أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الحليبي - الإمبريالية عدوّة الشعوب














المزيد.....

الإمبريالية عدوّة الشعوب


فاضل الحليبي

الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإمبريالية فكر وأيديولوجية تقوم على السيطرة والهيمنة على مقدرات وخيرات الشعوب والبلدان المستقلة بالقوة العسكرية أو بطرق أخرى (الاقتصاد والمال والتجارة)، ومن خلال السوشال ميديا تسيطر على أغلب البرامجيات والتقنيات الحديثة وتتحكم فيها. قال لينين: الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، فالإمبريالية الأمريكية مثلاً لديها أذرع اقتصادية ومالية مثل صندوق النقد والبنك الدوليَين من خلالهما تفرض إملاءاتها وشروطها على العديد من البلدان التي تحتاج إلى مساعدات مالية وبالأخص البلدان الفقيرة، وتكبِّلها بالديون ولا تستطيع سدادها لسنوات فتزداد عليها فوائد الدين العام، مما يجعل تلك الدول مدينة للإمبريالية الأمريكية، ولا تستطيع الفكاك منها، والدول التي لا تروق لها ولا تدخل ضمن هيمنتها تخلق لها المشاكل والخلافات والصراعات الداخلية أو الإقليمية والدولية، وتسقط أنظمتها السياسية وتساند الانقلابات العسكرية مثلما حدث سابقاً في دول أمريكا اللاتينية في تشيلي عام 1973 ضد الحكومة الديمقراطية المنتخبة بقيادة سلفادور اللينيدي.

وهناك العديد من البلدان والشعوب التي رفضت الانصياع لقراراتها أو إملاءاتها، أبرزها كوبا منذ أكثر من خمسة وستين عاماً وهي صامدة بالرغم من الحصار بكل أشكاله المفروض عليها، تواصل طريقها المستقل بالرغم من كل الصعوبات والضغوطات التي عانت منها طوال تلك السنوات، فالإمبرياليةُ الأمريكيةُ مستمرةٌ في تطبيق مبدئها القديم بأنَّه ليس لديها أصدقاء دائمون،

وإنما مصالح دائمة، فقد تخلَّت عن شاه إيران أثناء الثورة الإيرانية في عام 1979، وعن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، في أحداث مصر في يناير 2011، والقائمة تطول ففي العديد من البلدان حول العالم تتعاطى معهم وفق مصالحها.

وعندما أسقطت نظام صدام حسين في العراق في إبريل عام 2003، هل كان متوقعاً بأنها سوف ترحل عن العراق، وتترك الشعب العراقي يحدد خياراته السياسية، وبأنَّها سوف تجعل من العراق “كوريا جنوبية أخرى في المنطقة؟، وتطبق الديمقراطية والحريات العامة واحترام حقوق الإنسان في العراق بدل النظام الدكتاتوري، وهي كلها شعارات تخالف الواقع، كان واهماً من صدّقها، فازداد التعصب المذهبي والعرقي في العراق، ولم يُين أو يُعمّر، بل تمَّ تخربيه وتدميره، وبرزت الصراعات والخلافات على الزعامة، كما سُرِقَت أموالُ الشعب العراقي من المحتلِّين الأمريكان وزعماء العراق الجدد، فالإمبريالية الأمريكية لا تريد عراقاً متطوراً أو متقدماً، لأنها لم تسقط نظام صدام حسين حباً في العراقيين، وأنما من أجل مصالحها في المنطقة والدفاع عن مصالح الكيان الصهيوني، فالقيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لا تعني شيئاً لها، فقد انكشفت على حقيقتها في العراق وغيره.

وهذا يؤكده ما يجري في غزّة اليوم، من عدوان صهيوني، حيث فاق عدد القتلى، حتى الآن، عشرين ألف فلسطيني، في واحدة من أكثر المجازر دمومة في عصرنا الحديث، بعد الحرب العالمية الثانية في أعوام 1939/1945، وانكشف، مرة أخرى، وجه أمريكا القبيح، فهي الشريك الرئيسي في العدوان الصهيوني على غزّة، وليس غريباً أن تستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الأمن للأمم المتحدة، وترفض وقف إطلاق النار، وبكلمات فإنها تريد قتل المزيد من الفلسطينيين الأبرياء، وهناك أنظمة عربية تدعم توجهات وأهداف الإمبريالية الأمريكية في المنطقة وتقدّم لها التسهيلات والمساعدات اللوجستية، و أنْ تخالف شعوبها المتضامنة مع الشعب الفلسطيني الشقيق، المنددة بالعدوان الصهيوني وكل أفعاله الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني من القتل والتدمير والتهجير بحق الفلسطينيين الأبرياء.

أوجز لينين تعريف للإمبريالية بقوله: “علينا أن نقول إنها هي المرحلة الاحتكارية للرأسمالية. ومن شأن هذا التعريف أن يشمل الشيء الأكثر أهمية، فمن ناحية، رأس المال المالي هو رأس المال المصرفي لعدد قليل من البنوك الاحتكارية الكبيرة جداً، مندمجاً مع رأسمال الاتحادات الاحتكارية للصناعيين؛ ومن ناحية أخرى، فإن تقسيم العالم هو الانتقال من السياسة الاستعمارية التي امتدَّت دون عائق إلى مناطق لم تستغلها أي قوة رأسمالية، إلى سياسة استعمارية للحيازة الاحتكارية لأراضي العالم، والذي اقتسم بالكامل” .

الدول التي تراهن على حماية ودعم الإمبريالية الأمريكية لها، رهان خاسر، فالأمثلة المذكورة سلفاً واضحةٌ. الدولة الوحيدة في المنطقة التي هي مستعدة للدفاع عنها، والذهاب أكثر من ذلك، بأن تحارب من أجلها هو الكيان الصهيوني، وما يجري في غزةَ يؤكد ماذهبنا إليه، فالأهم في الإستراتيجية الأمريكية هو الكيان الصهيوني، فهل تتَّعظ من كل هذه الدروس والعبر الدول وبالأخص العربية؟!



#فاضل_الحليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الكراهية
- الفقراء يدفعون الثمن غالياً …. دائماً
- تراجعات في العمل النقابي
- الانتخابات النيابية… الآمال والتحديات
- عشرون عاماً على الاجتماع التشاوري “التأسيسي” للمنبر التقدمي
- السياسات النيوليبرالية واستهداف الحقوق المعيشية للمواطنين
- الإستراتيجية الأمريكية …مابعد الانتخابات
- قانون قيصر الجائر
- هل تخرج الرأسمالية من أزمتها الحالية ؟
- الأفق الاشتراكي: ما بعد “كورونا” ليس كما قبلها
- وباء كورونا .. وباء الطائفية
- الفساد وسرقة المال العام في البلدان العربية
- في ذكرى الميثاق والحراك الشعبي …. الواقع الراهن وتطلعات المس ...
- قراءة مغايرة للواقع السياسي في البحرين
- اليسار والثقافة في البحرين
- شيء من تاريخ الحركة الطلابية البحرينية
- منظمات المجتمع المدني في البحرين
- بصراحة | مسجان للمواطن في البلدان الخليجية والعربية
- بصراحة | ثلاث رسائل
- بصراحة | المحطات الأربع


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الحليبي - الإمبريالية عدوّة الشعوب