أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1















المزيد.....

-الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي اعتبار العنوان المعروض بصيغة السؤال اعلاه، من قبيل الخراقة المستفزة استنادا للمتعارف عليه، والمقر الراسخ من مفاهيم تخص الكيانات كما ظلت معتمده على مدى تاريخ الظاهرة المجتمعية، وتبلوراتها، وبالذات وحصرا، فيما يعرف بالعصر الحديث، مع الالة والنهضة الغربيه، وماقد تكرس خلالها من مفاهيم متعلقة بالدول والاوطان والامم، بما قد عد ارفع صورها وممكنات تجليها، وهو ماقد حسم الموقف كليا لصالح الكيانوية "الوطنيه / القومية"، ونموذجها، بصورة قاطعه، فالغى من الحساب او الاعتبار، اية احتمالية تخص الكيانيه وافتراض تعددها نوعا، ما يسقط من الاعتبار بصورة قاطعه، لدرجة الالغاء، اي بحث فيه، او حتى مجرد التفكير بمقاربته افتراضا.
ويقع ماذكر في باب القصورات التي واكبت النهضة الالية/ الحداثية، من دون ملاحظة، لابل ومع الاصرار على اعتبار المنجز الاوربي قمة تقارب الكمال، مع انها بالاحرى انطوت على قدر غير يسير من التوهمية المعرفية، بالذات في مجال ماعد "علم الاجتماع" المعروف باخر العلوم، فضل هذا الحقل من العلم خارج الظاهرة المجتمعية، وعلى حوافها، في حين بنيت والحال هذه، نظريات واعتقادات شمولية وقطعية، لاتمت بصله للحقيقة التاريخيه المجتمعية، ولا للاليات المتحكمه بها ويوجهتها، والغايات والمقاصد الكامنه وراء تفاعليتها.
من ذلك وكاساس فاصل، بقاء قضية الكيانوية المجتمعية بحسب المنظور الغربي، احادية وارضوية ذات صيغة مفردة ووحيده، هذا مع العلم ان الكيانوية الاولى المجتمعية،وجدت في منطقة الابتداء المجتعي الشرق متوسطي، موكولة على مستوى البئية ومفعولها للانهار وقوة فعاليتها، ومستوى ووتيرة تحريكها للاليات المجتمعية، تمثلت في نمطين كيانيين مجتمعيين: المصري النيلي الكيانوي المحلي "الوطني"، وهو الذي يتمتع بما يلزم من الاسباب الانتاجية بعلاقتها بالنهر المؤاتي للعملية الانتاجية، والمتناغم معها فيضانا مع الدورات الزراعية، تضاف لها الحماية الحدودية للشريط النهري، بالصحراء شرقا وغربا، مايؤمن للمكان، من جهة الانسجام المفضي الى تشكل المجتمعية في الدولة، داخل كيانيه محددة هي "احادية دولة"، تقابلها مجتمعية اخرى، لاكيانيه، متعدية للكيانيه المحلية، تقوم تحت فعل نهرين مجافيين مدمرين وعاتيين، مخالفين للدورة الزراعية، يجعلان من عملية الانتاج تقوم على حافة الفناء والتفارق مع الارضوية، وصولا للنزوع الى خارجها ومايقابلها لاارضويا، هذا عدا وطاة الحدود المفتوحة، وماتولده من جنون مبعثه الانصبابات الاقوامية المستمرة باتجاه ارض الخصب من الجبال الجرداء والصحارى، من الشمال والشرق والغرب، نحو ارض الطرد البيئي ونمطيتها النوعية المختلفة كينونة بما هي نمطية "لاارضوية"، التصادم معها محكوم لتوليد حالة "ازدواج" اصطراعي كنمطية، لاتتجلى على الاطلاق "وطنيا"، بل امبراطوريا/ كونيا، محكومة لقانون الدورات والانقطاعاـ، دورة اولى سومرية بابلية ابراهيمه، ودورة ثانيه عباسية قرمطية انتظارية، ودورة اخيرة راهنه هي الثالثة، وتبدا مع القرن السادس عشر من نفس ارض سومر الاولى، هي دورة التحقق النطقي الكتابي.
وتغيب ادراكا مع العجز عن التفريق بين نمطي الكيانيه المشار اليها، حزمة من الحقائق المتصلة باختلافهما النوعي، تشمل اجمالي المنظور المتاح للكائن البشري حتى حينه، من بينها ، وقد يكون من اهمها، مايؤول الى اشكال "التحقق الكياني" الملائم والمتطابق مع كل من النوعين النمطيين، ونحن نعرف بالملاحظة، ان الشكل التحققي الكيانوي "الوطني" يتجسد موكولا الى الملموسات، من مكان جغرافي، ومجموعة بشرية متماثلة، وتاريخ موحد، في حين لم يسبق ـ وهو الامر الطبيعي ـ ان نظر في اشكال تحقق الكيانيه الاخرى، الكونيه، الامر غير الوارد، مادام النمط المنوه عنه غائب عن المقاربة، ماقد جعل من العراق بناء عليه غائبا ولا وجود له على مر تاريخه الاطول بين التواريخ البشرية المجتمعية، فما متاح من مستوى الادراكية العقلية الى اليوم، هو دون مايلزم من اسباب الاحاطة بالنمطية الفوق محليه، مايجعل من هذا الموضع المقابل لبقية اشكال النمطية، غائبا كذات، فالعراق يوجد ويظل حيا تتوالى عليه المراحل والدورات، بلا نطقية دالة على كينونته ونوعه النمطي، في حين يظل ينظر اليه بمنظار غيره الذي هو ادنى منه كينونه وبنية، ومن ثم مكنونات ومآل.
