أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هدفي من الكتابة















المزيد.....

هدفي من الكتابة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 00:18
المحور: القضية الكردية
    


بغض النظر عن الكتب والعديد من المقالات، وبعض الدراسات التي أفضل الاحتفاظ بها في أرشيفي، نادراً ما نشرت رؤية أو نقداً في الإشكاليات الكوردستانية الداخلية، أو المتعلقة بالقضية القومية، دون أن أسأل نفسي، ما الغاية التي أطمح إليها، وما هي الإيجابيات المتوقعة من عرضها على العامة؟ هل تسودها سمات التهجم والطعن؟ أم تطغى النصيحة والتوعية وتدرج كمحاولة لتصحيح وتنوير المسارات؟ هل ستساعد على التقارب الكوردي-الكوردي أم ستزيد من شرخ الخلافات؟
منذ سنوات وأنا أتوجه إلى الداخل الكوردي وحراكه الحزبي أو الثقافي، وإلى الإدارتين، في كتاباتي بالدبلوماسية المرنة، والتي تعرف بالعصرية، مرجحا لباقة الحوارات على النقد السلبي.
حتى اليوم لم أكمل كتاب من كتبي المستلقية في أرشيفي، لأنني ربما أتعامل مع القضايا الجارية، أكثر مما أركز على القادم، فبدون حاضر حر ناجح لن يكون لنا مستقبل، وأسأل ذاتي ما مدى فائدة كتبي لحاضرنا المدمر، مقارنة بما يتطلب منا إنجازه من خلال التعامل اليومي مع الواقع، وتعويم القضية الوطنية والقومية على الخلافات الحزبية الكارثية، والتي تدمر المستقبل قبل الحاضر.
فالعمل على كيفية التخلص من مؤامرات الأعداء الجارية لا تنتظر مجلدات لفضحها أو مواجهتها، بل كتابات يومية على أمل تنوير الدروب المعتمة أمام مجتمعنا وحراكنا، ولا أخفي بأن ما تحتضنه الكتب القيمة من الأسس المتينة لبناء ثقافة عصرية تنور الشعب، هو الأفضل للأجيال القادمة على المدى البعيد، لكننا وبما أننا اليوم في مرحلة التحرر وحيث الصراع اليومي مع الداخل والخارج، فالكتابات اليومية لها سلطتها في هذه المرحلة الحرجة ولذلك لا بد من التمعن في متنها وإلى ماذا تهدف قبل نشرها.
لا شك هناك بعض الأخوة من الحراك الثقافي والسياسي يشاركونني هذا الأسلوب في الكتابة، وعدم الانحياز إلى قطبي الخلافات وطرفي الاستقطاب المدمر للذات قبل القضية، وهي الشريحة الأقل حضورا بين المجتمع، والأكثر رفضا وتجافيا من قبل أغلبية الحراك الحزبي. فجلنا ندرك أن قلة الاهتمام بهم وبما يطرحونه حالة طبيعية، فعادة أصحاب الأقلام التي لا تجاري الصراعات الداخلية، ولا تنحاز إلى معاركهم، ولا تحمل أسلحة أحد الأطراف ضد الآخر، تهمل إما عن عمد أو لبساطة المجتمع، لكنها على المدى الطويل هي الشريحة الرابحة، إن لم تكن تنويرية اليوم فهي التي ستخلق الحركة التنويرية غداً، جميع الحركات التنويرية في التاريخ كانت شبه منسية في بداياتها.
هذه الشريحة لا تبالي كثيرا بحالة الإهمال المتعمد أو غيره، ولا فيما إذا تعرضت إلى الطعن من بعض السذج أو المجندين لها من قبل الأطراف المتأذية مصالحها من أحكامهم وانتقاداتهم، لأن غاياتهم أسمى من أن تتأثر باعتراضات بعض الجهلاء.
هذه الجدلية واضحة في ساحة قطبي الاستقطاب ضمن حراك غرب كوردستان الحزبي، المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الإدارة الذاتية وعلى رأسهم الـ ب ي د، ولا شك قطبي جنوب كوردستان لا تختلف عن غربي كوردستان، ولكننا بصدد الأخيرة، والتي تبرز بشكل جلي من خلال تغطية خلافاتهم الحزبية على المصلحة القومية، والتي تنسيهم جميع سلبياتهم وإنكارهم لإيجابيات الطرف الأخر، وهو ما يتطلب منا الطرق بشكل يومي خاصة وأن أغلبية المتسلطين على القطبين نادرا ما يحملون كتابا طوال السنة. فعلى سبيل المثال:
1- الإدارة الذاتية، وتحت منهجية الإيديولوجية الأممية، والتخلي عن البعد القومي الكوردي، والتي نواتهم كتنظيم قيادة وكوادر من أبناء الشعب الكوردي قبل أن تنتشر بين مجتمع الجزيرة بشكل عام، مع ذلك تتعامل مع القوى العربية في المنطقة بكل ديمقراطية، ومن النادر التعدي على تجاوزاتهم، ولا شك هي حالة صحية، لكن شريطة ألا يحاسبوا الأطراف الكوردية المعارضة على كل هفوة، أو انتقاد، ويكون معاملتهم لأحزاب المجلس الوطني الكوردي وللمجلس بشكل خاص، أن تكون على سوية نفس المعايير الديمقراطية، لكن وللأسف كثيرا ما تستخدم المنهجية الدكتاتورية معهم.
2- المجلس الوطني الكوردي، رغم أنها تساير الـ ب ي د على إنكارها لبعدها القومي، وتتعامل معها كحراك كوردي في البعد العملي وتطلب منها المعاملة على أسسها، وتنكرها في البعد النظري، تهاجمها أكثر مما تهاجم النظام والمنظمات التكفيرية المدمرة للمناطق الكوردية المحتلة. فمقابل كل نقد بسيط للمنظمات المدعومة من المحتل التركي، يتم التهجم وبشكل منظم وواسع على كلية الإدارة الذاتية ودون دراسة للأبعاد السياسية والظروف الجارية ومؤامرات القوى المحتلة لكوردستان، وتتناسى أن الإدارة ورغم انتقاداتنا المستمرة لها، سمحت لها بفتح مكاتبها في جميع المدن، ولها قاعات لكل المناسبات، وتقيم مؤتمراتها ودون رخص، وتعقد ندوات وحفلات في جميع المدن والقرى ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ولا شك بعضها تتعرض إلى الاعتداءات، المرفوضة كليا، في الوقت التي لا نسمع لهم صوت والمنظمات التكفيرية المعارضة تمنع من فتح حتى ولو مكتب وحيد لهم في عفرين أوفي غيرها من المدن الكوردية، ويحظرونهم من إقامة أية ندوة عن الكورد أو حتى محاضرة في أي مجال كان، خاصة فيما إذا كان المجلس الوطني عرابها.
من المؤلم القول: بأنه يتبين على أنهما بدأوا يخرجون جيل من الحزبيين مبدعين في التهجم وتوسيع الخلافات وبحجج تكاد تبين من وجهها الأولي على أنها منطقية، لكن في الواقع تعكس بداية ثقافة حزبية غارقة في الضحالة السياسة وتعدم أي أمل في بناء التحالف القومي الوطني المطلوب في هذه المرحلة المصيرية.
فكيف لنا أن نتعامل مع هذه المنهجية الضحلة؟
هل بمساندتهم وتوسيع شرخ الخلافات، على بنية الوقوف مع جانب والتهجم على الجانب الأخر تحت منطق عدم السكوت عن الحق؟ وأين هو الحق؟ أليس كلاهما عبثوا به، حتى ولو كانت على سويات مختلفة لكن المقاييس أيضاً مختلفة.
أم البحث عن الوطن، وحاضر أمتنا في خضم مراحل التحرر القومي، والتي من النادر أن تتكرر مثل هذه الفرصة، والمطلوب هو التركيز على التآلف، من خلال الكتابة اليومية والحوارات، وغيرها، إلى أن ندخل مرحلة تشكيل الدولة؟
هذا ما أنا مقتنع به، وعلى هذه المنهجية أكتب وأتعامل مع حراكنا الكوردي والكوردستاني، والتي تختلف عند مواجهة الأعداء لكنة ومضموناً.
ولا يعني هذا يجب الابتعاد عن النقد الصارم، وعدم تبيان الأخطاء، وتعرية الإشكاليات التي تعرض القضية إلى خطر ما، شريطة ألا نضيع في متاهة الصراعات.
نقدت كثيرا وأحيانا هاجمت وبشكل مباشر في الماضي، لكن تبين لي وبعد سنوات إن المرحلة تجاوزتنا، ولا زلنا نتناول قضايانا بالأساليب التي تضر أكثر مما تنفع، كما وجدت بأن الأعداء يسبقوننا بمراحل في طرق معالجة قضيتنا ومحاربتنا، ونحن بالمقابل نواجههم ونتعامل بين بعضنا من واقع متخلف ومختلف، فكان لا بد من أساليب عصرية في التقرب من القضايا القومية والوطنية، بشرط ألا يكون الهدم غايتنا بل التوعية والتنوير وتصحيح المسارات، ولربما لا زالت المعالجة دون المطلوب لكن الرؤية واضحة، فليتنا نساعد بعضنا لخلق نقلة نوعية في تناولنا لقضايانا.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
2/12/2023



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هكذا ستكون كوردستان القادمة
- الأحزاب الكوردية لا تمارس السياسية
- في عصرنا هذا
- إيران تحرق المنطقة
- هل ستخسر إسرائيل
- تواطؤ الدول العربية والإسلامية
- خيانة أردوغان لتاريخ كركوك - 2/2
- خباثة تحريف أردوغان لتاريخ الكورد 1/2
- من يمثل النبي داوود أو جالوت الجبار
- الهوية الوطنية وإدارة التنوع
- ماذا يحتاج الكورد لتشكيل لوبي في أمريكا
- دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس
- الشرق الأوسط لن تكون كما هي عليه الأن
- الإعلام منافق، العربية-الإسلامية والأمريكية مثالاً
- متى سيتم إسقاط نظام بشار الأسد
- دور الأجهزة الأمنية في الشتاء السياسي
- جمهورية كوردستان
- مسرحية انفجار أنقرة
- هل فشل الحراك الثقافي الكوردي؟
- لنقرأ تاريخنا بنزاهة


المزيد.....




- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...
- الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات
- التعاون الإسلامي تحذر من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بغ ...
- هذا ما علق به -غانتس- حول صفقة الأسرى المقترحة والهدنة
- فولودين يتوقع أزمة هجرة في أوروبا بسبب اللاجئين الأوكرانيين ...
- الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هدفي من الكتابة