أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس وفشل الآيديولوجية الشوفينية















المزيد.....

من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس وفشل الآيديولوجية الشوفينية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من " زكي الارسوزي " الى " محمد بركة "
قرن من بؤس وفشل الآيديولوجية الشوفينية

سلسلة طويلة من حلقات التضليل ، والفتن العنصرية البغيضة ، والمعاول الهدامة لبنية الوحدة الوطنية في سوريا ، تلخص الجانب الأكثر سوء في تاريخ سوريا المعاصر في المائة سنة الأخيرة ، وتكشف عن أدوار بعض الافراد في تعميق الازمة الوطنية ، وعرقلة التطور الطبيعي المستقل لبناء سوريا الديموقراطية التعددية الجميلة التي لن ترى النور الا بالتحام عناصرها الأساسية ، ومحاولة تزييف تاريخ البناة الأوائل من مكونات الوطن المبني على اكتافها ، وبفضل تفانيها ، وتضحياتها الجسام للوصول الى وضع يتحقق فيه العيش المشترك بسلام ووئام ، والكرد السورييون الى جانب العناصر الأساسية الأخرى من عرب ، وتركمان ، وارمن ، ومسيحيين ، ومسلمين سنة ، ودروز ، وعلويين ، وغيرهم يشكلون القاعدة ، والمنطلق ، واي مساس ، او انكار ، او اقصاء لاي عنصر في هذه المعادلة المعبرة عن خصوصية البنية الوطنية السورية ، سيكون بمثابة الغاء للمعالم الحضارية ، والعوامل المكونة لهذا الوطن الجميل بالوانه ، والغني بثرواته البشرية المتنوعة المعطاء .
لاشك ان لكل فرد دور ولو محدود في التاريخ ، وانه يستمد نظرته للامور الحياتية ، وممارساته العملية من عقيدة ، ومنهج ، وفكر تلقفه ، ويلتزم به خاصة في المجال السياسي المتعلق بقضايا الشعب ، والوطن ، والحاضر ، والمستقبل ، وفي مايتعلق باالموقف من الكرد السوريين كمكون وطني اصيل من مجموع الشعب السوري واذا ما جمعنا عينات من مواقف شوفينية ناكرة للكرد وجودا وحقوقا في عدة مراحل منذ الاستقلال وحتى الان نرى الغالبية الساحقة تتبع لايديولوجية حزب البعث او تتاثر بها ، يليها الإسلام السياسي وتوابعه الطائفية .
تسلسل العينات كنماذج
١ – زكي الارسوزي وهو الداعي الأول لفكرة البعث : ( لايوجد شيئ اسمه كردستان ، او الكرد ، والاكراد مثل الحشرات يجب دعسها ، وسحقها ) كماورد في مؤلفاته الكاملة التي اوعز حافظ الأسد شخصيا بجمعها وطبعها ، وتوزيعها ، لانه من احد طلابه النجباء .
٢ – ميشيل عفلق وهو مؤسس ، ومنظر حزب البعث : ( ليس هناك وجود للاكراد ، وغير الاكراد بالوطن العربي ، وكل من يتكلم العربية فهو عربي ) كما ورد في مؤلفاته .
٣ – سعيد السيد احد أعمدة حزب البعث ، وأول من زعم بخطورة ( التسلل ) الكردي الممنهج الى منطقة الجزيرة ، داعيا الى استئصاله قبل فوات الأوان بكل السبل .
٤ – مصطفى حمدون ، قوموي ، ووزير الإصلاح الزراعي في عهد الوحدة السورية المصرية ، كان شعاره وعقيدته في توزيع الأراضي على الفلاحين بمناطق الجزيرة ( كردي ما الو شي عندي ) .
٥ – حافظ الأسد ، امين عام حزب البعث ، نفذ في عهده جميع بنود مخططي الإحصاء الاستثنائي وحرمان الكرد من حق المواطنة ، والحزام العربي ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، والتهجير ، واختراق الحركة الكردية ، وتكريد الصراع ، وتشجيع – علونة – الكرد عبر جمعية أخيه الأكبر جميل الأسد .
