أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديعة النعيمي - 77 خريفا رواية ترفض النمطية للكاتبة فاطمة هلالات














المزيد.....

77 خريفا رواية ترفض النمطية للكاتبة فاطمة هلالات


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


من إصدارات دار وائل للنشر والتوزيع/عمان/2021

قراءة بديعة النعيمي

أمام خسائرنا العربية وواقعنا المتصدع وفكرنا المأزوم ،خرجت فاطمة هلالات ب 77 خريفا من الحنق والحزن. حاولت تجربة تقنيات جديدة تعبر عن هذه الواقع وعن فئات مجتمعه المهمش المحبط فانتقدت الفساد ،الواسطات،المحسوبيات وسياسة القطيع التي تطبق على الشعوب والسياسات المضللة وقامت بمساءلتها جميعا وفق نظرية جدلية مكنتها من تحقيق إنجازات فنية وفكرية جديدة رافضة من خلالها حدود سايكس بيكو والضعف العربي، معترضة على ضياع فلسطين وما حدث في دول الخريف العربي.

والمتلقي لرواية 77 خريفا يجد بأن الكاتبة قد خرجت عن المألوف عن طريق إعادة تأسيس معايير بديلة ونظرية جمالية مخالفة ،نابعة من رؤيتها ونمط وعيها بالعالم على أمل إنتاج يرفض النمطية وينشد الجمال ويقوض الثوابت الساكنة الجامدة وخصوصاً أن الحراك المستمر للواقع لا بد أن يوازيه تحول دائم في بنى الفنون بأنواعها وخاصة الفنون الأدبية. فالعالم يتغير من حولنا ويتبدل، فلم لا تتغير النظم الشكلية والجمالية للرواية؟.

والرواية كما يرى باختين "النوع الأدبي الوحيد الذي لا يزال في طور التكوين ،والنوع الوحيد الذي لم يكتمل".
وما لم تطوع الرواية تقنيات السرد فإنها لن تمسك بنبض الحياة الفائق السرعة.وبالذات أنها الشكل الأدبي الأكثر تكيفا وتأقلما مع مظاهر التغير والتحول. والمجال مفتوح أمام الروائيين لارتياد مختلف السبل وتجريب الأشكال وأرى بأن فاطمة هلالات سعت إلى مثل هذا التجريب في روايتها 77 خريفا. والتجريب كما يرى صلاح فضل هو قرين الإبداع لأنه يتمثل في ابتكار طرائق وأساليب جديدة.

وأرى بأن ما قامت به فاطمة هلالات في 77 خريفا كانت قد ظهرت بوادره في مرحلة الستينات عندما عمد الروائيون إلى المزاوجة بين السرد والشعر ضمن ما يعرف ب "بتراسل الأجناس الأدبية" وهذا ما جسده إدوار الخراط من خلال كتابه "الكتابة عبر النوعية" من خلال دعوته إلى تجربة نوع جديد ( القصة/ القصيدة).

كما ذهب "محمد سالم الأمين" في كتابه "مستويات اللغة في السرد العربي المعاصر" أن عدول الرواية إلى لغة الشعر انزياح فني الهدف منه تكثيف الدلالة ومنح الأصوات مساحات ملائمة لكي يعرض كل منها وجهة نظره. كما ويضاف إلى ذلك أن كتابة الرواية بلغة شعرية يسم هذه اللغة المعبر عنها بطابع الإشكالية ويحطم التراتبية الكلاسيكية في الأنساق التعبيرية.

وقد دخلت الكاتبة هلالات بكل جسارة في هذه المجازفة الأدبية بالرغم مما تعرضت له مما يسمى "إرهاب نقدي" مع أن هذه المجازفة كانت يجب أن تحسب لها لا عليها.

والمتلقي لرواية هلالات يجد بأن امتزاج اللغة السردية باللغة الشعرية شكل إيقاعا جديدا للنص ،عكس اغتراب الذات الكاتبة وما يرافقها من إحباط ويأس. وفاطمة تبحث عن الهوية الضائعة التي غيبتها سايكس بيكو فنجدها على لسان البطل ص103 تقول( وما عدت أريدك أن تكف عن منفى من الهروب من الخطوط التي سجنتني بها منذ مئة عام). ولا تكف عن الشعور باغتراب الذات في أوطان ضاعت كرامتها ،أوطان اعتزلت الحضارة ولم تعرف منها شيئا.أوطان تبحث عند فاطمة عن تلك الكرامة المغيبة عند كل غروب على مقاعد مهملة على هوامش التاريخ.

في رواية 77 خريفا غابت أسماء بطليها.
رجل وامرأة كلاهما متشظي ويحمل بداخله هما يتجه بالرواية نحو كلمات كابوسية تعكس واقعنا العربي. يلتقيان في حديقة مجهولة المكان، هي تأتي كل غروب تجلس على مقعد مهمل وهو ينزل من كهفه أو صومعته المزمعة إلى تلك الحديقة. جسدان لا نعرف ماهيتهما أو رمزيتهما لدى الكاتبة ،يلتقيان ،يتحدثان ويديران أحداث الرواية ويبحثان تارة في أمور كبرى عن أوطان مزقها الاستعمار ودسائس لا زالت تدار وتارة أخرى يخوضان في طبائع البشر والقيم الإنسانية لما يرقبانه من حولهما. اثنان لكن كأنهما واحد لا ينفصل وبنفس الوقت يبحث عن الآخر ويفتقده ولا يكتمل إلا به. في أماكن مجهولة وهذا بحد ذاته اغتراب،، لزمن قد يكون أحيانا معلوما وهو زمن جائحة كورونا.

رواية تسائل المسكوت عنه عن طريق لغة تدفع بالقارئ إلى جو من الدهشة بسبب اختراقها للمألوف عن طريق لغة انزياحية فالطابع الشعري يلف الرواية وهذا التداخل بين البنية الشعرية والسردية ينتج لغة مغايرة يصعب القبض على مدلولاتها ،تنفتح على رؤى جمالية متعددة وهي بهذا من النوع الذي تتداخل فيه الأجناس الأدبية كما ذكرنا سابقا.

ومن هنا أدعو الكاتبة أن تتبع جبران خليل حينما قال لمن استهجن إبداعه" لي رواياتي ولكم روايتكم".

ومن هنا أدعو النقاد إلى دراسة موضوعية وعلمية للرواية لما فيها من محاور لا زالت بحاجة للكثير من التمحيص.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاميرا تشرق من القدس للكاتب والناقد سليم النجار
- الاتجاه الواقعي في مسافة أمان/مجموعة قصصية للكاتبة السورية ه ...
- الثنائيات الضدية في مدارات امرأة مجموعة قصصية للكاتب الفلسطي ...
- تعدد الأفكار وسوداوية الواقع في رواية فضاء ضيق للكاتب العراق ...
- استشراف المستقبل في رواية فلسطين 2032 للدكتور المصري عصام مح ...
- تجليات القيم الإنسانية في رواية الحرب التي أحرقت تولستوي للك ...
- المفارقة في وخزات نازفة للكاتب هاني أبو انعيم
- صورة المرأة في إيفا مجموعة قصصية للكاتبة وداد أبو شنب
- التعايش قيمة منهارة في رواية اللجنة للكاتب المصري صنع الله إ ...
- ظاهرة الاغتراب في كحل مريم/ قصص قصيرة للكاتب السعودي حسن الش ...
- تجليات العاطفة في رسائل نازفة للكاتبة السورية هند يوسف خضر
- التشظي والانشطار في رواية الشظايا والفسيفساء للراحل مؤنس الر ...
- المكلن ودلالته في رواية حيوات سحيقة للكاتب يحيى القيس
- القلق الوجودي في رواية الهامش للكاتب خالد سامح
- صورة المرأة في رواية جوهرة والبيت الكبير للكاتب الجزائري علي ...
- النزعة الإنسانية حبال متينة تشد أركان العمل الفدائي في رواية ...
- تحليل مسرحية موتى في إجازة للكاتب حسام الرشيد
- تمزق الهوية وفقدان الذات في رواية حياة ترف_ظل بديل للكاتبة ا ...
- تشظي الذات في رواية أميرة بنت تونس للكاتب العماني عادل الحمد ...
- حضور فلسطين في المجموعة الروائية بيت رحيم للكاتب إبراهيم غبي ...


المزيد.....




- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديعة النعيمي - 77 خريفا رواية ترفض النمطية للكاتبة فاطمة هلالات