أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - روايات عن جرائم داعش في سنجار















المزيد.....

روايات عن جرائم داعش في سنجار


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 20:51
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قرأت في الأيام الأخيرة.. بنسخ الكترونية.. من اهداء الأصدقاء الكتاب.. ثلاث روايات جديدة هي:
1ـ رواية (جحيم شنكال) للشاعر والروائي المبدع مهند صلاح
2ـ رواية (دغدغة ملائكة أوسنابروك) للشاعر والكاتب مراد سليمان علو
3ـ رواية تحت سماء داعش للكاتب صلاح رفو

تشترك الروايات الثلاث في محتواها المكرس لإدانة العنف.. وتحديداً العنف الديني المرافق لهمجية داعش والجرائم المرتكبة في سنجار.. يمكن توصيفها في حقل الادب الروائي المناهض للقسوة.. وكافة اشكال العنف.. والتمييز بين البشر.. وإدانة مرتكبيه.. والمساهمين في تبريره.. مع اعلان الموقف المتضامن مع الضحايا بلغة واضحة لا تقبل المساومة..
وهذا ما يمنحها أهمية قصوى.. في عصرنا الراهن.. الذي يشهد تواطئاً سياسياً واجتماعياً.. منتجاً لحالة تراجع انساني.. جعلت من داعش ظاهرة.. تنمو وتتفشى بسرعة.. لتمارس فحشها الديني والأخلاقي من خلال ممارسات همجية..
تكاد ان تكون مبررة من الشريحة الفاسدة في السلطة.. والمؤسسات السياسية العفنة.. بحكم ردود أفعالها "الباردة والهادئة" وغير المكترثة ـ كما يبدو في مجرى الاحداث والواقع ـ بما خلفه الدواعش.. مقارنة بحالة الاستفزاز والتوتر.. التي انعكست على الوسط الثقافي.. والمبدعين من الكتاب.. ممن واكبوا تفاصيل الحدث.. وتابعوه لينسجوا لنا.. في رد عملي توثيقي.. على الاحداث المريرة.. قصائد وروايات لتعبر عن موقف ثقافي ـ ابداعي مميز ومناهض لفساد الواقع المرير..
هو استمرار لموقف الثقافة والمثقفين العراقيين.. الذين وقفوا ضد الطغيان.. وجسدوا من خلال ابداعهم في مجالات مختلفة.. ايقونات ثقافية انتجتها عقول من قرر عدم الصمت.. وانغمس في بودقة الحدث ليعلن.. رفضه لبؤس الواقع الملتبس.. وما يفرزه من معاناة بشرية.. بحكم حالة النزف المستمرة.. وديمومة تواصل الأخطاء والكوارث والمحن (في زمن الحكومة النائمة) كما يقول مهند صلاح في روايته..
الاخطاء والكوارث التي يرفضها جيل من المثقفين العراقيين الاحرار.. ممن يواصلون ابداعهم وكتاباتهم الراقية.. وجسدوا من خلالها تفاصيل الوجع.. وصوروا الآلام المرافقة للجروح الإنسانية بعمق.. يجعلنا نعيش المحنة بإيقاعها الدامي والمؤثر..
كما هو الحال مع الشاعر والروائي (مهند صلاح) الذي انطلق بإحساسه المرهف من أجواء الحلة لينسج شبكة علاقات واسعة مع جمهور مضطهد من الايزيديين.. في قرى ومدن سهل نينوى وسنجار.. وتقصى واقعاً اجتماعياً وثقافياً لجمهور منكوب.. يرفض الاستسلام والتخاذل.. ويمارس في أصعب الظروف طقوسه الميثولوجية.. تعكس تشبثه بالحياة..
ولا تخلو لغته البليغة ـ كشاعر وروائي ـ من سخرية وخيال خصب.. يقلب الموازنات والمعادلات ليقول: مرة ان الجبل والحمير والكلاب فقط من يستحقون قداسة الحب لأنهم جنود الشمس.. الذين وقفوا مع الضحايا في محنتهم القاسية.. كما صور مشهد الكلب مع مروان وأطلق عليه (كلب الجبل).. وهي عبارة تدين كل من تاجر بالموقف وادعى.. انه واجه الدواعش.. وانتصر للسنجاريين.. ودافع عنهم.. وفقاً لما سماه في ثنايا روايته.. بـ (قانون الكذب)..
وهذا ما دونه واجمع عليه.. بشكل واضح وصريح.. صلاح رفو ومراد سليمان علو.. في تشخيصهم لمن ساهم في اسقاط سنجار.. وتسليمها للدواعش.. وهي إشارات ادانة.. لمن تاجر بسنجار وأهلها في أروقة السياسة.. والمزايدات الصاخبة الكاذبة لليوم..
الملفت للنظر في الروايات الثلاث ايضاً.. انها لم تتوقف عند انكسارات البشر.. من الضحايا والنساء والأطفال في المقدمة.. وتتبعت مواقفهم الرافضة للذل والخنوع.. وعكست اشكال من مقاومتهم.. كما يصف مهند صلاح حالة النسوة (النساء تسلخن جلودهن ليصنعن دفئاً لأطفالهن) بالرغم مما يصدح في الأجواء من (موسيقى الخراب) كما ورد في خاتمة روايته..
وان كان المبدع مهند صلاح قد تجاوز ما يمكن تسميته بـ (محنة الكتابة) عن الاحداث الدامية.. في زمن قياسي بحكم علاقاته الواسعة مع الحدث.. بطبيعته الإنسانية والجغرافية.. عبر زياراته المتكررة لمناطق سهل نينوى وبعشيقة وبحزاني وسنجار.. التي عاشت محنة الدواعش لينتج (جحيم شنكال) بلغة متماسكة ومكثفة.. لا تخلو من الشعر وجمال الأسلوب والسرد..
فإن الفرصة كانت أكبر للمبدعين الآخرين.. الشاعر مراد سليمان علو وصلاح رفو.. بحكم انحدارهم من سنجار.. وتمكنهم من معايشة الحدث بتفاصيل أوسع.. ليسجلا كمثقفين اول وثاني رواية تكتب عن محنة سنجار.. في زمن الدواعش.. بلغة متماسكة ومحبكة.. لا تخلو أحيانا من بعض الهنات في الوصف بين المذكر والمؤنث.. وهما معذوران.. وهذه مشكلة غالبية من يكتب بالعربية من غير العرب تقريباً..
راوية صلاح رفو (تحت سماء داعش) وهي آخر رواية قرأتها قبل يومين فقط.. فيها الكثير من المشتركات.. مع ما ورد في رواية الشاعر سليمان علو (دغدغة ملائكة أوسنابروك).. وتدور احداث الروايتين بين العراق وألمانيا.. من خلال تداعيات وانتقالات شخوصها.. بين الغربة في أجواء المانيا.. والحنين الى أجواء الوطن الصادم.. ومعاناة الأحبة المنكوبين.. الذين تعرضوا لمداهمات إجرامية وأصبحوا أسرى الدواعش.. او مفقودين يجري البحث عنهم.. وعن رفاتهم..
يتم استعادتهم في أجواء مشفى الماني.. من خلال رواية مراد سليمان علو الجديرة بالثناء.. وأستطيع ان أقول.. انها رواية مهمة.. سيكون لها شأن وتأخذ موقعها بجدارة.. كرواية عراقية تدين القمع والارهاب والتجاوز على حقوق البشر واقتلاعهم من جذورهم..
وقد برع الكاتب مراد سليمان علو في توظيف تاريخ وأساطير بلاد الرافدين.. وربطها بالواقع الاجتماعي والميثولوجي للإيزيديين.. من خلال استدراك ذاتي للكاتب في ردهة العمليات ومراحل علاجه وتوتراتها وهو يقارن بين حالات مرّ بها واستخلص منها دروس وعبر..
تجعله رغم القهر والاضطهاد يتشبث بالوطن.. الوطن.. الارض والناس والميثولوجيا والتاريخ.. والوطن المستقبل.. الذي يجب ان تسود فيه رايات السلام والاستقرار والمحبة.. وهو طموح انساني يتعدى مشاعر وطموحات الكاتب.. طموحات وأماني تتداعى مع صفحات فصول الرواية بشكل سلس ولغة واضحة.. تجعل القارئ يسترسل في المتابعة بشوق.. اتمنى ان تبادر جهة ثقافية لطبعها وتوزيعها.. لأننا بحاجة لهذا النوع من الادب والثقافة الانسانية التي تنتصر للإنسان وتقف في مواجهة العنف..
اما رواية صلاح رفو.. فإنها لا تخلو من الجديد المرهف.. وتمكن من انتقاله بين الغربة والوطن ليحمل معه جرحاً ثالثاً من خلال شخصية.. خديدا السنجاري الذي تغرب وعاش تفاصيل محنة لزميلة له في العمل والمطبخ.. الذي جمعهم.. ليكتشف انها مواطنة بوسنية.. لجأت بدورها الى المانيا.. من أجواء القسوة.. وتعرضت للاغتصاب.. لكونها تحمل هوية جعلتهاً هدفاً وضحية للمتوحشين الارهابيين في بلدها.. وهي مفارقة مقصودة في الرواية.. جعلت منها ومن خديدا السنجاري.. مشروع حب معمد بمحنة المعاناة.. ورؤية إنسانية تدعو للقيم النبيلة والتمسك بالآخر..
هي قيم الادب المكافح الرافض للعنف والاستبداد.. المنتصر للإنسان.. في زمن ملتبس ينتج المزيد من الرذائل والقبح.. التي يقبل بها ويخطط لها السياسيون.. الذين حولوا البشر الى سلعة للمتاجرة.. ويدمرون المدن والقرى الآمنة.. ويرفضها المثقف ويتصدى لها بإبداعه.. كما هو الحال مع كتابانا ورواياتهم الثلاث..
ــــــــــــــــ

17/12/ 2023



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة النصير الدكتور أبو ظفر
- عمر الياس.. الموصلي الذي تحدى الطغيان وغدر به الزمان
- لست طاهراً يا طاهر..
- عادل سليم.. حكاية ثوري شجاع لا يهاب الموت..
- بحث مهم عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الموصل
- أسئلة ليست بريئة عن برنامج عائلتي تربح
- نزار الخالد والمهمة الصعبة
- نص ومحتوى رواية يعاكس العنوان..
- حوار مع الملازم سلام العبلي حول الأنصار والانفال
- حول بدايات حزب البعث في العراق
- خطوة في ظلال شعاع الشمس 1
- التمهيد لإعلان مركز الشمس للدراسات والبحوث
- من جديد.. أين الله يا نادية؟
- طيف أمي..
- الهائم.. 74حكايا لـ مراد في زمن السبي والاستعباد!
- آن الأوان لتنفيذ مشروع ري الجزيرة في سهل الموصل
- زمن الدواعش
- العمل السري.. طابعة بحزاني في ذلك الزمن
- انه يوم معراجك يا نبيل
- وقفة مع كتب قرأتها..


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - روايات عن جرائم داعش في سنجار