٦ – محمد طلب هلال ، ملازم اول رئيس شعبة الامن السياسي بالقامشلي ، واضع مخطط الحزام العربي لتهجير الكرد ، عضو قيادة قطرية ، وزير تموين ، سفير في بولونيا .
٧ – يوسف طحطوح ، ضابط بالامن السياسي بعهد البعث ، مدير ناحية عامودا ، معروف بتطرفه العنصري الاعمى ، وشدة كرهه للكرد ، وممارسة السادية في تعذيب المناضلين السياسيين الكرد .
بعد الثورة السورية
٨ – علي صدر الدين البيانوني ، المرشد العام للاخوان المسلمين ، من مواقفه البارزة : ليس هناك شعب كردي سوري ، الاكراد في سوريا متسللون ولاحقوق لهم .
٩ – ميشيل كيلو – تخلى عن انتمائه الشيوعي بتشجيع من أوساط نظام حافظ الأسد ، تحول قوميا متعصبا ، ناصب الكرد العداء ، وانكر وجودهم التاريخي بسوريا .
١٠ – هيثم المالح ، من الإسلام السياسي ، ينكر وجود الكرد ، ولايعترف بحقوقهم ، ويدعو الى عدم التعامل معهم كقومية او شعب .
١١ – كمال اللبواني ، عانى السجن والاعتقال من جانب نظام الأسد ، مواقفه الوطنية والسياسية العامة غير ثابتة ، شخصية غير مستقرة ، مواقفه الكردية متبدلة بشكل دوري ، آخر مزاعمه انه لاوجود لقومية كردية بسوريا ولقضية كردية ، وهم متسللون ، ولايحق لهم اية مطالب قومية .
١٢ – محمد بركة ، رئيس تجمع القوى الوطنية بالسويداء ، والمحسوب على حراك السويداء من اخر كتاباته قبل أيام حول الكرد السوريين ( لاوجود تاريخي للكرد في سوريا ، نزحوا من تركيا حديثا ..) .
وقفة في وجه صاحب العينة الأخيرة
لاشك لم نكن نتمنى ان يكون احد المحسوبين على حراك أهلنا بالسويداء الذي يهدف الى احياء الثورة السورية المغدورة ، وتطوير ، وإعادة بناء وسائلها ، وأهدافها ، والذي نحترم مناضليه ، وناشطيه ، ومرجعيته الوطنية الاصيلة سماحة الشيخ حكمت الهجري ، نعم لم نكن نرغب ان يكون السيد محمد بركة العينة الأخيرة في تلك القائمة السوداء ، ولكن نتفهم من جانب اخر الظروف الخاصة الدقيقة شديدة الحساسية للحراك ، والافق الواسع الذي يتميز به في استيعاب كل الألوان ، والاطياف السياسية ، كنوع من الممارسة الديموقراطية ، الى جانب ذلك يحق لنا ان ننتظر تفسيرا لقادة الحراك .
لن ادخل بالتفاصيل حيث لايستحق صاحبنا الجاهل لتاريخ البلاد ، ان نبذل من وقتنا ، وجهدنا اكثر من اللازم ، فقط اسجل مايلي :
أولا – وجود الكرد التاريخي في سوريا يبدا قبل ثمانمائة عام خلال الحكم الايوبي لبلاد الشام ومصر ، وكان من ضمن جيش صلاح الدين محاربون من مختلف المناطق الكردية حسب شهادة كاتب صلاح الدين العربي ابن شداد .
ثانيا – يتذرع السيد بركة لدى انكاره للوجود الكردي بمشاريع جماعات – ب ك ك – ( الانفصالية التقسيمية ) حسب وصفه ، وهو يتجاهل امرين بغاية الأهمية ، الأول هو ان – ب ك ك – ومسمياته ظهر منذ اندلاع الثورة السورية ، ولايمثلون الحركة الكردية السورية التي يتجاوز عمرها قرابة المائة عام ، ثم انه لايحمل أي مشروع لاقامة دولة كردية ، بل يبحث عن حكم الحزب ، ومعروف ان مشروع الحركة الكردية السورية هو جزء من المشروع الوطني العام ، من اجل اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وإقامة سوريا الجديدة التعددية بنظام علماني ، يتم في ظله حل القضية الكردية بالتوافق وعبر الحوار وحسب إرادة الكرد ضمن اطار سوريا الموحدة .
