكون فعالة وآمنة للاستخدام البشري. ومع ذلك نجحت بعض الأنظمة في تدجين وعي أجيال كاملة بشعارات فارغة وغير قابلة للتحقيق وعلى حساب مستقبل شعوب كان من المفترض ان تلحق بالركب العالمي للتطور وبقي الانسان في بدائيته يردد ما قاله الاولين ونتخاصم فيما يتخاصمون وأصبحنا حقل تجارب لتكنولوجيا الأسلحة الفتاكة ننتظر الفرج بدعاء الفرج.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنية والعقل فلسفيا
- الصفة والحال فلسفيا
- السيلوجيزم والفوضى العالمية
- الفلسفة الإسلامية والتقاليد الفلسفية
- الخلود هوتحسين جودة الحياة
- الصراعات الدولية ونهب العباد
- القيادة والكذب المقدس
- ميتافيزيقيا الفساد المالي والاداري
- انتفاخ الذات
- نظام التفاهة وحقوق الانسان
- البيروقراطية المؤسسية في الدول الفاشلة
- الديموقراطية والسلوك الاناني في الحكم
- ألأسس النفسية للأنتهازية التاريخية في الشرق الاوسط
- الاستبداد والمظلومية
- البلاهة في السياسة و الحكم
- العبودية في العصر الحديث
- السايكوباثية واصول الحكم
- خلود الوعي ام خلود الانسان
- صراعات اليوم تدمير حضاري واستكبار محلي
- المثقف المقاتل وفساد السلطات


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - جدل في وعي الحياة