أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - رسالة إلي أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي














المزيد.....

رسالة إلي أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023 / 12 / 25 - 13:41
المحور: حقوق الانسان
    


لا أريد أن أبدأ رسالتي هذه بلغة الشتم و الوعيد و الاتهامات لأن ذلك ليس من طبعي و لا من أخلاقي ، أريد أن اوجه رسالتي لكم من بشر لبشر.

أريد أن أتحدث معكم بلغة الانسانية كبشر نعيش جميعا في كوكب الكرة الأرضية و ليس في نفس البقعه الجغرافية المخصبة بالدماء منذا أكثر من نحو 70 عاما .

بعض منكم من هو أب ولديه أبناء و بعض منكم من هو جد ولديه أحفاد ، تخشون علي أبنائكم و أحفادكم من الموت وتتمنون لهم حياة أمنه ومستقبل مشرق ، أنتم بالتأكيد لديكم مشاعر أبوة وتشعرون بالذعر في حال أصاب أي مكروه أحد أبنائكم أو أحفادكم ، وهذا الشعور كان نفسه موجودا عند الاباء و الأجداد الفلسطينيين الذين فقدوا أطفالهم و أحفادهم بسبب القنابل التي قذفتها طائراتكم الحربية علي أحياء سكنية مأهولة بالسكان المدنيين في قطاع غزة.

الجميع يعلم أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 ، أدى الي قتل مئات من المدنيين الاسرائيليين، و أسر أطفال ونساء اسرائيليين في قطاع غزة ، ولكن تلك العملية تمت بتخطيط من حركة حماس وحدها ، دون انخراط المدنيين الغزيين في هذه العملية حيث معظم المدنيون الغزيون لا يشاركون في أي عملية اتخاذ قرار عسكري متعلقة بالفصائل الفلسطيية ، ومعظمهم لا يؤيدون قتل المدنيين من أي طرف كان ، فشعب غزة معروف ببساطته و طيبته وأقصى أمانيه هو العيش بحرية و أمان ، دون التعرض للقتل و الدمار.

فلماذا يتم استخدام سياسة العقاب الجماعي ضد جميع الغزيين ، بما فيهم الأطفال والنساء و الشيوخ الأبرياء ، الذين لا حول لهم و لا قوة ؟
لماذا أوقفت إسرائيل سياستها السابقة التي كانت تتبعها خلال التصعيدات السابقة ، و المتمثلة بتحذير سكان المنازل والطلب منهم اخلاء البيت فورا قبل هدم المنزل علي رؤس ساكينه وقتل أطفال ونساء أبرياء ؟
لماذا نسمع أخبار دموية عن جنود اسرائيليين يستخدمون الدبابات و الجرافات لدهس أجسام النازحين في ساحة مستشفى كمال عدوان ، و دفنهم في الرمال وهم أحياء ؟ هل بذلك يشفون غليلهم عندما يقتلون الابرياء و ينتهكون كرامة الجثث ؟
لماذا نسمع عن جندي اسرائيلي يرمي سيدة في الشجاعية من الطابق الخامس ، و من ثم يعدمها أمام عائلتها؟ أي نوع من السادية هذه؟
لماذا يتم قتل طبيب مسن وزوجته بالرصاص في حي اليرموك ومن ثم يتم حرق بيتهما؟
لماذا يسخر جنودكم من آلام شعبنا ودمار بيوتهم و دماء اطفالهم و يلتقطون الصور التذكارية و الفيدوهات الساخرة في بيوتنا المهجرة و المدمرة و ينشرونها علي حسابات التكتك؟
لماذا يُهدي جندي اسرائيلي ابنته في عيد ميلادها تفجير بيت غزي كان يقطن به أطفال في عمر ابنته بدلا ، من أن يعد ابنته بحماية أطفال أبرياء مثلها ؟
هل هذه هي أخلاق الأمم المتحضرة ، هل هذه أخلاق جيشكم اللذين تقولون عنه أن جيش أخلاقي يدافع عن شعبه ؟

