أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - حول المسألة القومية وتجلياتها في سورية














المزيد.....

حول المسألة القومية وتجلياتها في سورية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7714 - 2023 / 8 / 25 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول المسالة القومية وتجلياتها في سورية (*)
تتشعب المسألة القومية إلى قضايا عديدة، من أهمها: القومية، والأمة، والدولة.
(1) - لا شك أنّ القومية واقع تاريخي له وجود حقيقي وفعّال وتعبيرات واضحة، تتجلى في جميع مستويات الحياة الاجتماعية واليومية للشعوب. فمعظم الناس يرون أنّ ثمة قاسماً مشتركاً يجمعهم مع غيرهم في وحدة القومية، وذلك على الرغم من التمايزات التي قد تفرّق بينهم وتقسّمهم إلى مجموعات اجتماعية متميّزة، مثل الطبقة أو الديانة أو الطائفة. ولكن تتوفر لهم إرادة العيش المشترك، بالاستناد إلى اللغة المشتركة الحاضنة للثقافة التي يمكن أن تنمو وتنضج بحكم العيش المشترك.
وفيما يتعلق بالقومية العربية، من المحقق أنه لا وجود لعرق عربي صافٍ، ووجود اللغة العربية يبقى هو المعيار التاريخي المتميّز والمتواصل للرابطة العربية. ومن المؤكد أنّ هناك ثقافة عربية واحدة، تختلف مستوياتها في المناطق العربية الأربعة: الهلال الخصيب، وادي النيل، مجلس التعاون الخليجي واليمن، المنطقة المغاربية.
وفي سورية تتعدد المكوّنات القومية، ويشكل العرب الأكثرية، ولكنّ ذلك لا يعطيهم حق منع المكوّنات القومية الأخرى من التعبير عن ثقافاتهم الخاصة، إضافة إلى مشاركتهم في بناء الوطنية السورية الجامعة، باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
(2) - الأمة ظاهرة تاريخية، يمكن تجريدها على شكل عاملين رئيسيين: طبيعي- بشري (الأرض وجماعة من البشر)، وثقافي (اللغة - الثقافة)، إضافة إلى عامل الصيرورة التاريخية التي تتحدد بالتطور الاقتصادي – الاجتماعي - السياسي. وهذه العوامل الثلاثة أساس معظم النظريات في الأمة، بغض النظر عن اهتمام كل نظرية بعامل من هذه العوامل، واعتباره العامل الأساسي في تكوين الأمة.
لقد كان المعنى الأساسي للأمة سياسياً، والمعلن بالشكل الأكثر تكراراً، مرادفاً للشعب والدولة. فالأمة ليست مجرد الشعب بل الشعب مضافاً إليه الدولة الوطنية، باعتبارهما العنصران الثابتان، بينما تُعتبر سلطة الدولة عنصراً متغيّراً تداولياً. وطبقاً للمفاهيم التي ذكرناها، فإنّ الأمتين العربية والكردية موجودتان بالإمكان، لا موجودتان بالفعل.
(3) - الدولة الوطنية الحديثة، كما تبلورت وتطورت خلال التاريخين الحديث والمعاصر، هي نتاج ضروري لفوضى التنافس القائم في المجتمع، ولكنها أيضاً قوة رئيسية في المحافظة على هذا التنافس والانقسام وإعادة إنتاجه سلمياً. وهي أهم شكل من أشكال التنظيم السياسي، باعتبارها دولة حقٍّ وقانون. كما أنها ضرورية لبقاء المجتمعات التعددية، التي تتميــــّز بأشكال متنوعة من الإدارة والمعايير الاجتماعية.
وفي العالم العربي يبدو أنّ الخطوة الأولى الضرورية هي إدراك الوعي السياسي العربي حقيقة إشكالية بناء الدولة الوطنية الحديثة. وفي هذا السياق، إنّ الوحدة العربية لن تكون في يوم من الأيام اتحاد جماهير قبائل ولا إمبراطورية أرياف، وإنما اتحاد دول تبحث عن تعزيز مصالح شعوبها، من خلال شراكات اقتصادية وتنموية.
وفي سورية، أظهرت الكارثة السورية مدى حاجتنا إلى بناء الدولة السورية الحديثة، لكل مكوّناتها القومية والطائفية والمذهبية، على أساس المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، بما يشكل إغناء للوطنية السورية الجامعة.
إنّ العالم يتجه نحو قيام تكتلات إقليمية كبرى، تشكل مجالاً حيوياً في الاقتصاد والتنمية، وعنصراً رئيسياً في الأمن، وضمانة فعلية للاستقلال السياسي، وشرطاً ضرورياً للتحرر من الهيمنة الخارجية. وقد أصبح واضحاً أنه في القرن الواحد والعشرين لا مكان للشعوب والدول الصغيرة التي لا تنضوي في كتل بشرية ضخمة، وتزيد في مواردها عن حجم معين يمكّنها من الصمود والاستقرار. وعليه من حق السوريين أن يعملوا، بعد التخلص من آثار الكارثة التي حلت بهم بعد ثورتهم المغدورة، على الانضواء في نظم إقليمية تخدم مصالح الشعب السوري، لعلّ من أهمها منطقة الهلال الخصيب.
(*) – مقدمة حوار جرى في " منتدى الحوار المدني الديمقراطي " – 7 آب 2023.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصول التجزؤ العربي (2 - 2)
- أصول التجزؤ العربي (1- 2)
- توصيف عام للعالم العربي
- بعض مظاهر المحنة العربية (2 - 2)
- بعض مظاهر المحنة العربية (1 - 2)
- في السيرورة التاريخية لربيع الثورات العربية
- سمات البيئة الإقليمية في الشرق الأوسط
- الشرق الأوسط والتحالفات الإقليمية
- الديمقراطية وتجاوز السلطة الدينية في التجربة التركية
- في الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية
- ست وخمسون عاماً من هزيمة العرب الكبرى
- قراءة متمعنة في الفكر السياسي للطيب تيزيني (4 - 4)
- قراءة متمعنة في الفكر السياسي للطيب تيزيني (3 - 4)
- قراءة متمعنة في الفكر السياسي للطيب تيزيني (2 - 4)
- قراءة متمعنة في الفكر السياسي للطيب تيزيني (1 - 4)
- أصول الأتاتوركية وتحولاتها
- إشكاليات الصحراء الغربية وتكلفة اللامغرب (2 - 2)
- إشكالية الصحراء الغربية وتكلفة اللامغرب (1 - 2)
- دور حوار الثقافات في تقارب الشعوب وتعايشها
- إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاقها المستقبلية (2 - 2)


المزيد.....




- قمة بغداد ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعو لعملية سياسية شاملة ف ...
- مصر.. قرار للنيابة في واقعة نشر فيديو خطف طفل بقصد تكدير الأ ...
- أبرز مشاهد وكلمات القمة العربية الـ34 في بغداد
- اشتباكات في حلب.. أول مواجهة مباشرة بين الأمن السوري و-داعش- ...
- لندن: الآلاف يحيون ذكرى النكبة ويطالبون بوقف الحرب في غزة
- الشروط الروسية تعرقل التوصل إلى هدنة بين موسكو وكييف
- الولايات المتحدة قد ترسل وفدا مفاجئا إلى أوكرانيا
- جريمة مروعة في القاهرة.. طبيب شهير مدفون بالملح منذ شهر
- مجزرة -بركس سفينة الخير-.. مقتل 22 فلسطينيا في قصف إسرائيلي ...
- مصادر أمنية: تحرير ألكسندروبول سيكثف الضغط على القوات الأوكر ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - حول المسألة القومية وتجلياتها في سورية