أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح بشير - رحلة في نص أدبيّ قصير














المزيد.....

رحلة في نص أدبيّ قصير


صباح بشير
أديبة وناقدة

(Sabah Basheer)


الحوار المتمدن-العدد: 7878 - 2024 / 2 / 5 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


صباح بشير: رحلة في نص أدبيّ قصير
كتبت عدلة شدّاد خشيبون: “كلّ الأمور الغامضة هيَ سجلّ واضح للغياب، هو صوت الخرير يا أمّي بعد أن تلبّدت سماء الرّوح بغيمات الاشتياق.
عدلة، وغيمات في مهبّ العاصفة.”

بعد قراءتي لهذه القطعة النثريّة القصيرة، قمت بتحليل عناصرها ومكوناتها، فهي مكتوبة بلغة سلسة سهلة الفهم، وبإيقاع هادئ لطيف.
تُعبّر فيها الكاتبة عن شوقها إلى أمّها بصدق، تنسج خيوط حكايتها بصور مؤثّرة، لتضفي على مفرداتها جمالا، تثير مشاعر الحزن والاشتياق لدى القارئ، وتحرّك تفكيره في غموض الحياة وعدالة الكون.
يمكن تحليل هذه القطعة من خلال التّركيز على:
– رمزيّتها.
– أسلوب الكاتبة.
– مشاعرها وأحاسيسها.
– تأثير ذلك على النصّ وعلى القارئ.
تزخر هذه القطعة برموز عميقة تضفي عليها أبعادا إضافية وتطلق العنان لبعض التأويلات، فصغر مساحتها يشير إلى تركيز مكثّف يعزّز من تأثيرها على القارئ، بينما يثير غموضها فضوله لاستكشاف أسرارها وفكّ رموزها.
الشّوق والحنين إلى الأمّ هما المشاعر الأساسيّة المسيطرة، والوضوح في التّعبير عن هذه الأحاسيس يضفي مصداقية عليها، وإثارة الحزن والاشتياق لدى القارئ يُشركه في تجربة الكاتبة.
الحبّ والحنين قوّتان عظيمتان تحرّكان المشاعر وتؤثّران على السلوك، حرّكا مشاعر الكاتبة ودفعاها للتّعبير عن انفعالاتها وعواطفها الجيّاشة، فالحبّ شعور دافئ يملأ قلبها بالفرح، والحنين شعور عميق يعيدها إلى الماضي ويثير فيها حالة من الاشتياق.
ربطت عدلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، فالحبّ شعلة دافئة تُضيءُ قلبها، والحنين رحلة عبر الزّمن تعيدها إلى الماضي، وتثير مشاعر الشوق والتّوق. لذا، أضحت كلماتها ترجمة صادقة وأداة للتّعبير عن مشاعرها التي ولدت من رحم الحبّ والحنين، لتعكس تأثّرها برحيل والدتها.
– “كلّ الأمور الغامضة هيَ سجلّ واضح للغياب”.
تُخفي هذه الجملة في طيّاتها معنىً عميقا، فكلّما ازدادت الأمور غموضا دلّت على عدم الوضوح.
يمكن ربط معنى الغموض بفقد الوالدة، فهو رمزٌ لغيابها الذي يخلق فراغا عظيما في حياة أبنائها، ويحيطهم بمشاعر الحيرة والضّياع. فتجربة رحيلها مؤلمة تسبّب مشاعر الحزن والألم. إذ يفقدنا غياب الأمّ شعور الأمان والدّفء، ويخلّف فراغا كبيرا في حياتنا، يصبح الحنين إلى الماضي رفيقنا الدائم، ونعيش على ذكرياتها. لكنّها أيضا تجربة غنيّة بالدّروس والعبر، تساعدنا على النّموّ، ففي خضمّ الفقد ندرك أنّ الحياة رحلة قصيرة يجب أن نعيشها بكلّ ما أوتينا من قوّة.
– “هو صوت الخرير يا أمّي بعد أن تلبّدت سماء الرّوح بغيمات الاشتياق”.
صوت خرير الماء يمثّل صوت الأمان والطمأنينة، يضفي الشعور بالهدوء والسكون ويخفف من مشاعر الأسى، وهو يبدّد غيوم الاشتياق، كما يشبه صوت الخرير صوت الأمّ وهي تهدهد طفلها، ما يمنحه الإحساس الأمان والرّاحة.
أمّا غيمات الاشتياق فترمز إلى الحزن والفقد، ومشاعر الحنين إلى الماضي، تغطّي السّماء وتحجب أشعة الشمس وتسبب الشّعور بالأسى والاكتئاب.
– “عدلة، وغيمات في مهبّ العاصفة”.
يُمثّل اسم “عدلة” في النصّ رمزا دلاليّا، فهو أشبه بتوقيع الكاتبة التي تُؤكّد على أهميّة القيم في حياتها، وهو رمز للإنصاف والقسط، يعّبر عن الأمل والتّفاؤل، ويدعو للبحث عن الحقيقة والقيَم النبيلة، لتحقيق العدالة والإنصاف للجميع.
تُشير الكاتبة من خلال وضع اسمها في السّياق إلى وجود عدالة على هذه الأرض، لكنّ هذه العدالة ليست مطلقة، بل تخضع لظروف وعوامل خارجيّة قويّة، كما أنّ هذا الاسم يشير إلى شخصيتها ومقدرتها على الصّمود في وجه العواصف، وإلى إيمانها بقدراتها على تحقيق التّغيير، وإصرارها على السعي وراء أحلامها مهما واجهت من ظروف.
تشير “غيمات في مهبّ العاصفة” إلى صعوبات الحياة وتقلّباتها، وتمثّل العاصفة رمزا للتحدّيات التي تواجهها في حياتها، والتي قد تسبب لها الشعور بالقلق.
ختاما، فهذا النّص إيجابيّ، لا تمثّل التحدّيات فيه نهاية المطاف، بل هي فرص للتعلّم والنّمو، فرحلة الحياة مليئة بالعوائق، لكنّها مليئة بالأمل المنشود. وتبقى شعلة الأمل متّقدة في قلب الكاتبة، فهي تواصل رحلتها بثبات، مؤمنة أنّ الخير قادم لا محالة.
5-2-2024



