شهيد على طريق القدس

صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 10:56
المحور: الادب والفن
    

فتح الباب ...
لماذا لا ترد على اتصالاتنا ؟
لم يتصل اي احد منكم !
تفضلوا ... اجلسوا ... ثواني واعود لكم ... رجع اليهم وبيده صينية لا شيء عليها سوى الماء ...!
شكراً لك ...
تفضل ...
ممنون لقد شربنا العصير واكلنا ما لم نأكل منذ شهور ...
حصل ذلك في بيت القائد !!!
الله يعزة ويديم ظلة !
ردد الجميع بدون تردد الله يحفظة لنا ...
لم تجبنا لماذا جهازك مغلق وكلما اتصلنا عليك بالواتساب غير متصل بالنت ...؟!
همس احدهم بأذن صاحبة لم يعد حسين كما كان ربما ضعف ايمانه بالقضية ولا يهتم بقائدنا العظيم المحرر الاوحد ولي النعمة التي افاضت علينا بركاته ...!!!
انتفض وهو بالكاد ان يمسك نفسه ولا يدع الغضب يسيطر عليه ويخرجه عن طورة ...
يا اخوتي انا لا املك مالاً لاشترك بالنت وقد اغلقت الشركة خطي لعدم شراء الرصيد منذ مدة بعيدة وكما ترون الصينية ليس فيها سوى الماء لعدم امتلاكي للمال ...!
الله يرزقك يا حسين !
اللهم امين !
المهم هناك عملية ..
القائد امرنا بها وعلينا تنفيذها بكل رحابة صدر ان شاء الله نكون فداء للوطن !
وماذا نملك غير الوطن !
نحن نستشهد دفاعاً عنه ولا نملك فيه شيء !
نموت ليعيش القائد وعائلته بنعيم وترف وبذخ فضيع ...!
ردد ذلك حسين في نفسه وهو يرتدي درعه متوجهاً ليحمل سلاحه الذي بصق عليه مراراً وتكراراً !!
حمله بعدما ودع اهله وحضن زوجته وطاف حول اطفاله وهو يبكي كأنه يعلم بقرب موته !
قال لزوجته انا ذاهب للموت وما ان اخرج فعليك ان تكفري بكل شيء الا الوطن ..
الاديان
الاحزاب
الحكومات
كلها ضعيها تحت قدمك وقدم اطفالي وابصقي بوجه كل قادة الاسلام !
وهذا ما فعلته بالضبط
وبالحرف الواحد ..
حينما كتبوا على نعش زوجها وحبيبها وملاذها الوحيد بهذه الدنيا ...
تفوا عليكم وعلى شرفاءكم اذا كان فيكم شريفاً ...
فانتم بعيدون كل البعد عن الشرف والشرفاء !
الرحمة والخلود لزوجي المسكين الذي صدق بكم وسار خلفكم وكان الصادق الوحيد من بين كل هذه الجموع المخادعة ..!

#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل