أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - خيانة أردوغان لتاريخ كركوك - 2/2















المزيد.....

خيانة أردوغان لتاريخ كركوك - 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 21:00
المحور: القضية الكردية
    


قال أردوغان، كركوك تركمانية، رغم معرفته أنه بهذا الدجل يشوه تاريخ المنطقة بأحط الأساليب.
يمكن خداع العامة لكنه لا يمكن طمس التاريخ، مدينة وردت اسمها في سجلات معظم حضارات المنطقة، ومنها الحضارة الحورية، والفرثية-الأرسكيدية، وقد ذكرها بطليموس، عندما لم يكن للمكون التركماني وجود في المنطقة، كما وكتب عنها العديد من المؤرخين المسلمين وغيرهم وجميعهم يذكرونها مدينة كوردية. وكتب عنها شمس الدين سامي فراشري (1850-1904)، وهو كاتب عثماني، في المجلد الخامس من قاموس الأعلام-الدائرة المعرفية-الصفحة (3846) قائلا: (أن نسبة السكان الكرد في تلك المدينة التي لا يزال يصفها الكرد بأرض الأجداد، يشكلون ثلاثة أرباع أهالي كركوك والباقي هم ترك وعرب و760 يهوديا و460 كلدانيا).
فمن الغرابة أن يتجاوز رئيس دولة مهمة كتركيا، القيم الإسلامية، ليخدم القومية التركية بدونية، كأحد الخدم الذين كانوا على أبواب الحرلمك في العصر العثماني، فيتناسى الحقائق، ويخون تاريخ شعوب المنطقة كلها خدمة لقومية السلاطين، ويسمح لنفسه، الوقوع في المستنقع التاريخي الفاضح، أو يتناساها لغاية، ولا يقف على تاريخ الكورد في كركوك، بل يقوم بدمج بلاد فارس كجغرافية بجغرافية القوميات الأخرى كالكورد والتي تسمى حاليا إيران، وتناولهما كمرادفة واحدة، ليجعل التركمان - العرق الأصفر-الصيني، الذين جلبوا إلى المنطقة كمماليك، والبعض جاؤوها مهاجرين، وسكنوا كركوك، إحدى أقدم مدن حضارات بلاد الرافدين، فحديثه عن الكورد والتركمان وتاريخ كركوك، تعكس إما الضحالة المعرفية أو الخباثة السياسية-التاريخية.
كما وأن تسميته حروبه في بلا د فارس، بـ (الغزو) تيمنا بغزوات الخلفاء الراشدين، يعني بها التشبيه بين الحروب العثمانية مع الفرس، بغزوات الإسلام على الإمبراطورية الساسانية، ليضفي قدسية على حديثه عن كركوك كجغرافية، متناسيا أن الكورد الذين كانوا يشاركون في جيوش الإمبراطورية العثمانية كانوا من كورد كركوك مثلما كانوا من كورد آمد أو وميافارقين أو من أورفا أو كورد إسكندرونه وغيرها، وبعد انتهاء الحروب كان معظمهم يعودون إلى أهاليهم، بعكس التركمان الذين سكنوا في كركوك ولم يعودوا إلى موطنهم، بعد تراجع الإمبراطورية المغولية، كأي جدلية من جدليات الهجرات القسرية الجماعية، ليأتي أردوغان وينافق على التاريخ والسياسية ويقوم بتحريف المعروف لأبسط مثقف في المنطقة.
وبالمناسبة، فأبسط باحث تاريخي يعلم أن جغرافية الفرس تقع في (محافظة فارس ( بالفارسية استان فارس)هي إحدى محافظات إيران الإحدى والثلاثين، تقع جنوب البلاد ومركزها مدينة شيراز، ويبلغ عدد المحافظة حاليا قرابة 100.000 نسمة. ففي النقوش الأخمينية، بلاد فارس في شكل بلاد بارسه وفي الكتابات اليونانية في شكل برسيس وبلاد فارس وأيضا في شكل الفارسية، وحينها كان الكورد، وهم عندما أسسوا الإمبراطورية الساسانية ومن ضمنها كانت بلاد الفرس كان التركمان في رحل ما بين منغوليا والصين، أي أن ما يستند عليه أردوغان تعكس جهالة بالتاريخ والجغرافية للدول الحديثة والإمبراطوريات والحضارات القديمة في المنطقة.
وكمعلومة لمستشاري أردوغان التركمان، الذين يتجاهلون الحقائق، للتحايل على الواقع وامتلاك كركوك، وفي السنوات الأخيرة بدأوا يتحدثون عن مناطق في سوريا، علما أنهم لا يتعدون بضع مئات متفرقة في كل سوريا. إيران من ضمن الدول الجيوسياسية الحديثة الظهور كتركيا وسوريا والعراق، الدول اللقيطة، سماها الشاه رضا بهلوي، عام 1935 وتحديداً في عيد النوروز بإيران، حيث طلب رضا شاه بهلوي من المندوبين الأجانب استخدام اسم إيران كاسم رسمي في المراسلات الرسمية. هذا التغيير شمل الاسم الوصفي لمواطني إيران حيث تغير من اسم «فارسي» إلى «إيراني». أعلنت حكومة محمد رضا شاه بهلوي (إبن رضا شاه بهلوي) في عام 1959 أنه يمكن استخدام كلاً من الكلمتين «فارس» و «إيران» بشكل رسمي بالتبادل. (*) إلا أن الموضوع لا يزال قيد المناقشة اليوم. وللعلم الشاه رضا بهلوي كان جنرالا في الدولة القجارية، بعد تسلمه السلطة نصب ذاته شاهاَ، وأدعى بأنه من أحفاد ملوك الأخمينيين، استخدم صدام حسين أسلوبه ليعود بنسبه إلى آل البيت.
والغاية من تسمية إيران هي السيطرة على القوميات المتعددة في الجغرافية ذاتها، والتغطية على الهيمنة الفارسية، بعكس ما انتهجه أتاتورك، وسمى الدولة الحالية بتركيا، بعدما كان هناك حوار على تسميتها بدولة أناضول، المشابهة لإيران من حيث تعدد القوميات، ونسبة الكورد الديمغرافية العالية فيهما، وكوردستانيا من حيث الجغرافية المحتلة من قبلهما.
الإمبراطوريات التي قامت في الجغرافية التي سميت لاحقا ببلاد فارس من قبل بعض المؤرخين وخاصة العرب المسلمين، واليوم من قبل أردوغان، علما إن الإمبراطوريات التي ظهرت في المنطقة كانت بأسماء مختلفة، وحكمتها قوميات متنوعة، من بينهم الفرس الذين شاركوا فيها كغيرهم من الشعوب، وجغرافية تلك الإمبراطوريات كانت أحيانا تمتد حتى منتصف الأناضول، أي تركيا الحالية وهي تشمل النصف الشمالي من سوريا وكل العراق، والكورد أبناء منطقتهم الجغرافية الحالية والتي كانت جزء من جغرافية تلك الإمبراطوريات، أو ما يسميها أردوغان ببلاد فارس، أي جغرافية الإمبراطوريات التي تتالت على إيران، كالميدية الكوردية والأخمينية الفارسية والبارثية والأشكانية اللتين أقامهما أحفاد الضباط اليونانيين من بقايا جيوش الإسكندر المكدوني معتمدين على ديمغرافية المنطقة، كتاباتهم ورسائلهم وعملتهم كانت بالحروف واللغة اليونانية. ومن ثم الساسانية الكوردية والتي كانت في حروب دائمة مع الإمبراطورية البيزنطية، ومناطق ثغورهم هي حدود كوردستان الغربية الحالية.
أردوغان إما لخباثته، أو لتأثرها بجهالة الباحثين العروبيين المسلمين، وخاصة الذين أصبحوا في أحضان أمير دولة قطر، حبيبه بعدما أهداه طائرته الخاصة، أصبح يستخدم أسلوبهم للطعن في تاريخ الشعب الكوردي وحدودهم الجغرافية، ولا شك يعتمد على قوته، وقدرات دولته في تحريف التاريخ، لكن النفاق له نهاية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
24/10/2023


