أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - الحوار هدف أم وسيلة؟















المزيد.....

الحوار هدف أم وسيلة؟


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 7827 - 2023 / 12 / 16 - 15:18
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تجري منذ أمس الخميس 14 دجنبر 2023 اتصالات ومشاورات مكثفة ويسال المداد بغزارة هنا وهناك وتنشط المواقع الالكترونية وأغلبها ذباب، وتعج مجموعات التواصل الاجتماعي بالحديث عن الحوار او قل التفاوض الذي انطلق بين الشغيلة التعليمية ممثلة في الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي - FNE من داخل التنسيق الوطني لقطاع التعليم بالإضافة للتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم والتنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي والوفد الحكومي الثلاثي المكون من وزير التربية والتعليم والوزير المكلف بالميزانية ووزير التشغيل، وذلك نتيجة الإضراب البطولي الذي تخوضه الشغيلة التعليمية منذ 5 اكتوبر 2023 غداة مصادقة الحكومة على النظام الأساسي الجديد (نظام المآسي) الخاص بموظفي التربية الوطنية، والذي فرض فتح الحوار والتفاوض مع التعبيرات التي تقود الحراك التعليمي، لكن اتضح أن ما فشلت في تحقيقه الحكومة ومعها وزارة التربية والتعليم عبر تسخير عدة أدوات منها فتح الحوار مع نقابات موقعة وتوقيع محضر 10 دجنبر 2023 وغيرها من أدوات الضغط إعلاميا وإداريا وتسخير كل الإمكانات حتى تلك الزجرية والسرقة من الأجور لتحقيق عودة نساء ورجال التعليم الى الأقسام، ها هي تحاول أن تحققه عبر مناورة الحوار تارة بفتحه وأخرى باغلاقه. بعد ما تأكد من كان لايزال في حاجة إلى التأكد أن الشغيلة جادة ومصرة على المضي قدما في معركة الكرامة حتى تحقيق كل ما ترفعه من مطالب مشروعة، لكن بما أن قوة الشغيلة الأساسية تكمن في وحدتها فإن الحكومة ومعها مساعديها والمتعاونين معها يحاولون الآن من خلال الفتات المقدم ومن خلال الإدعاء بفتح الحوار بث الفرقة وتقسيم الجسد التعليمي، وذلك بعدما تنكر الوفد الحكومي لاتزاماته المقدمة امس الخميس 14 دجنبر 2023 وانقلب رافضا يومه الجمعة لاستقبال التنسيقيات المناضلة رفقة الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي - FNE بعدما وعد أمس غداة الجلسة الأولى بالتشاور والرد على المطالب الآنية المقدمة من قبل الوفد المفاوض الممثل للشغيلة التعليمية المحتجة والكفيلة بزرع الثقة وعودة نساء ورجال التعليم إلى الأقسام في انتظار استكمال التفاوض، لكن الوفد الحكومي دقائق قبل انطلاق جلسة اليوم المخصصة للرد على مطالب الشغيلة التعليمية المحتجة أرسل رسالة مفادها أنه يرفض الجلوس مع التنسيقيات المناضلة مع العلم انه عقد صباح يومه الجمعة لقاء مع إحدى النقابات التي ليس لها تمثيلية ومعها بعض التنسيقيات، السؤال الذي يطرح الآن هو: لماذا جلس الوفد الحكومي أمس مع من يرفض الجلوس معهم اليوم؟ وما الذي تغير؟
وهنا يعود أيضا سؤال الحوار والتفاوض للواجهة فهل هما هدف أم مجرد وسيلة؟
طبعا كلنا نعرف أن الحوار مجرد وسيلة بينما الهدف هو تحقيق المطالب وانتزاع الحقوق، اذن لماذا الوفد الحكومي رفض عقد جلسة اليوم مع من جلس معهم البارحة؟
ببساطة لأن الحكومة ومعها شركاؤها في هذه المعركة يسعون إلى تحقيق ما يلي:
1 -إرجاع نساء ورجال التعليم إلى الأقسام وتوقيف الإضراب، وذلك عبر قيادات التنسيقيات وايضا الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي - FNE وهذا ما لم يكن يملك ضمانة لتحقيقه من خلال عقد جلسة اليوم ببساطة لانه لا يملك العرض الذي يستجيب لتطلعات الشغيلة.
2 - الغرض الذي تعمل عليه الحكومة الان هو شق صف وحدة الشغيلة التعليمية وخاصة على مستوى القيادة، باعتباره مصدر قوتها الذي تحقق رغم كل المناورات والسموم المبثوثة من قبل جهات متعددة.
3 - الوفد الحكومي غير مستعدا الآن للاستجابة للمطالب الآنية التي تقدم بها الوفد الممثل للشغيلة التعليمية المناضلة ولا يملك الأجوبة لذلك، بمعنى ليس لديه ما يقدمه حتى يعقد جلسة حوار أصلا، وبالتالي أمامه خيار وحيد هو محاولة شق صفوف المتحاورين من جانب الشغيلة التعليمية ومحاولة خلق تناقض فيما بينهم على أمل الاختلاف والصراع وبالتالي تحقيق الانقسام.
4 - الحكومة أيضا لا تريد أن تقتل النقابات الأربعة المتعاونة والموقعة معها على كل المحاضر، لأنها ستحتاجها لاحقا في (ملف التقاعد وقانون منع الإضراب، وغيرها من القضايا) وبالتالي تحاول أن تمنحها الشرعية والتسويق على أنها كانت وراء الفتات المقدم حاليا ( ما جاء في محضر 10 دجنبر 2023) وأيضا التعديلات التي ستدخلها على النظام الأساسي الجديد بعدما ادعت التجميد.
5 - الحكومة لا تملك الإرادة السياسية وغير جادة في التعامل مع مطالب الشغيلة التعلينية، لأن في ذلك لي لذراع الدولة على حد تعبير أحد اعضائها، بمعنى التجاوب مع المطالب المرفوعة (غدي دسر قطاعات أخرى وحتى الشعب المغربي عموما).
6 - الحكومة لها التزامات سياسية ومالية مع جهات خارجية (المانحين والمقرضين) ولا يمكن أن تتنكر لها، وعلى رأسها تقليص كتلة الأجور في القطاع العام وخوصصة المدرسة العمومية.
7 - الحكومة تسعى إلى تمييع الحوار وإفراغه من محتواه وذلك بالتحاور مع الجميع ومع لا أحد ودون نتائج، بغرض تسويق ماكر لصورة مغلوطة للرأي العام مفادها أنها مع فضيلة الحوار وها هي منفتحة على ذلك، لإظهار أن الخلل في الطرف الآخر وليس فيها.
إذن ما العمل الآن؟
أعتقد جازما أننا الآن في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة والتعقل ونكران الذات، وذلك ب:
1- الحفاظ على الوحدة بين كل المكونات المناضلة (التنسيق الوطني لقطاع التعليم ، التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم، والتنسيقية الوطنية لأساتذة الثانوي التأهيلي) والعمل على تمتين هذه الوحدة بكل الوسائل لأنها المعبر الحقيقي عن مطامح الشغيلة التعليمية.
2- التركيز على أن المعركة الآن مع الحكومة والوزارة وليس مع جهة أخرى وتجاوز بالتالي الخلافات الثانوية.
3- علينا أن لا تنشغل كثيرا بالحوار والتركيز على البرنامج النضالي لهذا الأسبوع والعمل على تقييمه بشكل دقيق، وإعادة رفع الهمم وسط نساء ورجال التعليم وبث روح التفاؤل.
4- تسطير برنامج نضالي تصعيدي مرفوق بإنزال في شوارع الرباط في أقرب وقت والعمل على إنجاحه.
5- تكثيف الخرجات الإعلامية وتنظيمها بشكل يقضي ويشوش على الذباب الالكتروني وكل خرجات أعداء الشغيلة التعليمية الذين يسعون إلى شق صفها وشيطنتها ليبطل عملها، وبالمقابل يقوي وحدة نساء ورجال التعليم أكثر.
6- التركيز على أهم المطالب الآن ( سحب نظام المآسي، إدماج المفروض عليهم التعاقد في اسلاك الوظيفة العمومية، استرجاع الأموال المسروقة من أجور الشغيلة التعليمية، الزيادة في الأجور بما يوازي حجم التضخم والغلاء لتحقيق العدالة الأجرية وذلك بما لا يقل عن 5000 درهم صافية شهريا و إيقاف كل المتابعات في حق الأساتذة وإرجاع الموقوفين منهم) وعدم الغوص في الفئوية الضيقة.
هذه بعض الخطوات التي أعتقد أنه من شأنها ليس فقط فرض الحوار والتفاوض من موقع قوة مع الحكومة، وإنما كفيلة بتحقيق كافة المطالب المشروعة دون حتى هذا الحوار، لأننا لسنا هواة الحوار من أجل الحوار ولا نتهافت وراءه، لأنوالتاريخ يسجل أن العديد من الحوارات ساهمت في اقبار الملفات وليس في حلها ولكم في الحوار الذي دار لمدة تزيد عن سنتين بين النقابات الموقعة والوزارة نموذجا صارخا، اذا لم يتحلى الوفد المحاور بالدهاء والقدرة على مجاراة الطرف الآخر، لأن التفاوض علم له قواعد وأسس على المعني أن يكون ملما بها وإلا فإن مصيره الهزيمة والخروج منه بخفي حنين.
العرائش في 15 دجنبر 2023



