أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - محرقة غزة والحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية














المزيد.....

محرقة غزة والحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محرقة غزة وما حدث فيها من استهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف، واستعمال القنابل العنقودية والفسفورية الحارقة، ليست أولى المجازر الصهيونية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية، غير أنّ هول ما يجري بغزة وفظاعته لا يتأتيان من المشهد الدموي البشع فقط، إنما من المشهد العربي العاجز والمشهد الفلسطيني المنقسم أيضاً.
لقد كان الوضع قبل محرقة غزة على النحو التالي: " حماس " تعتقد أنّ باستطاعتها تحسين موقعها التفاوضي مع إسرائيل، وكان هناك أيضاً دفع إيراني للحركة في اتجاه التصعيد، كي توظفه في تعزيز موقعها الشرق أوسطي، في إطار التنافس الإسرائيلي – التركي – الإيراني - السعودي.
ومن جهة أخرى فإنّ إسرائيل تسعى، وفقا لتصريحات قادتها العسكريين، إلى استعادة ورقة الردع المستند إلى تفوق ناري وعملياتي هائل. كما كانت تعرف أنّ التزامات " حماس " الإقليمية وأملها بأن تتحرك جبهات قوى " الممانعة "، يقتضي رسالة منها إلى حلفاء " حماس "، خصوصا في لبنان، بأنّ أي حرب مقبلة ستكون باهظة الثمن.
إنّ المحرقة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة أقل ما توصف به هو أنها جريمة ضد الإنسانية‏،‏ وليست فقط إفراطاً في استخدام القوة العسكرية كما وصفها البعض‏،‏ فالقانون الدولي الإنساني يلزم قوات الاحتلال بالحفاظ علي حياة وممتلكات المدنيين‏،‏ غير أنّ إسرائيل لم تأبه مطلقاً بقواعد القانون الدولي،‏ ولم تتورع عن أي عمل ترى فيه مصلحتها الأمنية،‏ بصرف النظر عن مدى مشروعيته‏،‏ أو احتمال أن يكون ضحيته قتلى وجرحي مدنيون بأعداد كبيرة‏.‏
وإذا كان لكل حرب نهايات عسكرية وسياسية في آن، فلعله من نافلة القول: إنّ النهايات السياسية هي التي ترسم ملامح الوضع الجديد المستهدف من وراء العمل العسكري. وفي الواقع لا أحد يمكن له أن يحدد كيف ستنتهي الأمور، فهل يكون العدوان الإسرائيلي على غزة شرارة قد تغير صورة الوضع وتقيم شرق أوسط جديداً ينعم بالأمن والأمان والاستقرار وبالعيش المشترك بين جميع الشعوب فيه؟ وهل يمكنه أن يلغي حالة الانقسام، ويوحد الحركة الوطنية الفلسطينية من جديد.
إنّ المدخل المباشر إلى التعاطي الفلسطيني المجدي مع العدوانية الإسرائيلية، هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار شرعية وطنية موحدة، بما يطوي صفحة انشقاق " حماس " القاتل الذي وقع في يونيو/حزيران 2007، وبما يعيد غزة جزءاً لا يتجزأ من جغرافية فلسطين. كما أنّ تكامل الشرعيتين، الفلسطينية والعربية، هو الدينامية السياسية التي لا بدَّ منها من أجل جعل " تدويل " عملية السلام الإقليمية مسألة ناجحة، خاصة مع وجود مبادرتين إقليميتين، مصرية وتركية، جديرتين بأن تكونا معاً الأداة التنفيذية لقرار دولي قابل للتنفيذ، من خلال جهد الأطراف والمجتمع الدولي لتحقيق سلام شامل على أساس الرؤية القائمة على وجود دولتين ديموقراطيتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان بجوار بعضهما البعض في سلام وداخل حدود آمنة معترف بها.
في كل الأحوال، إنّ محرقة غزة تعبير مكثف عن أزمة بنيوية، لذلك فإنّ حلها يحتاج إلى معطيات سياسية جديدة، وإلى تحولات نوعية. ومع ذلك فإنّ القوى الفلسطينية الفاعلة قادرة على الحد من آلام هذه المرحلة، وتأمين ولادة حالة فلسطينية جديدة، بأقل الخسائر الممكنة. مما يتطلب توفر الوعي المستقبلي والإرادة الصلبة، وتوفير الترجمة العملية لذلك، بعيداً عن المزايدات المجانية، والحسابات الفصائلية الضيقة.
وفي كل الأحوال لا بدَّ من تكرار أنه لا فائدة من حكومة وحدة وطنية فلسطينية في غياب الاتفاق على برنامج سياسي واضح، لا يمكن إلا أن يأخذ في الاعتبار ما وصلت إليه العملية السياسية في ضوء أكثر من نصف قرن من النضال الفلسطيني. وهذا يتطلب: أولاً، نبذ التوجه نحو تجييش العواطف والعناصر. وثانياً، نبذ استعراض القوى والانجرار للاقتتال الجانبي. وثالثاً، اعتماد وسائل الحوار والنقد والتفاعل البنّاء، لإيجاد توافقات وطنية فلسطينية. ورابعاً، إن لم تفلح هذه الوسائل، لا مناصَّ أمام الفلسطينيين من حسم الأمر عبر الوسائل الديمقراطية، وضمنها الاستفتاء والانتخابات المبكرة.
فرغم دموية المشهد واحتقان الصدور والغضب، إلا أنّ الحكمة تتطلب الصبر، وعدم انحراف بوصلة المشروع الوطني الفلسطيني، بتقديم الصالح العام والمصالحة الوطنية، لأنّ بديل المصارحة والمصالحة والوحدة الوطنية هو التدهور ومضاعفة مأساوية المشهد الفلسطيني.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع المعرفة وأبعاده في العالم العربي
- رؤى لمستقبل سورية بعد التغيير
- مظاهر غدر الثورة السورية
- الاستحقاقات أمام اللاجئين السوريين في العالم
- دروس تعقيدات وقائع الثورة السورية
- الأسباب العميقة للثورة السورية المتجددة
- الحداثة ومكوناتها في مرآة الضرورة العربية
- حول المسألة القومية وتجلياتها في سورية
- أصول التجزؤ العربي (2 - 2)
- أصول التجزؤ العربي (1- 2)
- توصيف عام للعالم العربي
- بعض مظاهر المحنة العربية (2 - 2)
- بعض مظاهر المحنة العربية (1 - 2)
- في السيرورة التاريخية لربيع الثورات العربية
- سمات البيئة الإقليمية في الشرق الأوسط
- الشرق الأوسط والتحالفات الإقليمية
- الديمقراطية وتجاوز السلطة الدينية في التجربة التركية
- في الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية
- ست وخمسون عاماً من هزيمة العرب الكبرى
- قراءة متمعنة في الفكر السياسي للطيب تيزيني (4 - 4)


المزيد.....




- تحليل.. لماذا تباين ترحيب الهند وباكستان بدور أمريكا في وقف ...
- بيسكوف: لا توجد لدى روسيا قنوات حوار مع الرئيس الفرنسي
- وزير الخارجية الصيني: بوتين أعرب لشي عن استعداد روسيا للتفاو ...
- مصر.. القضاء يسدل الستار على جريمة مروعة هزت البلاد
- أغنية خاصة من ماجد المهندس.. ترحيب عراقي مؤثر بضيوف القمة ال ...
- سلامك النفسي يبدأ من الأنف، كيف؟
- تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته ال ...
- الدوري الألماني - هبوط بوخوم وهولشتاين كيل في الجولة قبل الأ ...
- بيسكوف يؤكد عدم وجود رد فعل من قبل كييف على اقتراح بوتين مفا ...
- الداخلية العراقية: منع تنظيم أي تظاهرة في بغداد حتى العشرين ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - محرقة غزة والحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية