أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ؟














المزيد.....

لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ؟


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 17:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


" نموت نموت وتحيا القدس " و " على القدس رايحين شهداء بالملايين"

تلك عبارات أسطورية، لا أحد ينكر مدى الشعور الوطني الثائر الذي يمتلكه مرددي هذه الشعارات الكبيرة الرنانه، التي تدل على أن أصحاب هذه الشعارات ،هم أشخاص وطنيون ، لا يبخلون عن وطنهم بأرواحهم، أو بأي قطرة من دمائهم في سبيل وطنهم و تحرير القدس ، العاصمة المقدسة للشعب الفلسطيني في كل زمان ومكان.

عند سماع تلك الشعارات ، خاصة من قبل قادة الفصائل الفلسطينية السياسية ، يكاد ينتابك شعور كبير ، بأن هؤلاء القادة ليس لديهم ما يخسرون ، و أنهم يضحون بكل شيئ في سبيل إيمانهم أن كل شيئ رخيص ، و لا يساوى أي ثمن في الحياة، من أجل الهدف الأعظم ألا وهو القدس.

وتفسيرا لتلك الشعارات ، نستنتج أنه ليس مهماً ، كم من الشهداء الفلسطينيين قد يذهبون في كل معركة مع إسرائيل، و ليس مهماً، كم عدد الجرحى و المصابين قد يقعون نتيجة الاشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي ، و ليس مهماً، كم من بيت فلسطيني قد يتم هدمه من أجل معركة الشعب الفلسطيني السرمدية مع إسرائيل حول القدس.

و ذلك بسبب وجود هدف كبير لا يُقدر بثمن، ألا وهو تحرير القدس من قبضة الاحتلال الإسرائيلي و من ثم إعلانها عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.

هكذا يفكر معظم القادة الفلسطينيون على مر التاريخ ، بدءا من الحاج أمين الحسيني ، مرورا بالزعيم الراحل ياسر عرفات، حتى عصرنا هذا في ظل قيادة الحركات السياسية الإسلامية الفلسطينية.

إن القدس كانت ومازالت جوهرة فلسطين ، و هي أساس الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ، ففيها المسجد الأقصى ، مسرى النبي و أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين، لذا لا أحد يستطيع أن ينكر الأهمية الدينية الكبرى للقدس عند جميع مسلمي العالم.
إن فلسطين بدون القدس لا يمكن أن تسمى فلسطين ، ففلسطين تستمد أهميتها و قيمتها التاريخية من عاصمتها القدس الشريف.

لكن بغض النظر عن عظمة وقدسية قضية القدس بالنسبه للشعب الفلسطيني ، لا يمنع ذلك من طرح عدة تساؤلات جوهرية حول طبيعة أدوات النضال التي يستعملها الشعب الفلسطيني من أجل تحرير تلك العاصمة المقدسة، وعن الحاجة لتشكيل معادلة سياسية جديدة و شعارات سياسية جديدة تُقوي من عزيمه الشعب الفلسطيني، و تعزز من صموده في أراضيه المحتلة.


فعلى سبيل المثال ، لماذا لا يكون شعارنا كشعب فلسطيني من أجل القدس على الشكليين التاليين :
" نعيش، نعيش وتحيا القدس " ، أو "على القدس رايحين أحياء بالملايين"

لماذا لا يكون تحرير القدس في سبيل حياة الشعب الفلسطيني الكريمه و ليس العكس ؟
لماذا نريد أن تكون القدس شعاراً للموت و ليس للحياة ؟

ألا يوجد وسيلة أخرى نستطيع أن نحرر بها القدس، ونحن أحياء و أقوياء و ليس مجرد موتى و ضحايا لرصاص الاحتلال الغادر ؟

فإذا مات ملايين من الشعب الفلسطيني من أجل القدس، من عندئذ سيحتفل بتحريريها ؟ ، هل ستُبعث أروح الملايين من الموت مجدداً قبل يوم القيامه، و تحتفل تلك الأرواح بتحرير القدس؟ أم أن القدس ستكون بحاجة لشعبها الحي لكي يحتفل بتحرريها ؟

القدس ستتحرر بتقوية صمود شعبها الحي ....
القدس ستتحرر بزراعة بذور الأمل و الحياة في أحيائها القديمه ....
القدس ستتحرر عندما يناضل كافة أبناء الشعب الفلسطيني من أجل الحياة العادلة و الكرامه الانسانية عن طريق اعتماد معادلة تحقيق الربح الانساني و تخفيض الخسائر البشرية بأكبر قدر ممكن...
القدس ستتحرر بالعلم و الحضارة و التسامح و الوعي السياسي الناضج...
القدس ستتحرر عندما نضحي بوقتنا وتفكيرنا و جهدنا من أجل الحياة في سبيلها، ومن أجل بنائها و تطويرها و ليس فقط الموت في سبيلها و التضحية بأجسادنا و دمائنا...
القدس ستتحرر عندما نعترف بأخطائنا التاريخية، و نخلع ثوب الضحية الدائم، و نتحمل مسئولية فشلنا...

لقد حان الوقت لكي نعيد التفكير و لو قليلا بالشعارات السياسية الرنانه التي نرددها بدون وعي أو أدنى تفكير أو تمعن بمعانيها ، فنحن أبناء الحياة و على هذه الأرض ما يستحق الحياة !



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس الداهية: كيف نجحت في إدارة أزمات القطاع والصراع مع إسرا ...
- هل يحتاج العرب فعلا للسلاح النووي ؟
- السياسي والبحث عن معنى الحياة ...
- هل بدأت إسرائيل تقرع طبول الحرب على لبنان ؟
- كيف تصبح سياسي ناجحا دون أن تتعرض للخطر ؟
- كيف يضحي الفقراء بحياتهم لينعم الأثرياء بالحرية ؟
- القدس و كسر التابوهات لتصفية القضية الفلسطينية!
- ملف الانقسام الفلسطيني بين الماضي و المستقبل
- معادلة السلام الإسرائيلية الجديدة
- إلي وزارة الزراعة: فلتنقذوا حيوانات غزة من جهل المستهترين!
- توقعات مرحلة ما بعد الرئيس ...
- رسائل السلم و الحرب بين إسرائيل و حماس !
- ماذا سيحدث لو أعلن الرئيس عباس قطاع غزة كإقليم متمرد ؟
- الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية في قضية الاستيطان
- سؤال يحتاج لإجابة: لماذا لم نتحرر من الاحتلال بعد 68 عاما؟
- معبر قلنديا : معبر الذل ...
- هل تؤجل إسرائيل الاتفاق النهائي للسلام حتى عام 2050 ؟
- ضحايا الديمقراطية في الوطن العربي!
- لا داعي للقلق من عصا وجزرة ليبرمان
- أيها القائد الفلسطيني،راقب وتعلم و لا تغامر !


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ؟