أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمراني - الوطنية والجراثيم














المزيد.....

الوطنية والجراثيم


حامد الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في طريق البياع – الكاظمية وبسيارات " الكيه " يحلو الكلام" ومش حتئدر تسد ودانك ولا تغمض عينيك " وانت تسمع وتشاهد التهجم على كل شىء ، الحكومة والمتغيبين عن جلسات البرلمان ومساوىء الاحتلال وعلاقته بالارهاب واعدام صدام والمصالحة مع ؟ ورفض التصريحات في الفضائيات واشياء اخرى لا يعرفها اصحاب السيارات المارسيدس او الاوبل .
وفي " الكيه " يتكلم الجميع بصوت عالي فلا احد يخاف من احد ، والكل يهاجم ولا احد يجرؤ ان يدافع عن الحكومة او الاحتلال القومي او الارهاب متعدد الجنسيات او الفضائيات مدفوعة الثمن ، فكل له اخطائه واثامه الا المواطن فهو الذي يتحمل بدمه الخطة الامنية الفاشلة وبتهجير عائلته عدم ما يسمى بالتوازن وبمستقبل وطنه مشاعر القلق لدول الجوار " ولسان حاله يقول " كومه احجار ولا هالـ "..
كان الحديث مستمرا فانا لم اصعد من بداية البياع ولكني سمعت المرأة التي تجلس بجانبها تقول لها ام صبحي ، عندما قالت ام صبحي " اذا ماكو وطنية .. فان كلشي سيكون مصيره الفساد " وام صبحي يناهز عمرها الثمانين ، وهذا واضح من التجاعيد التي حفرت وجهها ، ومن خلال العصى الملاصقة ليدها اليمنى ، وظهرها المقوس حتى ان راسها يكاد يلتصق برجلها ، ولكني اخفيت تعجبي ، امرأة بهذا العمر وتستطيع ان تشخص انعدام الوطنية في ظل الصراع السياسي في العراق وان تفرز واحدة من اهم نتائجه المهمة وهي الفساد في كل شىء ذلك ما شد انتباهي للحاجه ام صبحي وهي تدلي بتصريحاتها امام" الكيه" وعلى الهواء مباشرة ..
وقلت في نفسي من اين لها هذه الرؤيا التي تنم عن ثقافة واسعة ؟ مستحيل ان تكون هذه المرأة خريجة جامعة بغداد في العلوم السياسية ، ومستحيل اتخيل ان لها الوقت الكافي لرؤوية قناة الجزيرة او المستقلة جدا ، وبعد دقيقة او اكثر قالت زميلتها وهي تحاورها " اذا استمر الحال بدون وطنية ، فاننا سنموت بالتلوث والجراثيم .. فاجابتها ام صبحي بتلقائية وعلى الهواء مباشرة "سيتسمم كل شىء " .
وكنت متعجب بام صبحي واذا زميلتها اشد تحليلا ومنطقا وزادتني حيرة وتساؤل وفضول .. وقلت فعلا اذا انعدمت الوطنية اكيد سيظهر على الساحة السياسية اناس ملوثين وحسنا اذ وصفتهم زميلة الحجية ام صبحي بالجراثيم ، فان الجراثيم تتناسب عكسيا مع النظافة ، والنظافة السياسية تعني النزاهة ، واذا انعدمت النزاهة دب الفساد في كل شىء ، .. وفي بلد مثل العراق حيث تختلط الاوراق بالدفاتر ، والدفاتر بالاوراق ، وتصبح كل مائة ورقة تشكل دفتر في نظر الاخوة " العلاسه "، وتصبح الدفاتر ليس لكتابة الدار دور في المدارس الابتدائية وانما يبيعونك بها عند الضرورة ، فان فرز ما هو عميل وما هو اصيل وبين من هو وطني وبين من هو "نكري " من الصعوبة بمكان .. ولكني بقيت ياخذني الفضول والاستيحاء ماذا تعني ام صبحي بالوطنية وانعدامها هذه الايام ؟ هل لديها ملاحظات على الانتخابات او البرلمان او بعض التصريحات شديدة الانفلاق ؟ هل ان وجود القوات المحتلة يؤرقها ام الفوضى التي اوجدتها "الما ادري شنو" ؟ هل هي مع العفو العام بعد ان الصبح قتل العراقيين عاما ؟
وواضح ان ام صبحي ليس لديها تحسس طائفي ، وهي لا تؤمن بالحرب الاهلية كعامل سريع لانهاء العنف ، انها تتكلم بعفوية وتقول ان انعدام الوطنية سيزيد الامور سوءا ،
ولكن هذه الرمزية وعدم التوضيح جعلاني اتحرق شوقا الى التفاصيل ، وانا ادري ان امرأة بعمر ام صبحي لا تخاف فرق الموت ولا من الفرقة القذرة ولكنها احتمال كانت تخاف من الفرق الحزبية ايام زمان ،
ولكني عرفت ولو متاخرا ماذا تعني ام صبحي وزميلتها بكلمة الوطنية
عندما قالت الحاجه ام صبحي " المشكلة الكهرباء الوطنية ماكو ولتر البانزين غالي، وشراح يصير بالاكل الي بالثلاجه ، الله اعلم ..
ولكني اخفيت بلادتي وغبائي وبدلا من الاعتراف بعدم فهمي قلت في الكيه وايضا على الهواء مباشرة على اساس اني فاهم كلشي " حتى اذا اكو وطنية .. منو يخليها تشتغل " .



#حامد_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة العراقيين المهددين بالتقتيل والتهجير والتفخيخ
- بحوث عشائر المريخ
- مشروع الثلج المتوسط الكبير
- الامن مقابل الاحتلال
- بدلا من ان تلعن الظلام ازرع عبوه
- من سياكل المعجون ؟
- ممنوع المقاومة لاغراض الصيانة
- العجل والفجل والسيارات المفخخة
- ليلة القبض على الدجاج
- انا والحكومة وزواج صديقي
- التفسير العصري لتصريحات الرئيس المصري
- الجريمة والدجاج
- انفلونزا الارهاب
- ابن احجيم مرة اخرى
- الحسين يُذبح من جديد
- الحسين والصحف الدنماركية
- عاجل من العراق
- الفيلسوف جلوب لعيبي والمربع الاول
- الف تزوير ولا صدام واحد
- احذروا القائمة 17/7/1968


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمراني - الوطنية والجراثيم