أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد قعدان - غزّة: الصمود أمام الإبادة وملاحظة من كنفاني














المزيد.....

غزّة: الصمود أمام الإبادة وملاحظة من كنفاني


محمد قعدان

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 00:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدأت الحرب الراهنة في 7 أكتوبر، ولكن بدأ نضال فلسطينيي غزّة منذُ عام 1948، ضدّ "نكبتهم"، وبدأت حركات الفدائيين بالتشكّل مباشرةً على الحدود، ومنهم من استطاع العودة والهجوم على المستوطنات خلال خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي، ما قبلَ احتلالها في عام 1967.

تمسّكت غزّة منذُ اليوم الأول، في خيار المقاومة ضدّ النكبة والإبادة. بالمقابل، الاتهامات ذاتها جاهزة "المقاومين مغامرين"، "الفدائيّ يراهن على دماء الناس"، إضافةً إلى محاربة ظاهرة الفدائيين عربيًا وفلسطينيًا، باعتبارها سببًا للهلاك والدمار كما وسم ممارسات الفدائيّ بأنها "حجّة" الإسرائيليّ لقصف غزّة ومصر والخ.

ولكن استمرّوا، وناضلوا وكافحوا ليس فقط ضدّ الاحتلال، بل جهدهم الأساسيّ لكسبِ ثقة الناس وإيمانهم ومبايعتهم. لم يكن أبدًا من المفهوم ضمنًا؛ الإيمان في منطق، "حريّة فلسطين، والموت دون ذلك" هذا منطق تحرريّ، فعليًا يطابق الإسم الفداء، الإدراك المسبق في ضعفِ قدراتك أمام العدوّ، ومع ذلك لن تتراجع.

البعض يظنّ أن هذا المنطق، هو "معطوب وغبيّ" هل تذكرون مقابلة غسّان كنفاني التي شاعت في وسائط التواصل الاجتماعيّ بالأنجليزيّة، حينما سألهُ الصحافيّ الأجنبيّ إزاء "السلام" وأصرّ الصحافيّ على مسألة أن يبقى الفلسطينيّ "حيّ" وحتى لو لم يعد إلى أرضهِ ويأخذ حقوقه كاملةً، أي أفضل له أن يبقى حيًا في "السلام"، على الموت في المقاومة، صحيح؟ توقّع هنا الصحافي أن يضعف كنفاني وصوته وحزمه وعناده، ولو بشيءٍ يسير. ولكن إجابتهُ جاءت أكثر عنادًا "ربّما لكَ أنت، أن تبقى على قيد الحياة أفضل، أمّا لنا فـ لا".

وهكذا حدد كنفاني ملامح المنطق الجديد للمقاومة الفلسطينيّة ورسمَ معنى الشهادة، وسطّر وجدان الفدائيين جميعًا آنذاك، من استشهد، ومن دام.

لسان حاله "نحنُ نرفض العيش في واقعٍ طُردنا منهُ قسرًا بمئات الآلاف، وتُركنا إلى الموت، بينَ البحر والبرّ، وسمح لنا فقط أن نعيش بين قشّ الخيام والبيوت الطينيّة. بينما في نظرةٍ واحدة لنا على تلّة مثلًا من غزّة أو جبل عامل، نطلّ على من طردنا في المستوطناتٍ المقامة على أرضنا الجميلة الخضراء".

كما أن كنفاني بذاتهِ أدركَ مصيرهُ وسارَ إليهِ شهيدًا، وكما رثاهُ محمود درويش، "نسفوه كما ينسفون قاعدة [عسكرية]، قاتلوه كما يقاتلون جبهة". هذا المنطق الذي قدّمه لنا كنفاني بكلماتٍ بسيطة، هو لم يصنعهُ، هو فقط قدّم لنا التعبير الحيّ بالكلمات والفعل عن هذا المنطق المستمرّ حتى اليوم، لا نستطيع أن نفهم ما يحدث في غزّة ضمن منطقنا الاعتياديّ، ولا نستطيع أن نعي الصمود في غزّة بدون هذا المنطق، هذا لم يكن قدرًا بل عدوانًا، ولا فاتورة علينا دفعها لنيل حريّتنا، بل هو العدوان على تمسكّ الناس بالحريّة والكرامة، وخصوصًا أهالي قطاع غزّة.

وأودّ اقتباس رئيس بلديّة غزة، السيّد منير الريس الستار من 29 يونيو 1957 (الأهرام) "إننا نناشد كلّ عربيّ وكلّ إنسان حرّ أن يقف حائلًا دون تنفيذ أيّة مؤامرة ضدنا، وإننا نعاهد على الصبر والتضحية، ونفضّل الموت على حياةِ التشرّد، وضياع فلسطين الأرض العربية المقدّسة". المنطق ذاته يحضر بقوّة.

لم نتمكّن بعد من فهم معاني اللجوء الفلسطينيّ وتأثيره الهائل على استمرار المقاومة حتى اليوم، وبتراكمٍ غير مسبوق.



#محمد_قعدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاستعمار الصهيوني والحمّص
- ملاحظات على «الإسلام السياسي»: الطروحات والعلاقة مع الاستعما ...
- نقد علاقات الحزب والحراك الشعبي (الشبابي) بالداخل: يوم الأرض ...
- ديناميكيات المُقدس في الدين والرأسماليّة-مُراجعات في فكر الد ...
- ديناميكيات المُقدس في الدين والرأسماليّة-مُراجعات في فكر الد ...
- رسالة: عن النساء، الرأسماليّة والقتل
- ضرورةِ النفي: مُلاحظات عن مُقاطعة الكنيست بالداخل الفلسطيني
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(4): حركة أبناء البلد وإشكاليّة ...
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(3): عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي
- في تناقضات الأطراف: العدوان على سوريا
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(2): عن الفقر والجريمة
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(1): صفقة القرن وقانون القوميّة


المزيد.....




- لأول مرة.. العرض العسكري الصيني -الضخم- يجمع شي و بوتين وكيم ...
- -على العالم أن يختار بين السلام والحرب-.. أول تصريح لرئيس ال ...
- عشرات الشهداء وإسرائيل تحشد قواتها لاحتلال غزة
- نتنياهو يوصي وزراءه بالتكتم إزاء خطط ضم الضفة
- تقرير أممي: جيش ميانمار قتل 7100 من مسلمي الروهينغا منذ انقل ...
- محمد بن سلمان يجدد دعوة السعودية إلى-وقف حرب غزة فورا-.. وإد ...
- ترامب يعلن مقتل 11 -إرهابي مخدرات- بضربة أميركية استهدفت قار ...
- هجوم بسيارة مفخخة يستهدف بوابة معسكر للجيش الليبي في بني ولي ...
- ماكرون: فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمرا لدعم حل الدولتين.. و ...
- طهران تبدي انفتاحها على التفاوض مع واشنطن وترفض أي مساس ببرن ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد قعدان - غزّة: الصمود أمام الإبادة وملاحظة من كنفاني