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي
- قراءة في شعار الدولة المغربية - التصويت حق شخصي وواجب وطني-. ...
- درس افغانستان
- في شأن البيروقراطية النقابية
- ماذا بعد نجاح إضراب الكرامة في اوساط الشغيلة التعليمية بالمغ ...
- ثنائية الحب و الموت في زمن الكورونا
- نهاية الأخلاق و ضرورة الإيتيقا
- ظاهرة النفاق الاجتماعي
- حرية التفكير و الحاجة الى اسبينوزا الان
- فاتح ماي ذكرى تستحضر و ليس عيدا للإحتفال
- هل فعلا العالم بعد الكورونا 9 بدون رأسمالية؟


المزيد.....




- “وزارة المالية العراقية mof.gov.iq “.. توضح سلم “رواتب المتق ...
- ارتكب 11 خطأ في صلاة الفجر.. بيان مهم من نقابة القراء المصري ...
- صرف زيادة رواتب الموظفين في العراق بمناسبة عيد الأضحى.. حقيق ...
- The US to immediately remove Cuba from the list of countries ...
- مئات العاملين بشركة للخدمات الفندقية يعتصمون ويطالبون بصرف ر ...
- WFTU Written statement submitted to the ICJ on C87
- TUI Transport: Preparatory meeting for the Maritime Sector i ...
- نقابة الاطباء والصيادلة واطباء الاسنان :
- منعم عميرة يطمئن على الوضع الصحي للكاتب العام للاتحاد الجهوي ...
- الطبوبي في إفتتاح مؤتمر الاطباء : دار الاتحاد خيار وتحدي نجح ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شفيق العبودي - الحوار هدف أم وسيلة؟