أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - الذكرى المئوية لثورة 1924 (5)















المزيد.....

الذكرى المئوية لثورة 1924 (5)


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 18:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دور المرأة في ثورة 1924

1
لا شك أن النساء لعبن دورا مركزيا في السودان القديم لايقل عن دور الرجال في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية ، فهن الآلهات و المحاربات (الكنداكة) والملكات، والملوك لا يردون لهن شفاعة ، ودور الملكة الأم كان واضحا في السودان القديم، واستمر دورها في الفترات التاريخية المختلفة قوة وضعفا.
منذ بداية الحركة الوطنية الحديثة المناهضة للحكم الثنائي الانجليزي - المصري ، شاركت المرأة في ثورة 1924، يمكن القول أن جذورالحركة النسائية الحديثة ترجع الي ثورة 1924، كما يتضح من الأمثلة التالية:
- شاركت في مظاهرات ثورة 1924م وشجعت بالزغاريد وحماية المتظاهرين.
- تأمين وثائق ثوار 1924 ، وكانت العازة محمد عبد الله زوجة علي عبد اللطيف أول إمرأة سودانية تشارك في المظاهرات والنشاط السياسي في تاريخ الحركة السياسية الحديث.
- الدور الذي لعبه صالون السيدة" فوز" في تأمين نشاط الثوار من خلال صالونها الأدبي والثقافي، ويشير الشاعر خليل فرح لهذا الدورحينما يعتز بصحابه في "دارفوز" الذين يكتمون الأسرار بقوله:
نحن صحبة وإخوان نجاب
لى دعانا المولى استجاب
إن مرقنا السر في الحجاب
وإن قعدنا إخوانك عجاب
( للمزيد من التفاصيل عن السيدة " فوز"، راجع : حسن نجيلة : ملامح من المجتمع السودان، الجزء الأول ، دار جامعة الخرطوم 1971 ، راجع ايضا د. حسن الجزولي : نور الشقائق : هجعة في صفاتها ودارها وزمانها، دار المصورات 2022).
- الدور الذي لعبته عضوة اللواء الأبيض الحاجة نفيسة سرور، في خياطة علم اللواء الابيض الذي اتخذته جمعية اللواء الأبيض شعارا لها بتكليف من الجمعية، رغم مخاطر العمل السرى، وتعرضها للاعتقال، لكن السلطات رفضت اعتقال النساء يومئذ.
(للمزيد من التفاصيل : راجع افادة الحاجة تفيسة سرور أمام اللجنة التي شكلها اللواء جعفر نميري عام 1974 بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1924 التي تولى رئاستها د. يوسف فضل ود. محمد إبراهيم ابو سليم، ونأمل أن تُنشر تلك الإفادات بمتاسبة الذكرى المئوية لثورة 1924).
اضافة لمشاركة نساء اخريات مثل: خديجة عبد لفضيل الماظ ،.الخ.
2
كان ثوار 1924 مناصرين لتعليم المرأة، فعلي صفحات جريدة الحضارة برزت ايضا الدعوة الي تعليم المرأة ، وكان من ابرز الداعين لذلك الأمين علي مدني والشاعر الغنائي خليل فرح ( وهو من ثوار 1924 كما اشرنا سابقا) ، علي سبيل المثال : نشر خليل فرح في عدد جريد الحضارة الصادر بتاريخ 27 / يناير / 1921 قصيدة بعنوان " في تعليم المرأة " جاء فيها :
ارشدونا ياولاة الأمر في أمرنا ذل جهول خامل
واستعينوا العلم إن ارشدتم غافلا بالعلم يرضي العاقل.
وانصفونا من حياة نصفها حائر والنصف جسم جاهل
الي أن يقول :
علموها إنها مدرسة لحياة وما اليها طائل
ودعوها روضة في بيتها يحسن العلم عليها الوابل.
وللخليل قصيدة اخرى في تعليم المرأة بعنوان (المدرسة) يقول فيها:
يلا نمشى المدرسة سادة غير اساور غير رسا
يلا سيبى الغطرسه قومى افرزى كتب المدرسه
الساعة سته دقت يام رسا نايمه والمنبه حارسا
الى أن يقول:
دارسه ماك جاهله محنسه قادله لى كتابه مؤنسه
حاشا ما تربيتي مدنسه لسه لسه عزك ما اتنسى
اى أن الخليل يرى أن التعليم هو أساس التقدم والنهضة ولابد لنصف المجتمع أن يأخذ نصيبه منه. وكان الخليل يدعو لتحرر المرأة من الجمود والنظره الباليه للمرأة ولتحرر العلائق الاجتماعية في عفة وجمال وفي اطار تقاليد المجتمع.
3
قبل اندلاع ثورة 1924 ، كان التعليم الحديث للمرأة هو المدخل لخروج المرأة إلي العمل، ونقصد عمل المرأة الحديث بأجر،لأن المرأة السودانية قبل ذلك كانت عاملة في الزراعة والرعى وصناعة الغزل والنسيج وصناعة الفخار والأدوات المنزلية وغير ذلك حسب التقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء في القطاع التقليدي .
كانت النافذة الأولى لخروج المرأة السودانية للعمل هي حقل التعليم والحقل الطبي فيما بعد، ولعب الشيخ باباكر بدري دورا كبيرا في ذلك عندما فتح أول مدرسة لتعليم البنات عام 1907 في رفاعة، . ونظرا للتوسع في تعليم البنات كانت الحاجة ماسة لمدرسات سودانيات لتعليم البنات. وفى إبريل 1921 تم تأسيس كلية المعلمات التي بدأت بست عشر طالبة في السنة الأولى ، ودار صراع شديد حول هذه القضية في البداية فقد تردد الآباء في أول الأمر في إرسال بناتهم لكلية المعلمات ، إذ كانت فكرة إلحاق الفتاة بخدمة الحكومة وكسب عيشها عن طريق العمل أمورا جديدة في نظرهم بل خشوا من أن يكون في إكمال لتعليمها ضياع فرص الزواج ، كما كان سن الزواج المبكر يمثل صعوبة أخرى ، وكان الأباء يفضلون زواج بناتهن من السماح لهن بمواصلة التعليم، وحتى في الحالات التي وافق الأباء على التعليم لعقد فترة تدريب المعلمات ، فقد تم ذلك على مضض نظرا لترك بناتهم تحت إشراف جنس آخر ودين مختلف . ( التقرير السنوي لمصلحة المعارف 1928 ) ، تم التغلب جزئيا على تلك المشاكل بأن تقرر بأن يسمح للفتاة باصطحاب والدتها أو جدتها للإقامة معها أثناء فترة التدريب ، وان تدفع مكافأة تعادل مرتب شهر بعد الانتهاء من العمل لمدة عام بشرط أن تعمل المدرسة المتمرسة أربع سنوات متوالية بعد تخرجها في الكلية ، وهنا أيضا ساعد المثل العملي الذي ضربه بابكر بدري لما وافق على إرسال ابنته واثنين من بنات أخته للالتحاق بكلية المعلمات على إغراء بعض الآباء لكي يحذوا حذوه .
ارتفع عدد طالبات كلية المعلمات من 20 طالبة عام 1922 إلى 28 طالبة عام 1925 ، وبلغ عدد الطالبات 61 في عام 1930 ( المصدر السابق ، ص 170 ) .
هذا إضافة لعمل المرأة في الحقل الطبي حيث بلغ عدد المؤهلات عام 1946 ( 477 ) وعدد الممرضات ( 137 ) ممرضة ( سجلات السودان ، ص 80 ).
هكذ بدأ يتطور تعليم المرأة و ويتتسع دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي ترجع جذوره الي ثورة 1924.
نواصل



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى المئوية لثورة 1924 (4)
- الذكرى المئوية لثورة 1924 (3)
- الذكرى المئوية لثورة ١٩٢٤ (2)
- الذكرى المئوية لثورة 1924 (1)
- في ذكراه ٦٨ وقف الحرب واتقاد جذوة الثورة
- كيف انفجرت الحرب بهدف السلطة وتصفية الثورة؟
- وقف الحرب ومنع تحويلها لحرب أهلية
- التحالفات : ضرورتها وأشكالها
- تطورات الأحداث بعد احتلال مدني
- كل الدعم لصمود الشعب الفلسطيني
- الذكرى الثامنة والستون للاستقلال من داخل البرلمان
- في ذكراها الخامسة وقف الحرب ومنع تمددها
- كيف شاركت المراة في ثورة ديسمر؟
- بعد حصاد 30 عاما يسعي -الفلول- للمزيد من الدمار
- في شهرها التاسع فلتضع الحرب اوزارها
- ما هي دروس تجربة ثورة ديسمبر؟ (2/2)
- ما هي دروس تجربة ثورة ديسمبر؟ (1/2)
- كيف خطط الفلول التخريب ثورة ديسمبر؟
- كيف خطط الفلول لتخريب ثورة ديسمبر؟
- في ذكراها الخامسة وقف الحرب واسترداد الثورة (2/2)


المزيد.....




- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - الذكرى المئوية لثورة 1924 (5)