العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أثخن من الدم ، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أثخن من الدم


لقد كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية ودائمة، ومرتكزة على القيم الديمقراطية المشتركة، والعلاقات الثقافية، والمصالح الاستراتيجية. على مدار السبعين عاما الماضية، تطورت العلاقة بين هذين البلدين إلى شراكة متعددة الأوجه وعميقة الجذور. في هذا المقال، سوف نستكشف الأسباب التي تجعل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أكثر كثافة من أي علاقات دبلوماسية عادية.

أولا وقبل كل شيء، تشترك الولايات المتحدة وإسرائيل في الالتزام العميق بالمبادئ والأهداف المشتركة. ويتبنى كلا البلدين القيم الأساسية بينهما وتنفيذ الأجندات المشتركة لدرجة أن هناك من يسمي اسرائيل ولاية أمريكية. وكانت هذه الأرضية المشتركة بمثابة حجر الأساس لعلاقتهما، مما سمح بشراكة قوية ودائمة مبنية على المعتقدات والتطلعات المشتركة.

ثانياً، لعبت العلاقات الثقافية بين الولايات المتحدة وإسرائيل دورا حيويا في تعزيز العلاقات بينهما. يوجد في الولايات المتحدة عدد كبير من السكان اليهود، مما ساهم بشكل كبير في تشكيل المجتمع الأمريكي. ويتمتع العديد من اليهود الأميركيين بروابط عاطفية وتاريخية قوية مع إسرائيل، مما يعزز الشعور بالقرابة التي تتجاوز الحدود الجغرافية. وقد خلق هذا الارتباط الثقافي جسرا طبيعيا بين البلدين، مما عزز الشعور بالصداقة الحميمة والهوية المشتركة.

علاوة على ذلك، تعاونت الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل وثيق في العديد من المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا والتعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارية. لقد برزت إسرائيل كمركز تكنولوجي عالمي، تشتهر بابتكاراتها وأبحاثها المتطورة في مختلف المجالات. تعترف الولايات المتحدة بخبرة إسرائيل وتقدمها التكنولوجي، وأقامت شراكات متبادلة المنفعة، مما أدى إلى التقدم في مختلف القطاعات، بما في ذلك الدفاع والأمن السيبراني.

وبالإضافة إلى العلاقات الثقافية والتكنولوجية، كان التعاون الاستراتيجي عاملا حاسما في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ويواجه البلدان تحديات أمنية مماثلة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الإرهاب والتهديد بعدم الاستقرار الإقليمي. تعتبر إسرائيل حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، حيث تقدم شريكا مستقرا في منطقة مضطربة.

علاوة على ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي لإسرائيل يوفر مزايا تكتيكية للولايات المتحدة. ومع قربها من مناطق الصراع الرئيسية، تعمل إسرائيل بمثابة جامع معلومات استخباراتية قيمة وحليف إقليمي. تدرك الولايات المتحدة أهمية وجود شريك موثوق به في الشرق الأوسط، يمكّنه من إظهار القوة وحماية مصالحه بشكل فعال.

بالإضافة إلى ذلك، كان التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل مفيدا اقتصاديا للطرفين. تقدم الولايات المتحدة مساعدات ودعمًا كبيرا لإسرائيل، مما يوفر لها موارد حيوية لضمان سلامتها وبقائها. وقد سهلت هذه المساعدة المالية النمو الاقتصادي والتنمية في إسرائيل، مما أدى إلى اقتصاد مزدهر والعديد من الفرص التجارية لكلا البلدين.

إضافة إلى ذلك، فإن الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل متجذرة بعمق في التاريخ المشترك. لقد لعبت الولايات المتحدة دورا محوريا في إنشاء دولة إسرائيل ودعمت اعتراف المجتمع الدولي بها وأمنت حمايتها في المحافل الدولية وعلى الأرض. وقد خلقت هذه الرابطة التاريخية شعورا بالامتنان والولاء، مما أدى إلى تعزيز العلاقة بين البلدين.

أظهر الرأي العام في الولايات المتحدة باستمرار دعما قويا لإسرائيل. ويدرك السياسيون الأميركيون أهمية دعم إسرائيل لأنه يتردد صداه بشكل إيجابي لدى ناخبيهم نتيجة تأثير مجموعات الرأي والضغط وشركات العلاقات العامة. وقد تُرجم هذا الدعم العلني إلى دعم سياسي ودبلوماسي لا يتزعزع لإسرائيل من الولايات المتحدة، مما عزز متانة العلاقة بينهما.

في الختام، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز العلاقات الدبلوماسية العادية. وتشكل القيم المشتركة، والروابط الثقافية، والتعاون الاستراتيجي، والمنافع الاقتصادية أساس الشراكة الدائمة بينهما. لقد قامت الولايات المتحدة وإسرائيل ببناء رابطة أكثر من مجرد علاقة سياسية؛ إنها علاقة متجذرة في التعاون المتبادل والمصالح المشتركة والارتباط التاريخي العميق. إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية هي في الواقع أكثر سماكة من مجرد التحالفات الدبلوماسية؛ إنهما تمثلان صداقة دائمة مبنية على القيم المشتركة والتطلعات المشتركة ، ولسنا هنا في صدد الدخول في تفاصيل هذه القيم والتطلعات المشتركة فوراء الأجمة ما وراءها.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل