أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الجيل المهذب














المزيد.....

الجيل المهذب


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مذكرات للوزير الأول الفرنسي إدغار فور وفي الصفحات الخاصة بالمغرب "الخبايا السرية لإكسليبان" كان يصف الأجنحة المقاومة داخل الحركة الوطنية المغربية بالعصابة والإرهابيين، وكان هذا الأمر مدغدغا لعواطفي: يعني أحد اجدادي المقاومين (خصوصا جدي من جهة والدتي) هو إرهابي بالمعنى الفرنسي؟
يا لها من مفارقة؟
من الصعب أن يقنعني أحد بأن جدي هذا إرهابي وهو حتى أيامه المئة وأكثر كنا نفتخر بتفجيراته وضحاياه من المستعمر الفرنسي.
إن كان دأب المستعمر عادة أن يصف مناهضيه بما يشاء من أوصاف فإنه كان دأب المواطنين العاديين جدا أن يصفوا هؤلاء بالأبطال وهذا ربما ما نلمسه بغزة الفلسطينية المرهونة بأسوأ استعمار في التاريخ البشري، من الصعب أن تقنع الآن، وكما افترض على الأقل، إنسان هذا القرن المشبع بالحقوق السياسة والمدنية، هذا الإنسان الذي يفرق بين ما هو ديني وما هو سياسي وما هو عقائدي لبناء ما هو حضاري إنساني بكل تلك الأبعاد الدينية، السياسية العقائدية، ببساطة إنسان مدني يومن بالاختلاف والتنوع ويتمسك بالعلاقات العامة ذات الحس المشترك وهذا الأمر في العمق يبني لنفي الدولة كمفهوم أمة يترتب عنه احترام جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأعراقهم واديانهم وثقافاتهم، إن الديموقراطية في العمق هي نفي مفهوم الأمة الذي يقوم على ثوابت معينة
لا أدري لماذا أصف الاستعمار الصهيوني بأسوأ استعمار برغم ان التاريخ حافل بمثل هذه الممارسات ؟ والحقيقة أن السبب يعود إلى المعايير الغربية نفسها: أكبر ديموقراطية في الشرق الأوسط هي "ديموقراطية إسرائيل" وهذا اكبر خطأ يروجه الفكر المهذب المدجن بالخرافات الغربية، لكي تكون ديموقراطية يفترض أن تؤمن التنوع في المنطقة، يفترض الأمر ان عائلات أوربية رحلت بحثا عن الأرض الموعودة أن اتكون في الأرض الموعودة في سلام وطمأنينة: دولة (عائلات أوربية تعلم عائلات "متخلفة" أسس القيم المدنية والديموقراطية وليس أن تعلمهم أسس الضغط على الزر )، لكن الحاصل أن عائلات اضطهدتها الفاشية الأوربية في شخص النازية والموسيلينية هذه العائلات تحولت بفعل ردة فعل غريزية إلى عائلات عدوانية تكره ما دونها . لقد وجدت الأرض الموعودة بالفعل التي أتاحها وعد بيلفور وصدقت بالفعل خرافة أنها الشعب المختار، لا يتناسق الأمران: شعب مختار ودولة ديموقراطية، بالنسبة للشرق الأوسط، لعالمنا نحن المنتمون إلى المنظومة الأخلاقية لهذه المجتمعات: إسرائيل هي دولة العلقة، مصاصة دماء لا أكثر.
ليست المقاومة إرهاب بل عمل وطني بالنسبية نفسها الأنشتاينية لا أتفق أيضا مع حماس ولا أسميها منظمة إرهابية، بل هي منظمة مقاومة للصهيونية النازية الفاشية إنما أختلف معها ف الحسابات ، لا أعرف ما هو الثمن؟
إذا كانت العملية تهدف إلى تحريرسجناء فلسطينيين فالثمن باهظ جدا: أخذ رهائن ومبادلتها بمسجونين مقابل قتل أكثر من 15 الف فلسطيني وهدم المنازل والمستشفيات والمؤسسات: عدد قتلى أطفال فلسطين الذين يشكلون القوة المقاومة المستقبلية يفوق عدد كهول سجناء فلسطين، ودعونا نكون صرحاء ولندع العواطف جانبا. في هذا الصدد إليكم قصة عبد الكريم الخطابي المقاوم المغربي من شمال المغرب: خيرته فرنسا وإسبانيا بين الإستسلام أو الإبادة الجماعية لسكان الريف، فاختار الاستسلام لفرنسا عوض الاستسلام لإسبانيا التي اهانها في معركة أنوال ، الآن بعض المهذبون يعتبرون أنها كان خائنا بينما المسألة كانت حسابية على مبدأ نكران الذات: اختار المنفى عوض إبادة الريف بالكيماوي (الحوار هذا بدأ بعد ضرب بعض مناطق من الريف بالكيماوي وعبد الكريم الخطابي استسلم لفرنسا لتفادي الضربة الكيماوية) .