*- كلمة Īrān (ایران) مستمدة من اللغة البهلوية Ērān (بالخط البهلوي: ʼyrʼn)، التي عُرفت بشكل أولي من نقش يرافق النحت على نصب الملك الساساني الأول أردشير الأول (الكوردي بناء على رسالة إمبراطور الاشكانيين المرسلة له) في الموقع الأثري نقش رستم. المكتوب فيه اسم الملك بالبهلوية: ardašīr šāhān šāh ērān بينما في نقش اللغة الفرثية (لغة فرثيا) الذي يصاحب نقش اللغة البهلوية كُتب اسم الملك: ardašīr šāhān šāh aryān (بهلوي: ...ʼryʼn) كلها تعني ملك ملوك الإيرانيين.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خباثة تحريف أردوغان لتاريخ الكورد 1/2
- من يمثل النبي داوود أو جالوت الجبار
- الهوية الوطنية وإدارة التنوع
- ماذا يحتاج الكورد لتشكيل لوبي في أمريكا
- دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس
- الشرق الأوسط لن تكون كما هي عليه الأن
- الإعلام منافق، العربية-الإسلامية والأمريكية مثالاً
- متى سيتم إسقاط نظام بشار الأسد
- دور الأجهزة الأمنية في الشتاء السياسي
- جمهورية كوردستان
- مسرحية انفجار أنقرة
- هل فشل الحراك الثقافي الكوردي؟
- لنقرأ تاريخنا بنزاهة
- رد على ضحال قراءة التاريخ وسفهاء السياسة د. كمال اللبواني مث ...
- لا يحق للكوردي استلام منصب رئاسة الائتلاف الوطني السوري
- الظلام في الصمت الأمريكي
- من الملام الحزب الكوردي الجديد أم القديم
- ما هي تبعات عقوبة الولايات المتحدة الأمريكية على منظمتي الحم ...
- لماذا عارضت أمريكا خطة أردوغان الخامسة
- الشعب الكوردي أبدي الوجود


المزيد.....




- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - خيانة أردوغان لتاريخ كركوك - 2/2