#صباح_بشير (هاشتاغ)       Sabah_Basheer#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشتاقك أبي..
- -شقيقي داود- سيرة غيريّة وقصة صعود
- رواية -جبينة والشّاطر حسن- والموروث الشّعبي.
- -سبع رسائل إلى أمّ كلثوم- رواية تفور بالحياة والدّفء.
- فلسفة المتأمّل وشجن الإنسان في ديوان -صبا الرّوح-.
- استحضار الذّاكرة في رواية زمن القناطر.
- خطاب الحقيقة والهويّة ﻓﻲ رواﻳﺔ - ...
- الحقيقة والهويّة ﻓﻲ رواﻳﺔ -قناع بلون ...
- صدور ديوان -صبا الروح- للشاعرة سلمى جبران.
- سحر الرّواية وتاريخ المدن.
- حوار مع الإعلامي جاك خزمو
- أعيش الحلم الذي طالما أردته وتمنيّته
- ريشة فنّان
- إشهار رواية -رحلة إلى ذات امرأة- للكاتبة صباح بشير.
- قراءة في رواية -جمعة مشمشية-.
- رواية الأرملة تعالج قضايا المرأة
- عن رواية الأرملة
- قراءة في كتاب -أحلام فوق الغيم-
- رواية الليلة الأولى تهاجم الجهل والتّخلّف
- رواية الليلة الأولى تفضح الجهل والتّخلّف.


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح بشير - رحلة في نص أدبيّ قصير