ان انكار وجود نحو ثلاثة مليون كردي ( حسب تقديرات ماقبل الثورة والهجرة والتهجير ) امر خطير ، فالذي ينكر وجود شعب آخر نظريا ، يمكن ان يقدم على ابادته اذا استلم الحكم يوما ما ، وهذا النوع يعتبر من الجرائم ضد الإنسانية ، ولايمكن لمثل هؤلاء ان يكونوا دعاة الثورة والتغيير ، لانهم رسل الفتنة ، والعنصرية ، والاقتتال ، وتهديم الوحدة الوطنية ، وعوامل العيش المشترك .
وفي معرض استشهاد الموما اليه بالشخصية الوطنية الشهيد كمال جنبلاط ، والزعم بالسير على دربه نقول : الشهيد كان يتقبل الوجود التاريخي لكرد سوريا ، وكانت منظمة حزبنا في لبنان آنذاك ( حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا ) الذي كنت اتراسه عضوا مؤسسا مشاركا حزبه التقدمي الاشتراكي في تأسيس ( الحركة الوطنية اللبنانية ) ومساهما في جميع مؤسساتها ، كما ان الشهيد استجاب لطلبنا في ان يكون بلجنة عربية منه ومن ( ياسر عرفات ، ود جورج حبش ، والرئيس اليمني الجنوبي سالم ربيع علي ) تتوسط بين حكومة بغداد والزعيم الراحل مصطفى بارزاني لقطع الطريق على وقوع الحرب ، وتوجه باسم اللجنة الى العراق في خريف ١٩٧٤ ، واجتمع بالرئيس العراقي – صدام حسين – وانتقل الى كردستان للقاء البارزاني ، وبعد عودته التقينا فيه واخبرنا ان صدام رفض الوساطة من اجل الحوار والسلام ، والبارزاني قبلها برحابة صدر ، هكذا كان الشهيد مع وجود الشعوب وحقوقها ، ومع الحوار ، وقبول الاخر المختلف .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء مؤتمري جناحي الحزب ماذا تغير في نهج اليمين ا ...
- قراءة في الحدثين الأبرز بالساحة الكردية السورية
- من هموم الدياسبورا : الكرد السورييون في المانيا
- للذكرى والتاريخ عندما يتم التضحية بالمصلحة الشخصية من ا ...
- اطلاق مبادرة جديدة
- استكمالا لحوارات البحث عن الحقيقة
- ايران دخلت الحرب ، ايران لم تدخل الحرب
- أسباب ونتائج الانقسامات في الساحة الكردية السورية
- تقييم دوري لاهم التطورات السياسية الداخلية والخارجية
- عودة الى حرب إسرائيل – حماس
- مثلث ( حمص – ادلب – غزة ) وحرب إسرائيل - حماس
- قراءة نقدية - لبزاف - للوضعين الكردي والسوري
- تناحر الأحزاب الكردستانية والعودة الى ( الحزبوية العميقة )
- عودة الى تشريح ازمة الحركة الكردية السورية
- قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة ...
- قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة ...
- مشروع – ب ك ك – لن يكون نموذجا لا للكرد ، ولا للسوريين
- قراءة حراك - بزاف - للتطورات السياسية
- هل ستنجح الصفقة الامريكية الإيرانية ؟
- العراق ممر ، ومقر ، وسمسارممول لمحور الشر


المزيد.....




- الصليب الأحمر الدولي يؤكد استمرار وجوده في الميدان رغم رغم ا ...
- حذر وتوعد.. تركي الدخيل يقر بارتكابه مخالفات في -السوق المال ...
- إذا هوجمت رفح، لن يكون لدى نتنياهو ما يقدمه في إدارته للحرب ...
- لقطات -لم تُشاهد سابقا- لجسم غامض ظهر في سماء ولايات أمريكية ...
- هنغاريا تحذر دول الناتو وبريطانيا من الغرق في وهم هزيمة روسي ...
- إستونيا تستدعي القائم بالأعمال الروسي بسبب حالات تشويش على ن ...
- القوات الجوفضائية الروسية تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو- 3 ...
- تونس.. طعن محام أثناء خروجه من قاعة الجلسة
- كشف وثائق سرية وزواج غير قانوني.. نقل زوجة رئيس الوزراء البا ...
- أزمة أوكرانيا.. ضرب رأس النازية الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس وفشل الآيديولوجية الشوفينية