أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله الحريف - طوفان الأقصى: السياق والانعكاسات والدروس















المزيد.....

طوفان الأقصى: السياق والانعكاسات والدروس


عبد الله الحريف

الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنتطرق فيما يلي لأهم سمات السياق الذي أتى فيه طوفان الأقصى وأبرز إنعكاساته وبعض دروسه.

1. السياق:
* فلسطينيا:
– لعل العنصر الأهم والحاسم هو صمود وتقوية وتوحيد المقاومة المسلحة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وفي مخيمات الفلسطينيين في لبنان.
– تطور مهم لنضال الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في 1948 وفي الشتات.
– فشل الرهان على النضال السلمي كأسلوب أساسي ضد عدو إرهابي وفاشي وعنصري واستيطاني واستئصالي وبروز الضرورة القصوى للمقاومة المسلحة كأنجع اسلوب لمواجهة هذا العدو.
– انكشاف وهم حل الدولتين الذي دأب الكيان الصهيوني، بشكل منهجي،
على إقباره: الكيان الصهيوني يسرع الاستيطان في الضفة الغربية (500000 مستوطن) ويعمق التمييز العنصري والقمع ضد الفلسطينيين.

* إقليميا:
– وحدة محور المقاومة المشكل من المقاومة الفلسطينية وحزب الله وسوريا وإيران والمقاومة في العراق واليمن.
– استمرار السيرورات الثورية في المنطقة العربية والمغاربية التي أدت إلى تراجع خوف الشعوب من الأنظمة السائدة التي فقدت، إلى حد لا بأس به، مصداقيتها ومشروعيتها واعتماد الشعوب على قواها الذاتية، وذلك كتجسيد لمرحلة متقدمة من نضال التحرر الوطني لشعوب المنطقة من هيمنة الأمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والأنظمة العميلة لها.
– التقارب السعودي/الإيراني والتحاق السعودية ومصر والإمارات بالبريكس أديا إلى تفكك اصطفاف عدد من أنظمة المنطقة مع الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ضد إيرانوشجع هذه الأنظمة على رفض الإصطفاف التام مع الغرب في معركة “طوفان الأقصى”.
– مواجهة شعوب العالم العربي والمغاربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

* دوليا:
– ركود مستدام لاقتصاد الكتلة الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي تواجهه هذه الكتلة بتعميق الهجوم الرأسمالي المتوحش على المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية وعلى الحقوق والحريات في بلدانها وتصعيد النهب والاستغلال في الدول التابعة. الشيء الذي يؤدي إلى احتداد الصراع الطبقي في مختلف مناطق العالم.
– انفضاح متزايد للجوء هذه الامبريالية، بسبب تعمق أزمتها، إلى الفاشية لمواجهة النضالات الاجتماعية والديمقراطية لشعوب بلدانها ولنضالات التحرر الوطني للشعوب التي ترزح تحت سيطرتها.
– وعي شعبي عالمي متزايد بكون هذه الكتلة الأمبريالية هي أشرس عدو للشعوب وأخطر تهديد للأمن والسلام واستمرار الحياة في المعمور.
– تطور هام للنضال التحرري لشعوب إفريقيا ضد هيمنة هذه الكتلة الامبريالية، وخاصة ضد الامبريالية الفرنسية في غرب هذه القارة.
– سرعت الحرب في أوكرانيا تشكل عالم متعدد الأقطاب وبروز الصين وروسيا كقوى عظمى صاعدة تواجه هيمنة الأمبريالية بقيادة الولايات
المتحدة الأمريكية. الشيء الذي يضعف هذه الأمبريالية ويوفر، بالتالي، شروطا أحسن لنضال الشعوب من أجل تحررها الوطني من هيمنة هذه الكتلة الامبريالية والأنظمة المحلية العميلة لها.
– انفضاح غير مسبوق للكيان الصهيوني ككيان عنصري واستعماري واستيطاني وارهابي وفاشيومجرم وازدياد معتبر لتضامن شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني.
– المزيد من انكشاف دور هذا الكيان كقاعدة أمامية للامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية موجهة ضد شعوب العالم العربي والمغاربي والشرق الأوسط عموما لفرض هيمنة هذه الكتلة الأمبريالية والصهونية على المنطقة ومواجهة قوى التحرر الوطني فيها.
– فقدان الدعاية الامبريالية والصهيونية، إلى حد كبير، لمصداقيتها بسبب الأكاذيب والتلاعب بالحقائق الذي تمارسه بشكل منهجي.

وخلاصة القول أن الشروط التي انطلق فيها “طوفان الأقصى”، فلسطينيا وإقليميا ودوليا، إيجابية بالنسبة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرره من الهيمنة الإمبريالية والصهيونية لم تتوفر من قبل بهذا الشكل. كما أنها إيجابية بالنسبة للنضال التحرري لشعوب العالم العربي والمغاربي.

2. الانعكاسات:
– أحدث طوفان الأقصى زلزالا في الكيان الصهيوني حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر والمخابرات التي لاتغيب عنها الشاذة والفاذة.الشيء الذي أدى إلى فقدان العدو الصهيوني وأسياده الغربيين صوابهم ودفعهم إلى ارتكاب حماقات وفضاعات لا تعد ولا تحصى تزيد من فضح طبيعتهم الفاشية ومن تعميق عزلتهم الدولية.
– استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تدمر الفرقة الإسرائيلية العسكرية والأمنية والمخابراتية الخاصة بغزة وأن تستولي على وثائقها المكدسة في حواسيبها وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وهو صيد ثمين حرم الكيان الصهيوني من المعطيات التي راكمها عن غزة وعن المقاومة وجعله يدمر غزة بشكل أعمى وعشوائيوهمجي ودون حدود، وكأنه يريد تهديم كل غزة على رأس ساكنيها.
– أصبحت القضية الفلسطينية التي كان الكيان الصهيوني يريد إقبارها إلى الأبد من خلال تسريع التطبيع، خاصة مع السعودية، واتفاقيات أبراهام، تحتل موقع الصدارة على المستوى الدولي كقضية تحرر وطني لشعب تعرض، منذ أزيد من 75 سنة، إلى التقتيل ومحاولات الطرد من أرضه ومحو هويته. وفي المقابل، انفضحت، بشكل غير مسبوق، طبيعة الكيان الصهيوني الإجرامية والإرهابية والفاشية والمنتهكة للقوانين الدولية ولمقررات الأمم المتحدة والتي لا تتواني عن إرتكاب جرئم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بل حتى إبادة الشعب الفلسطيني.
– تسريع وتعميق الوعي لدى الأغلبية الساحقة من شعوب العالم بأكاذيب الصهاينة واسيادهم الامبرياليين حول الكيان الصهيوني ك”واحة الديمقراطية والحضارة” في محيط عربي يرزح تحت الدكتاتورية و”البربرية”.
– توسع، بشكل لم يسبق له مثيل، للتضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية في جل مناطق المعمور، بما في ذك في عقر دار الأمبرياية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكة رغم القمع والترهيبالذي تعرضت له المظاهرات المساندة للقضية الفلسطينية.
– بروز القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني من الاستعمار الصهيوني, بالنسبة للشعب الفلسطيني وكقضية تحرر وطني لشعوب العالم العربي والمغاربي والشرق الأوسط من هيمنة الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي يشكل الكيان الصهيوني قاعدتها الأمامية ورأس رمحها في المنطقة.
– إفشال المشروع الأمريكي بإقامة حلف عربي-إسرائيلي تحت قيادة الكيان الصهيوني (كانت حلقته المتقدمة هي تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني) في مواجهة محور المقاومة وضمان التهدئة في المنطقة عبر تصفية القضية الفلسطينية لنقل مركز الثقل العسكري الأمريكي نحو الشرق الأقصى لمواجهة الصين.
– عرقلة مشروع الممر الذي يبتدئ في الهند ويمر عبر الخليج وينتهي في اليونان والذي اتفقت سبع دول من الاتحاد الأوروبي، بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية، على انشائه والذي يهدف إلى أن يكون بديلا للمشروع الصيني حول الطريق والحزام وإلى تسريع التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني.
– إن هذه الانعكاسات إيجابية بالنسبة للقضية الفلسطينية. لكن الملاحظ هو أن سلوك أغلبية الأنظمة العربية اتسم بالتخادل حيث اكتفت بالمطالبة بتوقيف تقتيل الشعب الفلسطيني ولم تتراجع الدول المطبعة عن التطبيع مع الكيان الصهيوني.

3. الدروس:
– يمثل طوفان الأقصى لحظة فارقة في نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرره وتقرير مصيرهودحر الكيان الصهيوني المغتصب لأرضه والممعن في محاولات محو هويته وتهجيره، لحظة تشحذ همم شعوب منطقتنا وشعوب العالم أجمع وتعطي دفعة قوية للسيرورات الثورية في العالم العربي والمغاربي الهادفة إلى انجاز مهام التحرر الوطني والسيادة الوطنية الكاملة على الأرض والخيرات الوطنية ولنضال شعوب العالم من أجل الانعتاق من هيمنة القطب الواحد المشكل من الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبناء عالم متعدد الأقطاب، عالم أكثر عدلا وأكثر مساواة وسلاما. ولذلك على كل القوى والأنظمة التي ترفض و/أو تواجه هيمنة القطب الواحد أن تتوحد في أوسع جبهة ممكنة وأن تبدل كل الجهود وأن تقدم كل الدعم لمعركة “طوفان الأقصى” وأن تعي أن انتصار المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة هو انتصار لها لأنه سيضعف الأمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إضعاف قاعدتها الأمامية في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة لهذه الكتلة الامبريالية.
– إن الحرب في أوكرانيا ضد الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وطوفان الأقصى يؤشران على دخول العالم مرحلة جديدة من نضال الشعوب ضد القطب الواحد، مرحلة سيشتد فيها الصراع الطبقي في مختلف بقاع العالم وسيتخد أشكالا أكثر راديكالية قد تصل حد الكفاح المسلح في مواجهة انتشار الفاشية على أوسع نطاق كأهم أسلوب تلجؤ له الكتلة الامبريالية للتصدي لتفاقم أزماتها الإقتصادية والسياسية والاجتماعية.
– أرجع طوفان الأقصى الوهج للكفاح المسلح باعتباره الأسلوب الأساسي والذي لا مفر منه لمواجهة والانتصار على تغول وفاشية الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.



#عبد_الله_الحريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد التقاطعية
- مداخلة خلال الندوة الدولية التي نظمها النهج الديمقراطي العما ...
- راهنية بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية
- الانتقال من منظمة “إلى الأمام” إلى “النهج الديمقراطي”
- مهام القوى المناضلة في الدار البيضاء
- حركة 20 فبراير ورهانات التغيير
- اكتساح الرأسمالية للعالم ولمختلف ميادين النشاط الاجتماعي
- حوار النهج الديمقراطي مع الرفيق عبد الله الحريف
- مراكز القرار في هندسة وتدبير النموذج التنموي
- الحقيقة كاملة ومحاكمة الجناة في ملفات الشهداء والمختطفين جزء ...
- الحكم والدولة
- حول ما يقع في فيدرالية اليسار الديمقراطي
- الاختيارات الاقتصادية السائدة: تكريس للتبعية والهشاشة والافت ...
- النهج الديمقراطي: إستمرار وتطوير للحركة الماركسية-اللينينية ...
- موقف اليسار الماركسي المغربي من القضية الفلسطينية
- مداخلة في الندوة القرمية التي نظمتها جمعية “مناضلون بلا حدود ...
- قرائة في الإنتصارات التي تشهدها أمريكا اللاتينية ضد الهيمنة ...
- كلمة في إفتتاح اجتماع تنسيقية القمة الدولية للشعوب
- حول الدولة الاجتماعية
- نداء عالمي للإنسانية من أجل إيقاف النزاعات العسكرية و وضع حد ...


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله الحريف - طوفان الأقصى: السياق والانعكاسات والدروس