أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة _الميزان الديمغرافي














المزيد.....

الحرب على غزة _الميزان الديمغرافي


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف أن مصير دولة الاحتلال يعتبر مسألة وجودية تاريخية تزداد خطورة بمرور الزمن بسبب الميزان الديمغرافي الذي يميل لصالح الشعب الفلسطيني ما أربك دولة الاحتلال. لذلك فإن الحكومة وتحديدا حكومة اليمين عملت بكل طاقاتها خلال السنوات الماضية على مشروع تحت مسمى الدولة اليهودية الهدف منه صنع أغلبية يهودية عن طريق تكثيف بناء المستوطنات واستقدام آلاف اليهود من أنحاء العالم إلى فلسطين، كما سعت إلى زيادة عدد سكانها عن طريق السماح لمجتمعات ذات علاقة باليهودية بالمكوث في ما تسمى بإسرائيل وتوطيد العلاقة معها وتعليمها اليهودية واللغة العبرية وفي المقابل التقليل من عدد الفلسطينيين. لكن ما حصل بتاريخ ٧ أكتوبر في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على رأسها كتائب القسام بقيادة حماس على غلاف غزة، خيب آمال حكومة اليمين في قلب الميزان الديمغرافي لصالحه ،حين بدأ المستوطنون بمغادرة دولة الاحتلال بالآلاف في هجرة عكسية بسبب استهداف المستوطنات والمدن على رأسها مدينة تل الربيع وهذه الهجرة متوقعة من شعب جاء أصلا من الشتات ولا يرتبط بأرض فلسطين بأي جذور عدا تلك الهشة التي اصطنعها الغاصب له. ما نتج عنه جنون العدو واستهداف قطاع غزة بالقصف المتواصل بالطائرات حيث قيل بأن ما ألقي على القطاع يعادل ثلاثة قنابل ذرية. متذرعة بأنها تقصف الأماكن التي تتوقع تواجد المقاومة بها..والمتتبع للحرب على غزة يجد بأن لا شيء قد سلم من القصف اليهودي لا البشر ولا الحجر. فقصفت المنازل والعمارات المدنية والمدارس والجامعات ودور العبادة مع أن القانون الدولي يوفر الحماية لهذه الأماكن بحسب اتفاقيات جنيف. ووصلت بهم الوقاحة إلى قصف المستشفيات التي تحظى بحماية خاصة حسب اتفاقية جنيف الرابعة ومحيطها وارتكاب المجازر فيها حيث أنها تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين مثل ما ارتكبته في المستشفى المعمداني ومجمع الشفاء الطبي والأندونيسي والرنتيسي وغيره. وبهذا تكون قد خرقت القوانين الدولية التي تجرم قصف المستشفيات العسكرية فكيف وقد تعدت دولة الاحتلال وتجرأت على قصف مستشفيات مدنية! غير أن دولة العدو لا تأبه بكل القوانين والأعراف فهي الطفل المدلل الذي لا يطاله العقاب.
ما فعلته هذه الدولة لا يعني إلا شيء واحد وهو استهداف المدنيين وخاصة الأرحام التي تحمل وتلد الأطفال الذين سيغدون بعد سنوات شبابا وربما في صفوف المقاومة. يبدو بأن العدو يرى بالفعل في كل طفل فلسطيني جيشا كاملا سيلاحقهم إلى أن يسترد أرضه. إذن الهدف أصبح واضحا وهو التخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين عن طريق الإبادة الجماعية وخاصة شريحة النساء والأطفال. وترهيب من بقي حيا ودفعهم نحو صحراء سيناء وبالتالي إخلاء غزة من أكثر من مليوني شخص بالتالي يتم تعديل الميزان الديمغرافي الذي يربك حكومة اليمين. والهدف الثاني التخلص من حماس التي تقلق راحتهم وتسلب النوم الهادئ من عيونهم بمقاومتها.
لكنها أضغاث أحلام فلا أصحاب الأرض سيغادرون ولا حماس ستغيب ولا النساء ستتوقف عن الإنجاب فالجذور عميقة متشبثة بالأرض تشبث تاريخها العريق.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_ازدواجية المعايير
- رواية فاطمة
- رواية موعد مع الشيطان
- قراءة نقدية على رواية الكرملي للكاتب سميح مسعود
- رواية حياة للكاتبة صفاء بيدس
- رواية أم أسعد للكاتب سميح مسعود
- رواية آرام للكاتبة فاطمة هلالات
- ربطة عنق للكاتبة براءة أيوبي
- مقدمة لمجموعة أنين الرمل
- القبض على الهوية في أوراق المنفى
- تعرية المسكوت عنه في لعبة الدوائر الفارغة رواية للكاتب العرا ...
- مقدمة لديوان رذاذ الحنين للكاتب الفلسطيني فايز حميدي
- 77 خريفا رواية ترفض النمطية للكاتبة فاطمة هلالات
- الكاميرا تشرق من القدس للكاتب والناقد سليم النجار
- الاتجاه الواقعي في مسافة أمان/مجموعة قصصية للكاتبة السورية ه ...
- الثنائيات الضدية في مدارات امرأة مجموعة قصصية للكاتب الفلسطي ...
- تعدد الأفكار وسوداوية الواقع في رواية فضاء ضيق للكاتب العراق ...
- استشراف المستقبل في رواية فلسطين 2032 للدكتور المصري عصام مح ...
- تجليات القيم الإنسانية في رواية الحرب التي أحرقت تولستوي للك ...
- المفارقة في وخزات نازفة للكاتب هاني أبو انعيم


المزيد.....




- حادث غريب يفضح سائقًا ويورطه مع الشرطة.. والصدمة مما وجدوه ف ...
- برج جديد في دبي بكلفة 1.6 مليار دولار يجسد الطموح العقاري نح ...
- هل تتحدث أثناء نومك ولا تعرف ما الأسباب؟
- بعد وقف برنامج جيمي كيميل.. ترامب يقول إن شبكات البث تخاطر ب ...
- هيندل يؤسس حزب -الاحتياط- في إسرائيل: خدمة إلزامية ولجنة تحق ...
- المتظاهرون يتجمعون في القدس مطالبين بإنهاء الهجوم على غزة
- المتظاهرون يتجمعون خارج استوديو جيمي كيميل بعد تعليق العرض
- توقيف مشتبه به في هجوم باريس 1982.. وماكرون يشيد بتعاون السل ...
- برلين تجدد عزمها -إصلاح- دولة الرفاه وسط صعود المعارضة الشعب ...
- ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية هو -أفضل طريقة لعزل حماس-


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة _الميزان الديمغرافي