تقولون أن هذه الحرب جاءت للقضاء علي حماس، و لكن ما يحدث بالفعل هو القضاء علي عدد كبير من المدنيين و الاطفال و النساء الأبرياء ، فقد أعلنتوا أنكم قتلوا نحو 7000 عنصرا من حركة حماس ، و لكن عدد الشهداء الغزيين في هذه الحرب اللعينة بلغ حتى الان نحو 20 ألف شهيدا ، فهل هذا يعني أنكم تعترفون بشكل صريح بقتل نحو 13 ألف مدنيا من قطاع غزة؟
هل قتل 13 ألف مدنيا أو 13 ألف روحا برئيه ، لا يسوي شيئا في حسابتكم الانسانية ، و لا اريد أن أقول في حسابتكم العسكرية ؟
هل أمرت التواراة الشعب اليهودي، شعب الله المختار ، بقتل المدنيين الأبرياء من أجل تحقيق أهداف عسكرية و نصر دموي ؟
فلتسقط جميع الأهداف العسكرية في سبيل انقاذ حياة طفل واحد برئ ، لا ذنب له إلا أنه يعيش في أكبر سجن مفتوح بالعالم!
هل تريدون كمجلس حرب ، أن تحققوا الأمن و السلام لشعبكم عبر دماء الأبرياء الغزيين ، و عبر القصف العشوائي لمربعات سكنية بأكملها ، لأن ذلك بكل بساطه أسهل لكم ، و أسرع لكم لانجاز المهمة العسكرية؟
ربما تقولون لقد حذرنا المدنيين الغزيين ، ونشرنا خرائط لمناطق آمنه في القطاع للرحيل لها ، و ذلك حتى تجعلوا ضمائركم تشعر بالراحة ، ولكن هل تعلمون أنه بسبب مدافعكم و طائرتكم الحربية ، لا يوجد أي مكان آمن في القطاع؟
إذا كنتم لا تستهدفون المدنيين الغزيين ، لماذا يستمر قادتكم السياسيون و إعلامكم الإسرائيلي ، ببث أخبار وشائعات مرعبة ، تارةً حول نيتكم لتهجير سكان القطاع إلي صحراء سيناء للتخلص منهم ، وتارةً عن رغبة سكانكم بمحو قطاع غزة لرؤية بحر غزة من شرفات منازلهم الشامتة بتدمير القطاع ؟
هل تسخرون من عجزنا و ألمنا ومأساتنا كمدنيين عزل لا حول لنا و لا قوة ؟

لن أتكلم بلغة الانتقام و الضحية ، و لكن سأتكلم مرة أخرى بلغة الانسانية من بشر لبشر ...
تذكروا أن لديكم أبناء ، و أحفاد فلا تقدموا أبناء و أحفاد سكان غزة كقرابين دموية لغضبكم و لانتقامكم لما حدث في هجوم السابع من أكتوبر 2023!
تذكروا أن الشيطان هو الوحيد الذي يعشق الدم و يشجع الدمار ، فلا تبيعوا أرواحكم للشيطان بسبب شعوركم بالالم و الانتقام لما حدث بينكم وبين حركة حماس !
تذكروا أن كل روح برئيه تُقتل هي لعنة على قاتليها مهما كان مبرر القتل !
تذكروا أن الحياة قصيرة، فلا تتركوا ذكرى دموية لأبنائكم و أحفادكم يخجلون منها عندما يقرؤون كتب التاريخ التي توثق جرائم الحرب في قطاع غزة؟

لا تحملوا سكان قطاع غزة مسؤولية أفعال قادتهم فسكان غزة أبرياء وبسطاء لا ذنب لهم بأي شيء !

أوقفوا فورا العقاب الجماعي للسكان الغزيين !
أوقفوا فورا القتل العشوائي للمدنيين الغزيين !

تعاملوا كدولة ديمقراطية تلتزم بالقانون الدولي كما تروجون لذلك في أروقة الأمم المتحدة ، و ليس كميليشيات مسلحة تنتقم بقلب ميت من كل من البشر و الحجر في القطاع ، ففي الحروب تنكشف أخلاق الأمم الحقيقية !

ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء !



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور الستة للصراع الإسرائيلي -الفلسطيني
- ما الحل ، لحقن دماء سكان قطاع غزة في المستقبل؟
- ما أسباب تواصل بعض الوزراء الإسرائيليين مع السلطة الفلسطينية ...
- إنهم ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح بريئة، و لعنة على قاتليهم!
- لا يجوز لإسرائيل أن تتدخل في الانتخابات الفلسطينية!
- في عيد الحب، عقارب الساعة بغزة تعود إلى الوراء ...
- ملامح سياسية الرئيس الأمريكي، جو بايدن تجاه قضايا الشرق الأو ...
- دعوة للمصالحة مع دول الخليج العربي، قبل أن نخسرها جميعا..
- تحليل: طبيعة المستوطنات الإسرائيلية المحتمل ضمها أولا للسياد ...
- مشكلتنا كفلسطينيين أننا لا نعرف حتى الآن ماذا نريد؟
- وباء كرونا: لماذا لا تطلب السلطة الفلسطينية الدعم الطبي العا ...
- كيف أفشلت السلطة الفلسطينية صفقة القرن قبل أن تبدأ؟
- لا أهلا ولا سهلا بالحرب
- النازية والمحرقة واللاسامية خطوط حمراء يجب عدم الاقتراب منها ...
- لا يوجد صفقة قرن مع الفلسطينيين بل مع العرب
- الفكر السياسي الفلسطيني و قضية تحرير الإنسان!
- الرومانسية السياسية
- لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ...
- حماس الداهية: كيف نجحت في إدارة أزمات القطاع والصراع مع إسرا ...
- هل يحتاج العرب فعلا للسلاح النووي ؟


المزيد.....




- -كندا دولة قانون-.. تعليق من ترودو بعد اعتقالات مرتبطة باغتي ...
- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - رسالة إلي أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي