أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دور شركات الأسلحة وإثارة الحروب 1/2














المزيد.....

دور شركات الأسلحة وإثارة الحروب 1/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس سرا، ولا تخفيه الدولة العميقة المتحكمة بشركات الأسلحة الأمريكية ولا بعض الإدارات في البيت الأبيض، دعمها لهذه الشركات كقطاع مثل غيره من قطاعات الاقتصاد الأمريكي، أما جدلية خلق الحروب فهي فكرة متناقضة ذات وجهين وتحتاج إلى المنطق عند البحث فيه. لكن عرضه من قبل الأنظمة الفاشلة في منطقتنا، كمفهوم للطعن في الإستراتيجية الأمريكية على خلفية الصراع الإيديولوجي، خداع لشعوب المنطقة بضحالة سياسية، فكما يعلم الجميع، أن ظهور الفكرة تعود إلى مرحلة الحرب الباردة، يتم إحياؤه وترويجه كلما دعت ضرورات مواجهة الأنظمة لشعوبها أو المطالبة بحقوقها، كالشعب الكوردي، مثلما يجري الأن وحيث تصعيد الصراع بين القوى الكوردية وبين التحالف الإيراني التركي، الأنظمة المستفيدة من الصراع الأمريكي الروسي الصيني على منطقة الشرق الأوسط.
صناعة وتجارة السلاح من أحد أهم القطاعات الاقتصادية عند العديد من دول العالم، ولا شك أمريكا في القمة، تحتل 37% من حصة العالم، تأتي بعدها روسيا 20%، وهي حقيقة يعلمها أي باحث اقتصادي-سياسي، لذلك فلوبي ضخم في الكونغرس، وكلية الحزب الجمهوري يدعمون هذا القطاع الصناعي الهائل والمرعب، ويساعدون لإيجاد الأساليب المناسبة لإنجاحه، ليس فقط لأن معظم قادة الحزب هم أقطاب هذا القطاع ومالكين لحصص فيه أو المستفيدين منه إما ماديا أو في الحملات الانتخابية، بل لأنه جزء رئيس في الدخل الوطني بنسبة أكثر من 3% مثله مثل قطاع الإلكترونيات، وصناعة السيارات، وشركات النفط والبنوك والعقارات وغيرها، وهو من أحد أهم ركائز الإمبراطورية الأمريكية، وبالتالي نقض أمريكا من خلال هذا المفهوم سذاجة، وعرضه كتهمة؛ جهالة، وطرحه للحوار كنقد للإمبراطورية الأمريكية ضحالة سياسية، كما وتعكس عدم معرفة الفرد للبنية الاستراتيجية لأمريكا كإمبراطورية، وعلى أثرها يتم الخلط ما بينها كقوة عظمى عسكرية-اقتصادية ووجودها في العالم كحضارة.
المفهوم حقيقة لا يتم الحديث فيه على الإعلام، لكن عند الصفقات التجارية تدرس من على منصة الحوارات السياسية لاعتبارات عدة، يتم إنكاره أحيانا عند إدارة الديمقراطيين للبيت الأبيض، لاعتبارات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية بل وأحيانا تحت مظلة حقوق الإنسان، وهنا تظهر دور المنظمات الحضارية التي تقف في وجه الهيمنة الإمبراطورية، لذلك فنقد أمريكا على هذه المنهجية في عمقه نقد لجميع الدول المصدرة للسلاح، فليس هناك سلاح يقتل وأخر يخلق الفرح، فكل قطعة سلاح يتم تصديره ومن أية دولة كانت هي أداة للتدمير إن كان للهجوم أو الدفاع.
قطاع الصناعات العسكرية في أمريكا، له باع طويل في الأروقة السياسية، ولوبيه أقوى من قطاع صناعة النفط والأدوية، على خلفية الهيمنة قبل الدخل المادي الهائل، لذا يجب أن يكون في حالة تجديد وتطوير متواصل، ونجاحه مثل نجاح جميع شركات الأسلحة في العالم تعتمد على:
1- إما تحديث أسلحة الدول المعتمدة على السلاح الأمريكي كدول الخليج وتركيا على سبيل المثال، والتي قرابة 75% من سلاح تركيا كدولة في الناتو؛ أمريكي أو من دول الناتو، وبالمقابل هناك دول تعتمد على السلاح الروسي بشكل شبه مطلق، وهنا نتحدث ليس فقط عن منطقة الشرق الأوسط، بل عن معظم دول العالم.
2- أو بخلق الحروب وبها يتم شراؤه في الحالتين الهجوم والدفاع. ويروج على أن الشراء في حالة الدفاع يتم من روسيا أو الصين أو غيرهما من الدول، لكن الكل يبحث عن الأسواق المروجة لتصريف السلاح في الحالتين، ولا يخفى أن جميع الدول المصدرة للسلاح تنتظر الحروب لتصرفها بضاعتها، حتى ولو كانت تحت منطق الدفاع عن الذات، وعلى الأرجح أن تركيا أيقظت الصراع بين دولتي أذربيجان وأرمينيا للترويج وبيع طائراتها ألـ (بيرقدار)، كما ولا يستبعد أن إيران تحصل على كميات هائلة من العملة الصعبة التي كانت تصل عن طريق المساعدات الدولية إلى حركة حماس وما تنتجه حزب الله من تجارة المخدرات ومن غيرهما من أدواتها الأخرى مقابل الصواريخ التي ترسلها لهم. كما وأن شعوب الدول العديدة التي تعتمد على السلاح الروسي حاليا وفي السابق الإتحاد السوفيتي، يتم إقناعهم بهذه المنهجية، أي شراء السلاح من أجل الدفاع عن الذات. وهذا الخلاف الفكري تعكس جدلية ساذجة، فحضور السلاح الفردي، الكلاشينكوف السوفيتي أو م 16 الأمريكية وانتشارهما في العالم، مبني على الصراع الإيديولوجي، وكل الإيديولوجيات والأديان والمذاهب قتلت وأجرمت وتقتل تحت مفاهيم مختلفة، مهما غطيت بألبسة مزركشة دفاعية أو هجومية.
3- تضخيم قوة بعض الدول، خاصة التي تحكمها أنظمة دكتاتورية لها طموحات في السيطرة على الجوار، كما كان يقال عن جيش صدام حسين، واليوم عن قوة إيران والبعد المذهبي، وعن تركيا؛ الحالمة بإعادة تاريخ الدولة الملية العثمانية السنية، وفي الواقع ليسوا بتلك السويات التي يتم الترويج لهم وعن ذاتهم على الإعلام، وقد سقط فيها روسيا قبل الهجوم على أوكرانيا. وكل ذلك لترهيب الدول المجاورة لتعمل على خلق قوة دفاعية، ودول الخليج خير مثال، وحيث بعبع صدام وإيران وتركيا اليوم.
ولا شك في الحالتين تجارة السلاح لا تقتصر على أمريكا فقط، بل جميع دول المصنعة والمتاجرة للسلاح تنمو وتستفيد، وتدرج ضمن قائمة التدمير والترويج للحروب بغض النظر عن البنية الأيديولوجية التي يستندون عليها، فهم يظلون منابع لتصدير أدوات التدمير.
علينا أن نتذكر بأنه لم تظهر إمبراطورية في التاريخ على مبدأ السلام، دروبهم جميعا وبدون استثناء مليئة بالدماء، نحن نتحدث عن تاريخ البشرية الغارقة في المآسي منذ البدء وحتى اللحظة.
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
5/2/2024م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الرئيس الأمريكي القادم من القضية الكوردية
- كيف سيكون الرد الأمريكي بعد قتل جنودها
- خلفيات الصمت الأمريكي حيال الاعتداءات التركية على غرب كوردست ...
- هل يحمل وزير خارجية أمريكا الملف الكوردي أم سيعرض عليه؟
- إسرائيل وأمريكا أفضل من إيران وحماس
- الروح الكوردية العاقلة
- من يقود طرفي الحراك الكوردي في غرب كوردستان
- ضريبة الطيبة
- علم كوردستان
- كيف نقيم المبدعين الكورد
- العقد الإجتماعي للإدارة الذاتية
- صبري عباس في ذاكرة الزمن
- إيران تنهب ميليشياتها
- أمريكا لن تخرج من كوردستان
- هدفي من الكتابة
- هل هكذا ستكون كوردستان القادمة
- الأحزاب الكوردية لا تمارس السياسية
- في عصرنا هذا
- إيران تحرق المنطقة
- هل ستخسر إسرائيل


المزيد.....




- كيف يظهر -شكل الشيطان- في بورتريه الملك تشارلز؟.. تلاعب ونظر ...
- -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام ...
- شاهد.. إوزة بالغة تقود -تيارًا لا نهاية له- من صغار طيور الإ ...
- الملك سلمان يعاني من ارتفاع بالحرارة وألم مفاصل ويجري فحوصات ...
- شعر مستعار مذهل لأميرة مصرية بالعصور القديمة.. ما حقيقة الصو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثة رهينة من غزة
- مصر -غاضبة ومحبطة- ـ العلاقات مع إسرائيل في -أسوأ مراحلها-! ...
- دراسة: انخفاض التستوستيرون لدى الرجال يزيد من خطر الوفاة
- مجموعة علماء تكتشف علامات على وجود حضارة خارج كوكب الأرض
- -طلبي غريب شوية-.. عمرو أديب يوجه طلبا عاجلا لرئيس الوزراء ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دور شركات الأسلحة وإثارة الحروب 1/2