أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الجبار نوري - قراءة في الفكر الأقتصادي للدكتور سمير أمين ومنجزه --- ما بعد الرأسمالية المتهالكة















المزيد.....

قراءة في الفكر الأقتصادي للدكتور سمير أمين ومنجزه --- ما بعد الرأسمالية المتهالكة


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 13:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



ومضة لابُدّ منها --- الذي حفزني للكتابة عن هذه القامة السامقة هو خبر رحيله المحزن والمفاجئ ، وبلحظة قدر صادم يؤشر الكومبيوتر بخبر ( عاجل ): وفاة البروفيسور الأكاديمي " سمير أمين " وقطعتُ قراءة مقالته المنشورة في موقع الحوار المتمدن بعنوان ( مرور مئة عام على رحيل ماركس )، وبحركة حزن وأحباط تناولتُ كتابهُ المشهور ( ما بعد الرأسمالية المتهالكة ) لأطالعهُ للمرة الثانية بيد هذه المَّرة بحماس وأهتمام شديدين ربما لشعوري المحزن على فقدان أحد أساطين الأقتصاد السياسي في الوطن العربي وغيابه بسطوة فاجعة مصيبة الموت التي ذُكرتْ ـ من هولها ـ في سورة المائدة أية خمسة (--- إن ضربتم في الأرض فأصابتكم ( مصيبة ) الموت ، ومن خلال مطالعاتي أدمنتُ البحث عن ماهية وصيرورة فاجعة الموت لم أجد جواباً يشفي أرهاصاتي حتى فيما ذُكرفي أقوال الفلاسفة وبالتالي أستأنستُ إلى العبارة الخالدة للأديب الأنكليزي " شكسبير " الذي أحسن من عبر عن الموت في روايتهِ بوليوس قيصرGon for ever
الموضوع - سمير أمين مفكك الرأسمالية وصاحب نظرية ( التطور اللامتكافيء) التي صاغها في سبعينات القرن الماضي محاولاً تفسير تخلف المنطقة العربية ومنها مصر ويهدف للخروج من مأزق الجمود والتخلف بتطبيق وبناء الأشتراكية ، ويستنتج المفكر الفذ : أن النظام الأشتراكي هو الذي سيسود العالم بعد أنهيار الرأسمالية وستتم عملية الأنتقال أنطلاقاً من العالم الثالث أي أطراف المركز الرأسمالي العالمي ، هكذا كان الأعلام المصري والعربي والدولي يحاكي هذا المفكر العبقري اللامع ، من مواليد 1931 الأسكندرية ، وحاصل على شهادة الدكتورا عام 1956 من جامعة السوربون وهو أحد المفكرين الكبار الذي أثرى مجالهُ بأنجازاتهِ التي تزيد على 30 منجز، ستظل علامات مضيئة في ذاكرة التأريخ ، ترك سمير أمين العديد من الدراسات والكتب العلمية والفكرية التي تعد كمراجع أقتصادية وعلمية للباحثين في الشؤون الأقتصادية والعربية منها على سبيل المثال لا الحصر : ما بعد الرأسمالية المتهالكة ، الأقتصاد السياسي للتنمية ، في نقد الخطاب العربي الراهن ، ثورة مصر ، مذكراتي القومية وصراع الطبقات ، أزمة الأمبريالية أزمة بنيوية ، المادية والتحريفية ، حول الدين والدولة ، ويمكن أستخلاص جهودهُ وعطاءاتهُ في منجز تحريك جمود النظريات الأقتصادية التقليدية ووضع حلول في تفكيكها وترويضها لخدمة الفقراء والكادحين في مصر والعالم ، هو مفكر يستحق بجدارة لقب الماركسي النقدي المجدد والتجديدي ،لأنهُ يدعو في كتابهِ هذا إلى التخلص من تعريف الرأسمالية بأنّها نيولبرالية معولمة ، وأن القطاعات المسيطرة على رأس المال ليست تمثل أقتصاد السوق بل تمثل رأسمالية تجمعات أحتكارات مالية ، وكان أميناً ووفياً للمادية الجدلية بيد أنّهُ (تحامل ) على التجربة السوفيتية وبشكل عرضٍ فلسفي بأنّها مجرد ( رأسمالية دولة ) أي أداةٍ دولتيةٍ للمجتمع وقد أختلف شخصياً معهُ والكثيرين من الماركسيين معي ولكن لا مجال في تفنيد هذا المعتقد لأن كل مرحلة تأريخية لها خصوصيتها وتفرز تناقضاتها وصراعاتها وتحوّلْ قواها ، سمير أمين تنبأ فشل ما يسمى بالربيع العربي مباشرة بعد بداية أحداثهِ مستنداً إلى قراءاته العميقة للحركات الأسلامية ودورها السلبي في المنطقة ، فهو أشتراكيٌ يرى أستحالة تحقيق النمو الأقتصادي في بلدان العرب بأتباع النموذج الرأسمالي الغربي الآن أي أندماج في هذا النظام الرأسمالي يؤدي إلى تعميق تخلف المنطقة .
كتاب " ما بعد الرأسمالية المتهالكة " تأليف الدكتور سمير أمين هو من أهم مؤلفات الكاتب وأكثرها رواجاً ، وضح فيه نظريته وقانونهِ في موضوع (اللامتكافيء) هو أن النظام الأشتراكي هو الذي سيسود العالم بعد أنهيار الرأسمالية وللتوضيح أكثر يقول : ستتم عملية الأنتقال أنطلاقاً من العالم الثالث بصفتهِ يشكل أطراف النظام الرأسمالي العالمي الذي يزداد فيه الفقر والبطالة والبؤس ستقع فيها حتماً ثورة أشتراكية لأن بلدانها غير صناعية وهنا يناقض ماركس الذي يؤكد : كلما توسعت فيها الرأسمالية أكثر فأكثر يكون حتما متطور صناعياً ، ووظف سمير في كتابه هذا أستثمار آرائه في المجال الأقتصادي إلى المجال الثقافي حين يجعل ثقافتنا مرنة غير منغلقة يمكنها أن تخرجنا من عنق الزجاجة التي نعيشها اليوم في صراعات ترقى للحروب الأهلية الهوياتية الطائفية فهو يثيرفي الكتاب موضوعا حساسا قابلاً للجدل والتصادم الذي هو : ( فك أرتباط الثقافة العربية المشرقية المرتبطة بالدين الأسلامي والتي تعتبر بنظر الناس مقدسة التي ترفض كل جديد وتنظر إلى الثقافات الأخرى بأستهجان ربما أحيانا تتهم أصحاب هذا الرأي بالكفر والألحاد بأعتقادي أنها ثورة أصلاحية للأمين تذكرني بآراء المصلح الديني السوداني ( محمود محمد طه ) الذي أتهم بالكفر وأعدم على يد النميري بتأييد من الأزهر الشريف ، وهذه هي ظواهر التأكل :
-أنهيار السلام العالمي بعد حرب الخليج1993 وأحداث أيلول 2001 .
- أحتكار الثروة في يد فئة قليلة مقابل أنتشار الفقر على المستوى العالمي أن 20% من سكان العالم يحتكرون 80 % من ثرواتهِ ، وأن العالم الأسلامي كان يسودهُ رأسمالية تجارية مزدهرة لكن هذه الرأسمالية لم تستطع الأنتقال إلى رأسمالية صناعية .
- تراجع الديمقراطية في معظم الدول ، والكتاب يكذب وعود اللبرالية ومزاعمها وذلك لأن منظري الرأسمالية يدعون بأنها ظواهر عابرة ، والصحيح أن القطاعات المسيطرة على رأ س الما ل هي الأمبريالية الرأسمالية .
- وتعرض العالم لأزمات مالية متكررة تعكس أزمة حقيقية في الأقتصاد العالمي وهو فعلا أنحراف مالي أدى إلى شلل النمو والبنية الأنتاجية وركود نسبي في الأنتاج .
- تراجع مداخيل العمال وأرتفاع نسبة البطالة والمزيد من الهشاشة الأجتماعية وتعميق الفقر في دول جنوب الكرة الأرضية ، وأضمحلال ثروات الكوكب بشكلٍ تدريجي واضح فالد ول الغنية يسكنها 15% من سكان العالم تستحوذ على 85% منن ثروات الأرض .
- ويشير المؤلف أن خلال العقدين من القرن العشرين بدأ الخطاب النيولبرالي بالتعثر فخلال بضع سنوات تأكل أكثريات التجمعات الرأسمالية وتضخمت بأنهيار الأسطورة السوفيتية .
- ويقول المؤلف في الفصل السادس من الكتاب : { ما نشهدهُ اليوم من علامات مؤشرة على تهالك الرأسمالية وضرورة أنتهاج الأشتراكية كضرورة موضوعية للأنسانية برمتها أن أنتهاج الطريق هو أنتقال طويل لا مجرد بناء منجزللأشتراكية هنا وهناك ، وأولى ظواهر التهالك : هي تلك الآثارالبعيدة المدى للثورة العلمية والتقنية الجارية ، وثاني ظواهر التهالك : أنهُ لم تعد الأمبريالية الجماعية الفاعلة على مجمل النظام العالمي تسمح بمتابعة التطور الرأسمالي والتابع لعدة أطراف } .
ويضع المؤلف بعض الحلول الموضوعية للوضع الراهن :
أعادة أيجاد تنظيمات مناسبة وكافية من العمال ، ممارسة ديمقراطية لها علاقة وطيدة ومؤثرة بالتقدم الأجتماعي وسيادة الشعوب ، التحررمن فايروس أسطورة تمجيد الفرد بل المطلوب البديل الجماعي المشارك الفعلي في العملية السياسية ، رفض أنماط الحياة المرتبطة بالرأسمالية البطريركية الذكورية والنزعة الأستهلاكية المتجهة نحو تدمير الكرة الأرضية ، التحرر من ملف شمال الأطلسي ذات النزعة العسكرية الملازمة لهُ التي ترغم الشعوب بقبول ( الأبرتهايد ) للتمييز العنصري على الصعيد العالمي ، السيادة الوطنية على الأسواق المالية والنقدية والأشراف المباشر على التكنلوجيا الحديثة ، تغيير مسار أحتكار ( منظمة التجارة العالمية ) التي هي تحت السيطرة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية ، أممية العمال والشعوب تمثل الضمانات الوحيدة لأعادة بناء عالم آخر أفضل متعدد الأقطاب ديمقراطي الذي يقدم بديلا وحيدا لبربرية الرأسمالية المتهالكة من أجل أشتراكية القرن الواحد والعشرين هو المطلب الرئيسي الضروري للشعوب في هذه الظروف المعقدة والآيلة إلى التهالك وحسب رأي المؤلف : يجب أن يصبح الهدف الرئيسي هو النضال من أجل تأسيس جبهة أممية من العمال والشعوب لمواجهة زحف الرأسمالية الأمبريالية .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في تموز2023
نسخة منقحة يرجى أعتمادها



