أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد شهاب - لماذا لا يمكن ان تفوز اسرائيل بالحرب؟














المزيد.....

لماذا لا يمكن ان تفوز اسرائيل بالحرب؟


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 22:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


اختزال أسباب حرب غرة في أحداث السابع من اكتوبر قراءة تتسم بتسطيح الأمور، ذلك ان احداث طوفان الاقصى هو بالاساس جاء نتيجة لتراكمات تاريخية وسياسية واقتصادية، تعود إلى سنوات طويلة من الانتهاكات الصهيونية والمعاناة الانسانية الفلسطينية.

لكن مع ذلك فان قبضة الغضب يوم الطوفان كانت لها عدة انجازات غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني، اولها انها اثبتت بما لا يدع للشك وهم فكرة "الشراكة الاقليمية" مع الكيان الصهيوني، والتي سعى الغرب لترويجها في العالم العربي والاسلامي، وثبت خلال حرب غزة الاخيرة انه كيان فوضوي- عبثي لا يفقه المبادئ الانسانية، ولا يفهم قواعد القانون الدولي عند الحروب، ومن أبرزها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

بمعنى اخر اثبتت احداث حرب غزة ان الكيان الصهيوني لا يمكن ان بكون دولة بالمفهوم القانوني، وانما هو تشكيل عصابي امتهن السطو على ممتلكات الغير دون وجه حق، منتهكا كل المواثيق والأعراف الدولية، وبناء عليه فان الدعوة الى حل الدولتين اصبحت دعوة ساقطة تماما، اذ لا توجد اساسا دولة اخرى مقابل الدولة الفلسطينية يمكن التفاوض معها، وان ما يقال عن حل الدولتين ليس الا الغام كامنة.

اما بالنسبة لمفاوضات اطلاق الاسرى والمعتقلين ووقف الاعتداءات، والتي يتم الترتيب لها، فهي تقوم بين الدولة الفلسطينية من جهة، ومنظومة دولية ترعى (التشكيل الاجرامي) المسمى باسرائيل، وهذا النفي لا يتم بناءا على موقف عقائدي او قومي فقط وانما ايضا اعتمادا على معطيات سياسية ابرزها قناعة قادة اسرائيل بانهم تشكيل عصابي وليسوا دولة، ويتبين ذلك من تجاوزهم لكل القوانين والاعراف الدولية، فكيف يمكن اعتبارهم دولة؟ .

حقق طوفان الاقصى ايضا انتصارا مهما في تجريد الصهاينة من مبرر الوجود في المنطقة واسقاط نظرية "الامن المستدام"، فخلال السنوات الاخيرة حاول الكيان بمساعدة الدول الغربية ان يقنع المحيط الاقليمي ان الاعتراف باسرائيل ضرورة لتحقيق امن واستقرار دائم في المنطقة، وبادرت بعض دول المنطقة لعقد اتفاقات وصلت حد التطبيع مع الكيان الغاصب .

لكن كشفت تداعيات طوفان الاقصى ان بقاء الكيان في المنطقة هو من اهم اسباب عدم استقرار ، وانه نظام فاشي اجرامي لا يمكن ان يتحقق الاستقرار في حال وجوده على قيد الحياة، وانه لا حل ولا امن الا باقتلاع هذا الكيان الغاصب من المنطقة حتى ولو باغلى الاثمان، وخلال فترة لا تتجاوز الستين يوما هدمت المقاومة مشروع التوسع على رأس الصهاينة باحترافية كبيرة .

وما لا يفهمه الصهاينة ولن يفهموه، ان استمرار وتزايد الانتهاكات لا يردع الشعب الفلسطيني عن المقاومة، بل يزيده صلابة، ويولد المزيد من اساليب القتال المتطورة،

بل يمكن لتقسيم غزة وهو المشروع العسكري الذي تعمل اسرائيل على تحقيقه الان، ان يساهم في نشوء منطقة رخوة ينتشر فيها التطرف مما سيكون له ارتدادات كارثية على الكيان الصهيوني والدول المجاورة.

يعني ذلك ان بقاء سيطرة حماس على قطاع غزة هو انتصار واضح وصريح على اسرائيل، واعلان فشل الاخيرة في تحقيق ابسط اهداف الحرب المعلنة، ومن جهة اخرى فان انهاء وجود حماس في غزة ستكون له اثار وخيمة، فحماس ليست حركة مقاومة فقط، وانما هي ايضا ادارة سياسية واجتماعية منذ العام 2006 ، ولها ارتباط وامتداد اجتماعي واسع مع شرائح ستظل تعبر عن غضبها باساليب قد تكون اكثر عنفا.

وفي ذات السياق فان الجرائم الوحشية لا تقنع المحيط العربي باهمية السلام، وانما يؤلب الشعوب العربية بل وشعوب العالم التي هالتها همجية السلوك الإسرائيلي ضده، وهو ما يزيد من ضغط الشارع العربي والاسلامي على حكوماتها ضد التطبيع، ويدعم فكرة ان اسرائيل ماهي الا كيان لقيط لا يمكن اعادة تاهيله للعيش الامن في المنطقة، وهو ما يبقيه تحت هاجس الرفض والمقاومة المستمرين.



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستيلاء على الدولة
- الكويت ومسارات الإصلاح والتغيير
- أزمة دجاج في دولة نفطية - تحالف النظام مع التجار
- الهوايات الغريبة- الانغماس في الدفاع عن الظالمين
- الكويت :حتى لا تزعزع محطات الثقة
- الفرد الثوري وروح القانون
- وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
- دليلك الى تشكيل حكومة فاسدة
- نقاط القوة والضعف في وثيقة الكويت الإصلاحية
- تاريخ العراق خلال المئه عام الماضيه
- التجديد الفكري وفضائل التجديد
- الخروج من ذهنية الرهائن الشيعة
- توطين الديموقراطية في العالم العربي
- وكلاء الدين
- مواطن بدرجة مناضل
- حتى لا يكون العصيان هو الحل
- بيان شيعي ضد الفتنة
- نهاية الاستبداد
- بيئة العنف
- آلية إعادة إنتاج التخلف - الكويت نموذجا


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد شهاب - لماذا لا يمكن ان تفوز اسرائيل بالحرب؟