موجز تاريخ المغرب العربي

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)

الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شهدت بلاد المغرب العربي شأنها شأن بقية الأصقاع التي كانت تحت حكم العباسيين ظهور دول أو حتى دويلات كترجمة حقيقية لوهن السلطة المركزية في بغداد التي ورثت كل هذه الولايات عن الدولة الأموية.

فكانت تظهر دولة بعد أخرى أو تنشأ دولة صغيرة في أحضان الأولى ثم ما تلبث أن تستغل مظاهر الضعف والوهن والصراعات اللاتي تدب في أواصر الأولى و تستولي عليها أو على جزء منها فيما تتولى دولة أخرى ناشئة مهمة السيطرة والإستيلاء على الأجزاء الأخرى وهكذا دواليك.

ولكن بالنسبة لتاريخ المغرب العربي الإسلامي فلم تحز دولة فيهم من الإتساع والقوة ما بلغه الموحدون على الرغم من أنهم كان معروف عنهم تشددهم وتزمتهم وعنفهم وازدراؤهم لغير المسلمين.

وهنا نتناول التاريخ المختصر لأهم الدول التي حكمت المغرب العربي والذي يتشكل من كلآ من المغرب الأدنى وهو ليبيا وتونس والمغرب الأوسط وهو الجزائر والمغرب الأقصى وهو المغرب وموريتانيا ؛ والأخيرة بالإضافة للصحراء المغربية لم تخضعا بشكل واقعي لنفوذ أية دولة من الآتين إلا على يد المرابطين والسعديين فقط وكذلك لم يخضع الشرق الليبي (من منتصف ليبيا لشرقها) لأية دولة من هؤلاء أيضآ حيث كان تقريبآ يخضع للدول الحاكمة في مصر .


وتمثلت أهم هذه الدول التي حكمت المغرب العربي في :


دولة الأدارسة في المغرب الأقصى

دولة الأغالبة في المغربين الأوسط والأدني


ثم حلت محلهما

الدولة الفاطمية التي انتهت سيطرتها تدريجيآ و فعليآ في بلاد المغرب العربي ما عدا الشرق الليبي ما بين عامي 1000 - 1100م


ثم حلت محلها

دولة المرابطين في المغرب الأقصى وجنوب اسبانيا

دولة الزيريين في المغربين الأوسط والأدنى

وخلفتها دولة الحماديين (بني حماد) في المغربين الأوسط والأدنى


ثم حلت محلهما وورثت كامل أراضيهم

الدولة الموحدية المتشددة والمتزمتة والتي اضطهدت
اليهود والمسيحيين.


ثم حلت محلها

الدولة المرينية المتسامحة في المغربين الأقصى والأوسط وشريط ضيق من تونس وساحل ضيق من الجنوب الإسباني وكانت آخر دولة تضم كلآ من الجزائر والمغرب في دولة واحدة ، وبدأ في عهدها زمن الإستعمار باحتلال البرتغاليون لمدينة سبتة عام 1415م ؛ ((والتي نقلت للإستعمار الإسباني بعد ذلك في عام 1668 حتي اليوم بموجب معاهدة لشبونة بعد فصم الوحدة بين اسبانيا والبرتغال 1580- 1640م)) .


الدولة الحفصية في تونس وليبيا


ثم انحلت الدولة المرينية و حلت محلها


الدولة الزيانية أو مملكة تلمسان في الساحل الجزائري.

ثم الدولة العثمانية التي قضت على الحفصيبن والزيانيين في المغربين الأدنى والأوسط.

الدولة الوطاسية في كامل حدود المملكة المغربية الحالية تقريبآ ، وشهدت احتلال اسبانيا لمدينة مليلية المغربية عام 1497م حتى اليوم.

ثم الدولة السعدية في المملكة المغربية الحالية وموريتانيا ومالي والتي منعت الغزو العثماني من الوصول للمغرب الأقصى.

ثم الدولة العلوية حتى اليوم.


الملاحظ أن كل ذلك (( اذا استثنيا فترة الحكم العثماني الإسمي)) تم في فترة زمنية قصيرة نسبيآ من عام 788م - 1666م ؛ فالملاحظ أن متوسط عمر كل دولة من هذه الدول كان حوالي 150 - 200 سنة تقريبآ ، ما عدا بالطبع الأخيرة منهم التي تحكم حتى اليوم.

وتراوحت العاصمة ما بين مراكش وفاس ، ما عدا الأغالبة حيث كانت عاصمتهم في القيروان ، وتلمسان للزيانيين ، وقلعة بني حماد للحماديين ، ومدينة تونس للحفصيين ، وآشير للزيريين.

لم يكن للعباسيين وجود فعلي وحقيقي بل إسمي في المغرب العربي ، بل وخُلعت خلافتهم في زمن الفاطميين و الموحدين .

بعد الغزو العثماني حكمت الدولة العثمانية في المغربين الأدنى والأوسط ولو اسميآ عبر الباشاوات في ليبيا ، والبايات في تونس ، والدايات في الجزائر ، عاش هؤلاء الحكام على التجارة والقرصنة وتجارة العبيد ، وكانت الولايات المتحدة الأميريكية وحتى أوائل القرن التاسع عشر حينما تغيرت موازين القوى تدفع لهم الجزية نظير السماح بالعبور الآمن لسفنها في مياه البحر الأبيض المتوسط ، ثم وصولآ لسقوط هذه الدول تحت الإستعمار الغربي.

الأصول الأولى للصراع والخلافات الجزائرية المغربية الحالية ترجع للخلافات بين قبيلتين انحدرتا من مدينة زناتة الجزائرية بين قبيلتي بنو زيان مؤسسوا الدولة الزيانية بالجزائر وبنو مرين مؤسسوا الدولة المرينية.

#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل