أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - فجائعية الثمانينيات في رواية كم أكره القرن العشرين لعبدالكريم العبيدي















المزيد.....

فجائعية الثمانينيات في رواية كم أكره القرن العشرين لعبدالكريم العبيدي


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 13:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فجائعية الثمانينيات --- في رواية " كم أكره القرن العشرين" لعبدالكريم العبيدي
إن الكاتب ولاعب رقعة الشطرنج كلاهما يلعبان ( العقلانية ) على رقعة جغرافية الواقع في مواجهة الحدث ، وهكذا أقتحم العبيدي(الواقع) بجرأة وثقة كبيرة في كشف أفرازات القرن العشرين التعيسة وما تبقى من فواتير الخيبات والنكوصات لتلك الحروب العبثية الملوثة بالحصار الأقتصادي الظالم (غداً) تسددها جراحات الشعب العراق ، إن سيمياء العنوان " كم أكره القرن العشرين " يحمل كل مفردات السيمياء والتي هي (أداة ) لقراءة السلوك السايكولوجي للذات البشرية في عموم مظاهرهِ المختلفة بداً من الأنفعالات مروراً بالطقوس الأجتماعية والأنتهاء عند الآيديولوجيات ، وتدور أحداث الرواية في ثمانينيات القرن الماضي وتحكي حياة أبطالها من جيل الشباب الغض مرغمين ومدفوعين إلى محرقة الموت حيث المجهول والضياع .
أبرركراهيتهُ للقرن العشرين وأشاطرهُ الرؤى فيها ولآني تعايشتُ مآسيها وخيباتها ومطباتها التأريخية نموذج ( الحرب العراقية الأيرانية 1980 ، ضرب حلبجة بالكيمياوي 1988، حرب الكويت 1991، قمع الأنتفاضة الشعبانية 1991الحصار الأقتصادي 1991) ، وأبدع الروائي عبدالكريم في تجسيد تلك الحرب بمسلسل درامي في هجرة آلاف من الأ سر البصرية وتألم الروائي البصري من أوجاع البصرة وما أصابها من شظايا تلك المآسي والويلات لتلك الحروب المجنونة ، ودخل العراق في القرن الواحد والعشرين بأم النكبات الذي هو الأحتلال الأمريكي البغيض في 2003 لذا أثني على رؤية الروائي عبدالكريم العبيدي في كراهيتهِ للقرن العشرين ولآن الرواية تحكي عالم أبناء جيلنا وطفولتنا ومراهقتنا وشبابنا وأمنياتنا وأحلامنا الممنوعة ومدينتي بغداد التي غادرتها ولم تغادرني ، إنها الرواية الواقعية ذات النهايات المفتوحة بأسئلة وأرهاصات سوداوية لم تتم الأجابة عليها ، أقنع المتلقي بكونها منجز أدبي وثقافي متكامل من بنية معمارية وهندسة لغوية ونصية نثرية برصانة أدبية شكلاً ومضموناً وهو يريد توصيل القاريء إلى أن السعادة تنبثق من ليل الألم الطويل عبر مطحنة الصراع الطبقي التي أجهزت على الطبقات الفقيرة بلا رحمة وكأنها هي المعنية وحدها بفواتير الحرب الثقيلة ، فهي حكاية تراجيدية مأساوية لتلك الزمكنة السوداوية المظلمة ذات البوصلة المضطربة ، وبحبكة سردية رصينة يلقي ضوءاً كاشفاً على صيرورة وكينونة جيل القرن العشرين على أنهُ : فقد الأحساس بالزمن ولم يعي لديناميكية الظواهر السوسيولوجية عدا الدموع والجنائز وخيم الفواتح والجدران الموشحة بيافطات سوداء تحكي أسماء دافعي فاتورات تلك الحرب المجنونة وهم يتعايشون خلال فراغ زمني موحش يجتر الغيبيات في تقديس القديم بعفوية فطرية بسبب فوبيا المجهول ، وهو شيءَ طبيعي حين تنحوالطبقات الفقيرة البائسة إلى ما هو معروف بألعاب الحظ ولو إنها من أختراعات مافيات المال والفساد للوصول إلى المال السهل .
نجح الروائي العبيدي في أظهار مأساة جيل الحرب العبثية ومقصلة الحصار الأقتصادي والتآسي للذين ولدوا أبان تلك المطحنة البشرية وأكتوت طفولتهم المبكرة بمآسي حصار الموت البطيء وتهجروا قسراً ، حقاً هو كاتب محترف بميتافيزيقية الكينونة البشرية وأعماقها المظلمة بتوليفة نهايات براكماتية تعكس الواقع .
اسلوب الروائي العبيدي
-يلقي الضوء الكاشف برشاقة وشفافية متناهية على سرديته النصية وترويج تكريس " السلام العالمي. " ، ونبذ الحروب والنظم الشمولية وهو القائل: ومن قال : إن الحرب فيه منتصر !؟ وهي تسرطن النفوس .
- وبروايته يحتفي بقضايا الرأي والثقافة والتأريخ .
- توظيف تجارب أدباء عالميين في الصبر والمطاولة القيمية المعرفية متقارباً مع صبر همنغواي في روايته الشيخ والبحر.
- توظيف تصارع الأضداد ( العقل والجنون ، الحرب والسلام ، الخير والشر ، الرحمن والشيطان ، الحقيقة والزيف ) .
- تمكن من رسم السعادة بأرق معانيها وعرى واقع الحرب بكل جرأة مبيناً عبثية الحياة في جغرافية أتون الصحراء الملتهبة والمستلبة للروح البشرية ، لذا اراهُ يلقن أبطال روابته معايشة الجفاف الروحي .
- وجدت في قراءة الرواية : بروز الملامح وحركية الأبداع والتجريب في الخطاب الروائي ، حينها أبدع الروائي عبدالكريم في تجسيد أوجاع تلك الجريمة بمسلسل درامي في أستلابات الحرب وهجرة الآلاف .
- أعتمد الروائي على سيمياء العنوان كما هو أسلوب أكثر الروائيين عموماً نموذج رواية ماركس في العراق للروائي فرات المحسن في أستعماله أسما بارزا ، وربما تنحو عند ألآخرين إلى السعة والتنوع كما في رواية الرجع البعيد لفؤاد التكرلي والنخلة والجيران لغائب طعمة فرمان ، والثلاثية لنجيب محفوظ ، ربما ترى سلبية عادية في سريان اليأس في أدبيات الروائي الفذ العبيدي في الفصول الأولى وهو شيء طبيعي يظهر في أغلب الروايات العالمية ، وهويقول: كثيراً ما أذلني اليأس من مرارة التجوال داخل أزقة غدت عزوفة عن تقبل أي أحساس يداهمني من خارج خوائها شاخت البصرة يا ( بالاجاني ) غادرت ماضيها بلا رجعة ، وتحولت نهاراتها إلى مترادفات مبهمة قبيحة الوجوه وفاقدة للوضوح ، أيضاً لم يعد فيها ما سيستوجب التمعن أو يستحق أي رثاء لقد بدأ الأمر وكأن البصرة قديمة تنزاح مقسمة لمعاول الخراب ، رسم ركام دولة جديدة من دويلات أواخر القرن ، وببراعة الروائي نقل الفعل من واقعه الحقيقي إلى عمل فني يترك للمتلقي الخيال الم مزوج بنوع من الأضطراب والقلق المتأتية من فوبيا جمهورية الخوف والأستدعاءات الشبه أسبوعية من قبل دوائر الأمن وليس بالضرورة أن يعود إلى البيت لحماً حياً أو يبتلعهُ الثقب الأسود لجمهورية الرعب .
- وشكل العبيدي في رواته الرائعة " كم أكره القرن العشرين " نسيجاً محكماً في سداه ولحمته من خلال الأحداث الواقعية على جغرافية العراق في الحرب والسلم والحب والكراهية والرعب والأمان والموت والحياة .
- وأجمل ما في الرواية وجدتُ بمجمل فصولها شعبية واسعة من الجمهور المتلقي والأعجاب الشديد بفصول الرواية لتسلسل الأحداث وتراكيبيتها التأريخية ربما تأثر الروائي ببعض الفلسفات كالفلسفة اليونانية والفلسفة الماركسية من خلال معالجته للأحداث وهي مارة بالصراع الطبقي وحتمية التأريخ .
- ويتألم العبيدي من بؤس ووجع البصرة الفيحاء ويقول في فصله الأخير: لابد أن أقر بهزائمي لم يعد العقل أعدل الأشياء توزعاً بين الناس يا " ديكارت " في هذه المدينة المجنونة هو بيت الداء المسكون بالجن النخل شاص مبكراوبات في أعنف نوبات شكوكك يا "ديكارت "وتكون مسؤولاعن أول ضربة معول في فوضى هذه الحواس .
كاتب وناقد أدب عراقي مغترب
ديسمبر2023

.



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولوكوست المحتل في كتاب : الحرب القذرة النظيفة - لكريستين دو ...
- قراءة جمالية وامضة للمعطيات الشعرية الثرّة ----للشاعرعبدالست ...
- مشروع طريق التنمية ---- التحديات وآفاق واعدة نحو التغيير ؟؟؟ ...
- التنمية الأقتصادية للعراق ------ مقومات وعوامل النجاح !؟
- الأساطير ----- ميثيولوجيا حضارات العالم القديم والحديث
- قراءة في الفكر الأقتصادي للدكتور سمير أمين ومنجزه --- ما بعد ...
- قرلءة في الفكر الأقتصادي للدكتور - سمير أمين - ومنجزهُ ( ما ...
- قراءة فلسفية لكتاب ( نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية ) لف ...
- الأقتصاد العراقي والتنمية المستدامة
- عالم الغموض والجريمة المعقدة في روايات - أجاثا كريستي-
- حمى تفاقم الكابوس المقلق ( للمخدرات ) في العراق /غثاثة ومخاض ...
- التراجيديا المأساوية في رواية - ساعة بغداد - للروائية شهد ال ...
- النفط العراقي ---- إلى أين !؟
- في ذكرى وفاة - السياب - --- رائد تجديد الشعر الحر ومؤسسه !؟
- قراءة حداثوية في كتاب عصفور من الشرق للروائي - توفيق الحكيم ...
- الديستوبيا في أدبيات الروائي المعاصر - جورج أورويل !؟
- الفنتازيا في أدب الرحلات في رسالتي الملهاة والغفران - بدراسة ...
- أفكار ورؤى - ماركريت ميتشل ------في روايتها - ذهب مع الريح
- رواية الأخوة الأعداء ---وعوالم ديستوفيسكي بقراءة مغايرة !؟
- خواطر مواطن في الأنتخابات السويدية


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - فجائعية الثمانينيات في رواية كم أكره القرن العشرين لعبدالكريم العبيدي