وتطالعنا هنا واحدة من اهم خاصيات وجود الكائن البشرية بعلاقته بذاته وبالوجود، وهو ماقد لوحظ مؤخرا مع الانقلاب الالي وماحفزه من انتباه الى تاخر الكائن البشري عن ادراك المجتمعية كظاهرة، وهو مظر اساس يخص بالاصل علاقة العقل البشري بالمجتمعية، وتفاعله داخلها، وترقية بناء على التفاعلية المشاراليها، فالكائن البشري يظل قاصرا وعاجزا عن مقاربة وادراك الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها، الى مابعد الانقلاب الالي، والقصورية التي كانت غالبه لهذه الجهه ابان الطور اليدوي، تستمر مع الالة وساعة انبثاقها، فلايحدث الانقلاب المطلوب لهذه الجهه، الا بعد اكتمال اسباب الظاهرة الالية مجتمعيا، وهو مالايكون واردا عند الابتداء، وان اعتقد الغرب الذي انبجست الاله بين ظهرانيه ذلك.
وهنا بالذات وعند هذه المناسبه، تقع على العراق، الكيانيه اللاكيانيه، والمتعدية لها، وطاة هي الاثقل على المستوى القصوري ونتائجه، فما يتاح من امكانات توفرها الاله، وتسريعها الهائل للديناميات المجتمعية الغربية، مع اصرارها على تكريس نموذجها الكياني، يتحول اليوم عراقيا، الى حالة افنائية، يتشارك فيها ابناء المكان من الملتحقين بالغرب الحديث ومنظوراته، باعتبارهم صدى الحداثة وومايعرف بالتقدم، فاذا بهم وقد غدوا فرعا مساهما في الفبركة الافنائية الغربية للعراق، بينما هم يضعون في صدارة موكبهم عبارة من نوع "الحركة الوطنيه العراقية"، والمقصور الايديلوجيه المنقولة، المكرسه للمفهوم والمسار الاصطراعي الافنائي المتسلط على مكان، هو كينونه ان الاوان لان تفصح عن ذاتها، وتحضر لاسباب خاصة بالاصل بالالة التي هي اذا ماتجاوزنا الاعتقاد الغربي التوهمي المحدود والمتدني ارضويا، لحظة انتقال الى مابعد كيانوية ارضوية "وطنية/ قومية" ودولة/ امه.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الانسايوان-و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(2/2)
- -الانسايوان- و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(1/2)
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن،الارتقاء؟ !!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/7
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/6
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/5
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/4
- هل الماركسيه نظرية استعمارية نمطيه؟!!/3
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/2
- هل الماركسية نظرية إستعمارية نمطية؟!!/1
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟/5
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/4
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/2
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟ / 1


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصري لـ-ترويجه حملة حج وهمية-
- -سجال- بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بشأن تهمة -الإبادة الجماعية ...
- في ظل العمالة القسرية للإيغور.. واشنطن تحظر الاستيراد من شرك ...
- مستقبل غزة بعد الحرب يسبب انقسامات علنية داخل الحكومة الإسرا ...
- قتيل سادس في صفوف الاحتلال بغزة وكمائن المقاومة تستهدف جنوده ...
- شهيد ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1