أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - ميتافيزيقيا الفساد المالي والاداري















المزيد.....

ميتافيزيقيا الفساد المالي والاداري


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 14:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ميتافيزيقا الفساد المالي والإداري تعد مسألة معقدة ومتعددة الأبعاد. يشير المصطلح "ميتافيزيقا" إلى الدراسة النظرية للفساد والتحليل الفلسفي لجذوره وأسبابه وتأثيراته. يعتبر الفساد المالي والإداري مشكلة خطيرة في المنطقة يؤثر على الاقتصاد والمؤسسات والحياة اليومية للناس. ثقافة الفساد، يمكن أن تلعب دورًا هامًا في انتشار الفساد. إذا كان الفساد يُنظر إليه على أنه شيء طبيعي أو مقبول في المجتمع، فمن المحتمل أن يكون هناك تسامح أكبر تجاهه، يلعب الفقر وعدم المساواة، وزيادة الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم المساواة من انتشار الفساد. وكذلك عندما يكون الناس في حاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، يمكن أن يستغل الفاسدون هذه الحاجة لتحقيق مكاسب شخصية. دور التشريعات ونظام العدالة، إذا كان هناك ضعف في التشريعات المتعلقة بمكافحة الفساد وعدم فاعلية نظام العدالة في معاقبة المفسدين، فمن المحتمل أن يستمر الفساد دون عقاب، ويؤدي بالتالي إلى تدمير القيم الأخلاقية في المجتمع، عندما يصبح الفساد أمرًا شائعًا ومقبولًا، يتدهور النظام الأخلاقي ويتراجع الالتزام بالنزاهة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية.
في العديد من الأديان، توجد تعاليم ومبادئ تحث على النزاهة والشفافية والعدالة في المعاملات المالية والإدارية. على سبيل المثال، في الإسلام، يعتبر الفساد من الأعمال المحرمة ويجب القضاء عليه ومحاسبة المفسدين. يوجد العديد من الأحاديث والآيات القرآنية التي تحث على العدل والمساواة ومكافحة الفساد. ومع ذلك، فإنه من الأمور المعروفة أن بعض الأفراد في الأنظمة الدينية قد تبرر الفساد أو تسعى للاستفادة منه ميتافيزيقيا. يمكن أن يحدث ذلك عندما يتلاعب الأفراد بالتفسيرات الدينية لمصلحتهم الشخصية أو عندما يسعون لتبرير أفعالهم غير الأخلاقية باستخدام التدين. من الصحيح أن بعض الأنظمة الحاكمة وبغطاء ميتافيزيقي قد تبرر الفساد بواسطة روايات تاريخية ودينية غير صحيحة أو تفسيرات مشوهة لتبرير استمرار نهب المجتمعات. يتم استخدام هذه الروايات والتفسيرات لتعزيز السلطة وتبرير الممارسات غير الأخلاقية والاستيلاء على الموارد العامة. من الأمثلة المعروفة على ذلك هو استخدام مفهوم الدين أو النصوص الدينية لتبرير الفساد والاستبداد. يمكن أن يتلاعب الحكام بالمعتقدات الدينية والتعاليم الدينية لتبرير سلطتهم واحتكار الثروة والموارد. يقدمون روايات مشوهة تركز على الأوامر الإلهية أو الصلاحيات الخاصة التي يزعمون أنهم يتمتعون بها، وبالتالي يسيطرون على الثروة ويستغلونها لمصالحهم الشخصية. لكن عند دراسة الروايات المعتمدة في هذا التبرير، يمكن تطبيق المنهج النقدي واستخدام المصادر المتعددة والمستقلة للتحقق من الأحداث والمعلومات المقدمة. يمكن البحث عن الدراسات الأكاديمية والمؤرخين الموثوق بهم الذين قاموا بتحليل الروايات والتحقق منها بناءً على الأدلة المتاحة. يجب أيضًا الانتباه إلى التباينات والتناقضات بين الروايات المختلفة. إذا كان هناك تناقضات كبيرة بين الروايات، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أن هناك جوانب غير صحيحة أو مشوهة في الرواية. ومع ذلك، يجب أن ندرك أنه في غياب النصوص الأركيولوجية المعتمدة، قد تكون هناك روايات أو معتقدات تاريخية قائمة على الإيمان والتقاليد الشفهية التي تختلف في مدى موثوقيتها ودقتها. يكون من الصعب التوصل إلى حقائق تاريخية قطعية في مثل هذه الحالات، ويكون هناك جوانب مختلفة وآراء متضاربة بشأن الأحداث التاريخية. لذا، ينبغي أن نتعامل مع هذه النصوص والروايات بحذر ونقد بناء، ونسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات المتاحة والتحليل النقدي لتقييم صحتها وموثوقيتها. تعتبر الروايات التي تم تمريرها عن طريق الأجيال السابقة جزءًا مهمًا من التراث الشفهي وتراث الثقافة. وفي بعض الحالات، قد يكون لها قيمة تاريخية وثقافية كبيرة عند المؤمنين بها. ومع ذلك، ينبغي أن نتعامل مع هذه الروايات بحذر ونقد بناء، ولا يصح التعامل وكأنها قانون ثابت منزل يوجب الحكم وفقه.
الروايات التي تم تمريرها عن طريق الأجيال السابقة قد تكون موثوقة إلى حد ما، ولكنها قد تكون أيضًا تعتمد على الذاكرة الشخصية، والتفسير الشخصي، والتأثيرات الثقافية، والاجتماعية. قد يحدث تشويش أو تغيير في الرواية مع مرور الزمن وتداولها بين الأجيال. قد يتم تضخيم بعض الأحداث أو التغيير في التفاصيل المحددة.
في النهاية، يمكن أن تكون الروايات التي تم تمريرها لا تحتوي قيمة اركيولوجية معتمدة لكنها تعتبر روايات ومصادر قيمة للمعرفة والثقافة. ومع ذلك، يجب أن نتعامل معها بحذر ونقد بناء، وأن نسعى للتحقق والتحليل النقدي قبل الاعتماد عليها بشكل كامل، ويشكل البحث عن مصادر مستقلة وموثوقة تتحدث عن الموضوع نفسه أهمية كبرى، وقد نجد دراسات أكاديمية أو مؤلفين آخرين يتناولون نفس الموضوع ويقدمون تحليلاتهم الخاصة. علينا ان نقارن هذه المصادر مع الرواية التي نعتبرها وننظر إلى التوافق والتناقضات بينها مع غياب الاجماع وتأخر الروايات مع الفترة التاريخية التأسيسية، يجب أن نكون حذرين في الاعتماد على هذه الروايات بشكل كامل. قد تكون هناك عوامل مثل التأويل الشخصي أو التحريف أو التغييرات الثقافية التي قد تؤثر على دقة المعلومات المقدمة. في دراسات التاريخ، يمكن استخدام الروايات التي تفتقر إلى الاجماع بشكل محدود وفي سياق معين. ومع ذلك، يتعين أن يتم التعامل مع هذه الروايات بحذر وبناء على تقييم دقيق للمصداقية والموثوقية. تحليل المصدر بشكل نقدي ومنظور تاريخي. فهم سياق ومصداقية الرواية وتقييم مدى تأثيرها على الحدث أو الفترة التي تدرس فيها. نتحقق من الانحيازيات المحتملة والتحريفات التي قد تؤثر على دقة المعلومات المقدمة. البحث عن مصادر أخرى تتناول نفس الحدث أو الفترة التاريخية. يمكن أن توفر المصادر الأخرى وجهات نظر متعددة وتعمق في الفهم والتحليل.
يتعين أن يتم استخدام الروايات التي تفتقر إلى الاجماع في دراسات التاريخ بحذر وتقدير للمصادر والأدلة الأخرى المتاحة. يجب أن يتم توثيق المصدر بشكل دقيق وتقديم أدلة واضحة وموثوقة لدعم الاستنتاجات التي تستند إلى هذه الروايات. في القانون الوضعي، يتطلب الاعتماد على الأدلة الموثوقة والمؤيدة للروايات الشفهية أو التاريخية. عندما يتعلق الأمر بالروايات التاريخية التي ليس لها أصل أركيولوجي أو مصدر مكتوب، يجب معاملتها بحذر وتقييم صحتها وموثوقيتها بناءً على العوامل التالية:
البحث عن مصادر أخرى تؤكد أو تدعم الرواية التاريخية. من خلال تحقيق صحة المعلومات من مصادر مستقلة، يمكن تقييم مدى موثوقية الرواية. تحليل الرواية ذاتيًا ونبحث عن علامات التوثيق الداخلي، مثل التفاصيل المحددة والتسلسل الزمني المنطقي والتوصيفات المتسقة. قد توفر هذه العناصر بعض الإشارات إلى صحة الرواية. نقارن الرواية بالأدلة الأخرى المتاحة، مثل الأدلة الأركيولوجية أو الوثائق المكتوبة المتعلقة بنفس الفترة التاريخية. إذا توافقت الرواية مع هذه الأدلة الأخرى، فقد يكون ذلك دليلاً إيجابيًا على صحتها. والعوامل تقيم الرواية في سياق التاريخ المحيطة بها. قد توفر المعرفة بالأحداث والتوجهات السياسية والاجتماعية في تلك الفترة بعض الإشارات حول مدى واقعية الرواية. مع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع الروايات التي ليس لها أصل أركيولوجي أو مكتوب بحذر واحتياط، ويفضل دعمها بأدلة إضافية قوية لزيادة مصداقيتها. هذا يعني أنه في حالة عدم وجود أدلة أخرى موثوقة لدعم الرواية، قد يكون من الأفضل تعاملها كمصدر غير مؤكد أو تقييمها بناءً على القيود والتحفظات المناسبة، وبذلك نطيح بالتفسير الميتافيزيقي للفساد المستند على روايات غير حقيقية المراد منها تبرير ومنح الشرعية للفساد الإداري والمالي والذهاب بالأوطان الى المجهول.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاخ الذات
- نظام التفاهة وحقوق الانسان
- البيروقراطية المؤسسية في الدول الفاشلة
- الديموقراطية والسلوك الاناني في الحكم
- ألأسس النفسية للأنتهازية التاريخية في الشرق الاوسط
- الاستبداد والمظلومية
- البلاهة في السياسة و الحكم
- العبودية في العصر الحديث
- السايكوباثية واصول الحكم
- خلود الوعي ام خلود الانسان
- صراعات اليوم تدمير حضاري واستكبار محلي
- المثقف المقاتل وفساد السلطات
- المواطن والسلطة في الشرق الاوسط
- الرغبة في الاغراء ام تدجين
- رتابة الفوضى والمصالح والديناميكيات الدولية
- فاوست ومبفيستوفليس الشرق الاوسط
- ثنائية الروح والجسد
- الإنسان والفلسفة
- الدين اقدم بتكوين في التاريخ
- العيارون والشطار المعاصرون


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - ميتافيزيقيا الفساد المالي والاداري