لمحت إسرائيل في أكثر من مرة إلى تهجير الغزاويين: عملية التهجير في حد ذاتها عملية منافية للديموقراطية والقول هذا موجه للمهذبين دواجن الوطنية الجديدة الذين يسمون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وهي في الحقيقة قديمة تعود إلى زمن التلميح بالصفقة الكبرى بالشرق الأوسط : راسماليون عالميون صهيونيون ساوموا مورسي في التهجير الديموغرافي مقابل كذا ، ساوموا الأردن، لبنان مصر ودول لها تأثير في المنطقة، هل تتذكرون؟
لكن هنا أتناقض؟ نعم وهذا حقيقي وسأعيدكم إلى نص من مذكرات "إدكار فور":
"في أواسط سنه 1954 تمركزت أولى العصابات المسلحه المغربيه بالجنوب المغربي, كما تشكلت في الوقت نفسه مجموعات كوماندو بالشمال, ومع حلول شهر نوفمبر سنه 1954 طلب قاده المقاومه الجزائريه من المغاربه المقاومين أن يقدموا لهم يد العون خلف الحدود المغربيه الجزائريه فيقومون بانتفاضه تدعم انتفاضتهم بوهران. وقد التزم المغاربه لهم بذلك فاستقدموا فرقهم من الجنوب الى الشمال, وأقاموا قياده عامه بتطوان كما تمت االستعدادات لتنطلق العمليات العسكريه يوم 2 نوفمبر 1954 ببركان و مرموشه, لوال أن أحد المغاربه تخلف عن الحضور مما جعلهم يلغون ما تقرر. فانسحبت فرق الكوماندوز في سريه تامه واتجه افرادها ناحيه الريف حيث أقاموا هناك ولم يباشرون عملياتهم اال بعد سنه".
هذا النص بين مزدوجتين لنقطة أثارها وزير خارجية فرنسا في حكومة إدغار، لكن كيف عرف هذا الوزير بكل هذه التفاصيل؟ في خضم هذه المذكرات لإدغار فور سيفصح ببساطة وتلقائية على أحد الأسماء: طالب مغربي بفرنسا له علاقة بالمقاومة.. وسيكون فما بعد هذا الطالب أحد أهم ساسة المغرب .
كم كرهت السرديات الطلابية وبكل تأكيد
في التيكتوك أحد منصات التدجين المهذب، في حوار مفتوح تكلمت فيه أن قضية الصحراء في المغرب خلقت بداية السبعينات لتشتيت طاقة المخزن وليست قضية حقيقة، رد علي أحدهم بسرديات مؤتمرات حركة أوطيم الطلابية ليمخزن المسألة بشكل تبدو قضية حقيقية بدا فيها مدافعا عن مغربية الصحراء .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيوولين! (قلبيات أوالقلب بالقلب)
- سجن في سبيل الله!
- روميو وجولييت الأمازيغيين: -إيسلي- و-تيسليت-
- الإضراب!
- في فلسفة الألوان: ضد -تزميل- المجتمعات الإنسانية
- هل يمكن ان تنجح وساطة عربية أو دولية في حقن العلاقات المغربي ...
- مشكلة الهوية داخلية
- هنيئا للطبقة العاملة في يومها العالمي برغم افتراس وحدتها
- مو عنذا بوالحوب اوا
- ثورة البقر في الرباط
- عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)
- فارس اليانصيب
- من هم سكان المغرب الأقدمون؟
- عودة إلى إشكالية اللغة والهوية
- الأمازيغية حين ترفض بهواجس عنصرية
- شمال إفريقيا وإشكالية التراث
- حول المانعة الثقافية
- الإرهاب الفكري أو الترهيب في الفكر
- الغش في المونديال
- نارجيلة الإخوان لتدخين الإيمان


المزيد.....




- مقارنة بين جيشي الهند وباكستان.. أيهما أقوى عسكريًا؟
- من مليونين إلى 10 ملايين سائح دولي.. ما سر النمو السياحي الم ...
- بموقف مشابه لما حدث مع بوش الإبن.. رشق الرئيس الكيني بالحذاء ...
- إيران تكشف عن الصاروخ الباليستي الجديد -قاسم بصير-
- عاصفة رملية شديدة تغطي بغداد
- الأردن.. فيضانات مفاجئة تضرب مدينة البتراء الأثرية
- القضاء الإداري يؤجل النظر في طعن محمد عادل على منعه من أداء ...
- القسام: استهدفنا دبابتين وجرافة عسكرية بقذائف -الياسين 105- ...
- الفلبيني السائر على نهج البابا فرنسيس... هل ينتخب مجمع الكرا ...
- لهذه الأسباب.. العطلة مفيدة جدا لصحتك الجسدية!


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الجيل المهذب