أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق















المزيد.....

سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023 / 12 / 25 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1ـ سقوط انشتاين وماركس ودارون:
يعي الكائن البشري وجوده ضمن الكون عبر محطتين كبريين، الاولى لاارضوية في ارض سومر، تكفلت بدئيا بالاجابه على الاسئلة الكبرى، لماذا وجد الكائن البشري، ومن اوجده ولماذا، موصلة الوجود بعالم اخر وخلقية عليا، ومقررة حدودا لهذا الوجود الارضي وزمن انقضاء نحو عالم اخر، ففي قصص الخليقة، والاساطير الكبرى، تجلت البنية الاعقالية السماوية ابتداء كضرورة كبرى، لولاها لظل الوعي، او الادراكية البشرية ارضوية صرفة محدودة، وهنا تتجلى الحكمه الكبرى المنطوية في وجود المجتمعية اللاارضوية الاساس والمنطلق، وصولا الى التكامل الالهامي النبوي ورؤيته.
وكان المنظور والتعبيرية السومرية اللاارضوية قد عمت العالم بمعظمه، بما تنطوي عليه من تحرير الكائن البشري من احتماليه الوقوع تحت طائلة الارضوية البحته، مع محدوديتها وانغلاقها المتوقع، واحتمالات تفتتها، هذا مع العلم بان الرؤية النبوية الابراهيمه مع اكتمالها بنية، لم تكن لتتجاوز في حينه، مدى غلبة وطغيان "الانسايوانيه" الشاملة للمجتمعات، وللكائن البشري، فظل الوجود الارضوي في نهاية المطاف هو الغالب على المنظور مدار البحث، والحدسية بدل العليّة السببية، هي الغالبة، بما يكرس الارضوية وجودا، ويجعل من علاقة الكائن الحي البشري بالعوالم الاخرى السماوية، مجرد انتقال مقرون بالنهاية، بماهي ختام واستكمال، او نتيجه للحياة الارضوية الاصل والاساس، وهكذا يكون واردا القول بان اللاارضوية مكتوب لها ان تكون منطلقا بمثابة لاارضوية "انسايوانيه"، تترافق مع الزمن الانتاجي اليدوي، وتظل على هذا الحال مازال هو الغالب والطاغي.
مع انبجاس الاله في الطرف الاوربي من المتوسط، اصل الرؤية الوجودية التاسيسيه، تتبدل هذه اخذه مظهر ال "عليّه" السببية العقلانيه، كانما تضع الرؤية الحدسية الاولى امام حرج غير عادي مع ماتعود لتكريسه من الارضوية ومحدوديتها، بما يوحي بقوة بفصل الوجود الكوكبيى الارضي عن المديات العليا، والخلقية الكونية، وبدل النبوة نتعرف هنا، وفي سياق من التوهمية الطاغية، على "العبقريات" الارضوية، من ابرزها انشتاين ودارون وماركس. الاول اعتنى بالخصوص بموضوعة الزمن، والسرعة وحدودها، والثاني بالنشوئية الارتقائية، والثالث بالتاريخ المجتمعي وارنهانه لقانون ناظم مادي.
ومع ان هؤلاء يعتبرون واعتبروا قمما عليا في مجال العقل ومنجزه الفائق الاستثنائي، ضمن لحظة تغيير وانقلاب شامل، الا انهم في الحقيقة كانوا قمما ارضوية محدودة بسقوف الارضوية والانحباس الكوكبي الارضي، لم يبارحوه، فانشتاين الذي يعالج موضوع السرعة ومداها الاقصى، يعجز عن رؤية احتمالية الوجود الاخر، وهو يتوقف بالسرعة المتاحة عند حدود سرعة الضوء، غير القابلة للتجاوز بناء على العلاقة بين (الكتلة/ السرعه)، وهو هنا يعجز عن رؤية الذاتيه غير الكتلوية في التكوين البشري، والمتجاوز كاحتمالية للجسدية الارضوية عند زمن ولحظة بذاتها، وهو والحالة هذه غير مؤهل، و لايمكنه افتراض الوجود الكوني الاخر، بعد الارضوي، فلايخطر ببياله كون الوجود الارضوي محطة ولحظة عبور نحوالوجود الاعلى الكوني بترلينوات ميادينه وعوالمه التي من المستحيل الوجود ضمنها، والتفاعل مع منطويات عالمها، بسرعة الضوء المتدنية،قضلا عما دونها.
ومادام الكائن البشري كتله و "جسد" كما يراها الارضويون وانشتاين، فان حدود سرعة الضوء لن تصبح واجبة التجاوز اتفاقا مع سياقات الوجود الكوكبي الارضوي الابتدائي، قبل الكوني العقلي المتعدي لسرعة الضوء، اتفاقا مع طبيعة العالم والوجود الكوني، وهكذا يكون انشتاين قد ابقانا ضمن دائرة الكوكب الذي لايكاد يرى بالعين المجردة، ضمن شساعة الكون اللامتناهية، ليثبت بذلك محدودية عبقريته المحكومة لسقف الارضوية وحدودها.