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرلءة في الفكر الأقتصادي للدكتور - سمير أمين - ومنجزهُ ( ما ...
- قراءة فلسفية لكتاب ( نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية ) لف ...
- الأقتصاد العراقي والتنمية المستدامة
- عالم الغموض والجريمة المعقدة في روايات - أجاثا كريستي-
- حمى تفاقم الكابوس المقلق ( للمخدرات ) في العراق /غثاثة ومخاض ...
- التراجيديا المأساوية في رواية - ساعة بغداد - للروائية شهد ال ...
- النفط العراقي ---- إلى أين !؟
- في ذكرى وفاة - السياب - --- رائد تجديد الشعر الحر ومؤسسه !؟
- قراءة حداثوية في كتاب عصفور من الشرق للروائي - توفيق الحكيم ...
- الديستوبيا في أدبيات الروائي المعاصر - جورج أورويل !؟
- الفنتازيا في أدب الرحلات في رسالتي الملهاة والغفران - بدراسة ...
- أفكار ورؤى - ماركريت ميتشل ------في روايتها - ذهب مع الريح
- رواية الأخوة الأعداء ---وعوالم ديستوفيسكي بقراءة مغايرة !؟
- خواطر مواطن في الأنتخابات السويدية
- منهج الكاتبة والروائية الأنكليزية - أجاثا كريستي - في الكتاب ...
- فنان مبدع من بلادي---- جلال كامل في بحيرة الوجعّ؟
- قمة جدة للأمن والتنمية --- وماذا بعد ؟1
- ماذا يعني لك الآيباد ؟!وأنت في زمن العصرنة الحداثوية
- ملامح تفاقم مشكلة التصحرفي العراق !؟
- تجربة الفنان الراحل - رشيد عباس العلي- تحكي إنهُ كائن حي !؟


المزيد.....




- من مقاتل في -القاعدة- إلى قائد الفصائل المناهضة لنظام الأسد. ...
- سوريا.. ما حقيقة التسجيل الصوتي لتنحي بشار الأسد عن الرئاسة؟ ...
- مقتل 5 إسرائيليين في حادث مروع في المغرب
- زيلينسكي يشارك في إحياء ذكرى الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا ...
- قديروف يستقل مدرعة -برادلي- الأمريكية في غروزني (فيديو)
- رئيس ائتلاف -النصر- حيدر العبادي: العراقيون لا يخافون المناز ...
- أبرز تصريحات الرئيسين الجزائري والجنوب إفريقي
- مصر.. عرض مسلسل يتحدث عن جريمة مروعة وأسرة الضحية تعلق
- الأمن الروسي يفكك عصابة كولومبية حاولت تهريب 570 كغ من الكوك ...
- مراسلتنا: غارة من مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة تتجه من بلدة ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الجبار نوري - قراءة في الفكر الأقتصادي للدكتور سمير أمين ومنجزه --- ما بعد الرأسمالية المتهالكة