أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحلقة الأخيرة من رواية عتيق















المزيد.....

الحلقة الأخيرة من رواية عتيق


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7815 - 2023 / 12 / 4 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


حنين للغد
كل الناس يأخذها الأشتياق للماضي بأشخاص بأحداثه بذكرياته ، بكل ما يشد الإنسان إليه... إنه الحنين للروح حين تبحث عن ذاتها بين ركام الحاضر وأطلال الخراب.. قد يكون الحنين أيضا مرتبط بلحظات صنعتنا... كونتنا.. صاغت الخطى لما نحن فيه... كل ما تقدم الإنسان بالعمر وذاق مرارة الحاضر زاد حنينه لتلك الخوالي من الأيام... إلا أنا فحنيني يعمل بالأتجاه المعاكس... إنه الحنين للمستقبل الذي أرسمه كل يوم على أمل أن أعيش لحظاته قبل المحطة الأخيرة من رحلتي.
لا أتذكر من الماضي شيء ولا أريده أن يعود، ولا حتى أفكر في أن ارى حتى لحظات السعادة... تقول أمي من فاتك لا تسأل عني فلا أنت تعود له ولا هو من الممكن أن يلحق بك... لكنه سيشوش عليك الطريق... أذهب دوما للأمام ستجد ما تحب وما تريد أن تحب... هذه الدنيا طريقها طريق واحد أوله حيث تضع خطواتك وأخره أماك.... فكن كبير الأمل وطويل الخطى لتمنح نفسك حرية أكبر في صنع ما تريد...
السعادة هي أن ترسم مستقبلا كناطحة سحاب..... وتحاول أن ترتقي السلالم معتمدا على فكرة أنك ستجد جائزتك "الحلم المستحيل" في أخر طابق يمكنك الوصول إليه... لذا أحببت عتيقتي... بجنون العقلاء منذ أن رأيتها تقبل نحوي... تتفحص الطريق بعين وتنظر لي بعين أخرة... خجل على حياء وخوف مشوب بمتعة التعرف على غريب...
لمحتها بسرعة ربما هي المرة الأولى التي أستجمع قواي القلبية لأرحب بسيدة من طراز أخر.... طراز غريب عني ربما لأنني لم أخالط منهم من قبل إلا لضرورات العمل .... كلما أنظر بعينيها أبحث عن وجه الغرابة فيها وأنا أتصورها ناطحة السحاب التي ستكون فيها جائزتي يوم غد... البعض لا يفهم كلامي.... حتى هي تتعجب أحيانا من أني كثير التفاؤل في "الغد".... بالرغم من لا دلائل على أن الغد سيكون مختلفا عن أمسي... تعلمت أقاتل لوحدي وأحيانا بدون سلاح لأنني لا أريد أن أذوق بعضا من هزائمي القديمة.
السيدة عتيقتي
التي تحمل الكون في أحشائها
خائفة
تسبح في دائرة الخوف
لكنها لا تغرق
تمسك بأهداب الأمل
هكذا علمتها
أو ..................... تدور
في دائرة الفرح
لنبني شمسا للغد وجنة
وقصيدة عشق نتركها إرثا للمحبين
وعندما تتداخل الدوائر فينا
ونضطرب
تضيق أحلامنا في ماضينا
لتهاجر للغد
فلا شبابيك في ديرتنا
تطل على الغد
إلا حبنا المطل على الفضاء الكبير
أو حين تسرق من الشمس
ضياء
لتعطينا....
قالت لي مرة... الحقيقة أنها تقولها في كل مرة ...."أيها المجنون العتيق"... سأسير معك في الحلم حتى تتحقق كل أحلامك فيه... لعل قلبك يخشع مرة ويضيفني لسلسة أحلامه باللقاء .... أسعد ويسعد اللقاء ....
يوم أضافتني بسمة على شفتيها شعرت أن الكون هذا الذي نصفه دوما بالقبيح .... وأحيانا بالوحشي ليس هو كما نعرف... إنه عالم حميل مليء بالرومانسية شفاف معطر ودود.... فيه يمكنك أن تشرق من حيث تريد الحياة أن تكون مشرقا...لا وجود لشيء أسمه غروب... في عالم عتيقتي النهار يعمل طول اليوم بلا كلل بلا ملل بلا راحة وهو سعيد... لا يدع لليل أن يحل إلا حين نأمره نحن.... هكذا رأيت أبتسامتها وكتبت لها ... أن الله قد حرم عليك أن تحزني أو تلقي الوجد على ملامح وجهك... وأقسمت لها أنني رأيت مكتوبا في صحف الأولين أن أسمها الحقيقي باسمة.
قبلتها في شفتيها تعبيرا عن تقديسي لتلك الابتسامة الرائعة التي طرز بها ربي عالم المحبين... وشكرت الله أنه ما زال يرسل لنا الجمال دون توقف... أيها الرب المحب شكرا ... شكرا لك لأنك مصدر الجمال ومصدر الحب ومصدر النور الذي يفيض بأرواحنا حتى صارت الصحارى جنائن مبسوطة لنقيم لك فيها جنة عدن التي وصفتها لمحبيك.
أرسلت لها رسالة بيد ساع بريد أمين حينما أرادت أن تختبر غيومي........ هل فيها مطر؟ أم أنها مجرد غيوم تمر في سماءها؟... قلت لها في رسالتي معاتبا " تركت بعض من ذاكرتي على رصيف مجاور شباك غرفتك، التمس لها الاعذار في كل مرة اعود لاتفقدها واشم بعض من عطرك" فأكثري منه حتى تلبس الدنيا ثوب زفافها لي وتقول لي نعيما أيها العريس القادم من بحر العطور الملائكية.
لم ترد كعادتها ما زالت ترى أني بحاجة للكثير من الأعترافات حتى أنال رضا قلبها... اعرف تماما أن قلبها كلما سمع حروفي تقطر عسلا في أذانها... يرقص كمجنون في خلوته وحيدا... يحتفل بحريته التي أشتراها بالبعد عن الناس... قلبها صديقي الوحيد عندها... كلما خاطبته من بعد يجيبني... رغما عنها....... ورغما عن كل المسافات والخوف، وأحيانا عدم الرغبة في الصعود معي للقمر.
تعرفين من أين يصعد الناس
في قطار الريح؟....
ليذهب بهم بعيدا نحو أخر المدى...
تعالي
هذه كفي
فيها تذاكر السفر....
وعلى ذراعي ستعومين كحورية
لنقطع بحر الأماني
بعيدا وبعيدا جدا......
حيث لا عيون ترقب
ولا سيف يشهر في وجهي
وأنا أركب سفينة التاريخ لنرحل
نحو القدر...
هناك عند ناصية العالم الكبير
وحيث لا بشر
لا جنة غير جنتنا
ولا نار غير نار الشوق
تعالي مدي يدك
لا تخافي الغرق.....
كنت أنتظر قرارها بالرحيل نحو مرافئي.... قرار صعب حقا بكنه ضروري جدا... لم يعد نطيق الأنتظار.. وحتى الكلمات لم اعد تحمل أشواقنا كما كانت تفعل...
لذا أنا قررت أن أحمل حقيبتي على ظهري وأنتظرها خارج أسوار المدينة منتظرا أن تأتي بها قافلة المشاعر... أدركت أن البقاء خلف الحروف والكلمات لا تجدي نفعا في زمن الواقعية المفرطة... جهزت مركبي وتجهزت لرحلة العمر القادمة مع حبي وعتيقتي وسر أحلامي التي صارت تتوالد كأرنبة غي مرج أخضر لا تكف عن متعة التفريخ..
رأيتها في باب دارها تقدم خطوة وترجع خطوة حائرة بين الشروع وبين الرجوع... لا شيء يمتعها كما لا شيء بقول لها أبق... قلبها يدفعها للخروج وملامح الخوف من المجهول تجرها كعربة ثقيلة للوراء...
ما زلت أنتظر.... كلما شممت عطرا قادما من بعيد أخذت سجادتي لأصلي للرب ... وهكذا صرت عابدا ناسكا رغم أنفي... وما زالت الريح كل يوم تحمل عطرها وأنا في لجة الشوق يتيم في ليلة عيد...
..............................................................
في صباح الصباحات أشرقت الشمس مرتين في آن واحد
هي والله
هي التي حلمت في ليلتي التي مضت أنها تحمل قلبي بيديها لتعيده مكانه بعد أن تم أسره مرغما عنه... لكنه كان أسعد قلب بيد أسره ومؤسره...
هي قد جاءت... ولم تغيب الشمس من يومها حتى عندما نستضيف المساء .. تجلس الشمس بقربنا تتعلم منا الهمس الدافئ والحنين إلى الغد....
إنها الأن ملكة تقود شعبها نحو الغد... وأنا سعيد لأني كل شعبها أنا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- أخطاء القضاء... في تطبيق القانون وأنتهاك الدستور ح1
- أخطاء القضاء... في تطبيق القانون وأنتهاك الدستور ح2
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- عنوان الموضوع: دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القا ...
- دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والش ...
- ما نفهم من الله؟ وماذا فهمنا منه؟. ح1
- إلى مخبول....
- أغاني الفقراء.... أهات الزمن
- علم أم لم يعلم ....... سيان
- وما أدراك ما حديث غزة


المزيد.....




- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الحلقة الأخيرة من رواية عتيق