واما دارون العبقيرية الارضويه الاخرى الفريدة على مستوى الاكتشاف ومجاله، فان الارضوية الغالبة على تكوينه، بالاخص ابان الطور التوهمي الاستهلالي الالي، فقد ذهب الى وضع صيرورة وجودية للكائن البشري، مخالفة كليا وتماما لفهوم الرؤية اللاارضوية الاولى الخلقية، مع انه قد يكون بالاحرى قد اوجد بالمناسبة مفهوما جديدا " للخلق"، لايتوافق مع مبدا " كن فيكون"، لتغدو النشوئية الارتقائية عبر المحطات والمراحل، هي المعني بالخلق المحكوم للاسباب والمحركات، وصولا لاعلاها مع حضور العقل والانتصاب على قائمتين، بعد اشكال العضايا واللبونات وغيرها، حين نصبح اخيرا عند مايطلق عليه، العبقرية الارضوية قصورا " الانسان"، وقت يصل الكائن البشري برايه نقطة الكمال العضوي، فلاتعود هنالك مجالات نمو وتطورجسدي، الامايعود الى كثرة او قلة الاستعمال، كقلة استعمال اليدين وكثرة استعمال العقل مستقبلا.
وهكذا يكون الارتقاء الحياتي المكتشف هو الاخر، احادي وجسدي، فلا ينتبه دارون الى ناحية اساس فيما اكتشفه وتابعه، هو احتمالية ان يكون الارتقاء، عقلي لاجسدي، وانه حين قرر توقف الجسد عن النمو، لم يخبرنا عما اذا كان العقل هو الاخر قد توقف عن النمو وقتها، مع ان السياقات المجتمعية والتفاعلية التاريخيه لاتسمح بمثل هذا القول. ناحية اخرى يغفلها دارون، هي الافتراقية الجسدية العقلية البديهية، مادام احدهما مستمر بالتنامي، وآخر متوقف، الامر الطبيعي والمتوقع بمرور الزمن، ووقتها لايعود ثمة من شك ان الجسد هو حامل للعنصر الاساس المترقي من الابتداء، وان النشوئية الارتقائية هي عقلية لاجسدية، نهايتها افتراق العقل عن الجسد، واستقلاله عنه ذهابا الى العالم الاخر، والى الاكوان العليا.
اما ماركس فانه الاكثر مغالات واطلاقية في تكريس المنطق الحاجاتي الجسدي الارضوي من مدخل الطبقية والانحباس الكوكبي الارضي، مقررا اخضاع المجتمعية لقانون يسمية مادي تاريخي، نافيا كليا وباطلاق، اي مكان ل" مابعد ارضوية"، ماخوذا بمايعتبره منتهى الممكن كحصيلة للاصطراع الطبقي، مع زوال الطيقات. والكل يرفضون النظر الى الاحتمالية الاولى اللاارضوية، ويقفون منها موقفا ادعائيا باسم الانتقال الى العلم والعقلانية التي تنتهي واقعا الى انحباس ارضوي.
الحياة الارضوية الجسدية الحاجاتيه وكوكبيتها الاولية البدائية هي محطة ذاهبه الى مابعد، نحوالاكوان العليا، خارج الجسدية، وبعد الاستقلال عنها والتخلص من وطاتها، وهو مايفترض ان يصير الانشغال البشري الاكبر عند منتهيات الانقلاب الالي، والنطقية اللاارضوية الثا نية، بعدما تكون قد صارت قيد التحقق واقعا، مع اخر تحورات الاله، ووقتها ياخذ امثال انشتاين ودارون وماركس مكانهم ضمن الخارطة التصورية الوجودية كارضويين عابرين، وجدوا ضمن اشتراطات استمرار ثقل متبقيات الرؤى اليدوية رغم بدايات مايتعداها مع انبجاس الالة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/7
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/6
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/5
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطية؟!!/4
- هل الماركسيه نظرية استعمارية نمطيه؟!!/3
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/2
- هل الماركسية نظرية إستعمارية نمطية؟!!/1
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟/5
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/4
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/2
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟ / 1
- الديناميات التشرينوية وبشائر التحولية الكبرى/ ملحق
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(2/2)
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(1/2)
- اسرائيل اخرى وشرق متوسطي مابعد ابراهيمي؟
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟(2/2)
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟*/(1/2)


المزيد.....




- فيديو يظهر تصرفا غريبا لشرطي أمريكي أمام حانة.. أشعل سيجارًا ...
- كيف كشفت صحفيتان كوريتان عن فضائح جنسية خطرة لنجوم كبار في ع ...
- غالانت يهاجم نتنياهو: هل بدأ تبادل الاتهامات بين الحكومة الإ ...
- حقوق مجتمع الميم في أوروبا.. مالطا تحتفط بالصدارة
- أغذية لا ينصح بها على متن الطائرة
- نتنياهو: منفتح على فكرة تولي فلسطينيين محليين إدارة غزة إلا ...
- سيرسكي: أوكرانيا تتخذ الاستعدادات للدفاع في مقاطعة سومي
- بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها -مثيرة ...
- بوتين يتحدث عن مهام بيلاوسوف وشويغو
- نزوح فلسطيني جديد من رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق