أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!















المزيد.....

مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن ما يسمى بالأمم المتحدة التي تم إنشاؤها عام 1945 لم تكن في الحقيقة إلا مؤسسة لتنظيم علاقات المصالح المختلفة للدول الاستعمارية الشهيرة، وبالتحديد تلك التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور بقيادة المانيا الهتلرية في حينها ، الدور الاساسي للأمم المتحدة، للأسف الشديد، هو القيام بالدور المضلل وأحيانا المخدر لدول وشعوب المناطق المراد السيطرة عليها استعماريا عبر نهب الثروات والموارد وإذلال الناس بكافة الطرق والوسائل ، حالة التضليل والخداع والتخدير الممارسة من أداة الدول الاستعمارية هذه " أي الامم المتحدة " تأتي تحت مسميات عديدة منها حقوق الانسان والشرعية الدولية والقوانين والاعراف الدولية وغيرها .

ففلسطين ضاعت وتم احتلالها وشرعنة الاحتلال عليها من قبل الامم المتحدة نفسها التي تعني بشكل مباشر الدول الاستعمارية القائمة عليها ، فقرار التقسيم لسنة 1947 رقم 181 والذي بموجبه تم تقسيم فلسطين إلى قسمين الاول لدولة يهودية تسيطر فيه إسرائيل على 56 % من أرض فلسطين الساحلية الخصبة و44 % من الاراضي الوعرة والجبلية منها للسكان العرب الفلسطينيين أصحاب الارض الأصليين اللذين كانوا يشكلون في حينها تسعة أضعاف اليهود إن لم يكن يزيد عن ذلك ، ومع ذلك هذه هي عدالة الامم المتحدة والشرعية الدولية .

رغم قرار التقسيم هذا فإن الامم المتحدة التي أصدرت هذا القرار نفسه لم تعد تلتزم به ولا تلزم به إسرائيل ، باختصار شديد لأن الامم المتحدة فقط ما وجدت إلا لتكون أداة بيد الدول الاستعمارية لتحقيق أغراضها في هذه المنطقة أو تلك من العالم ، بغض النظر عن التداور السيطري للدول الاستعمارية عليها سواء كانت بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا المسيطرة فعلا عليها منذ إنشائها وحتى اليوم .

الدور الموكل للأمم المتحدة بالنسبة لقضية الصراع العربي الاسرائيلي وبالتحديد منه أرض فلسطين هو أن تتدرج هيئة الامم المتحدة بممارسة الدور التضليلي والخداعي حتى تتمكن الاغراض الاستعمارية التي تقودها أمريكا وأداتها الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافهما ، فمثلا في هذا السياق لنلاحظ: فبعد أن كانت الامم المتحدة تتحدث عن قرار التقسيم وعن عودة اللاجئين بناء على قرار 194 لسنة 1948 ، غيرت من حديثها عن المسألة بناء على قرار التقسيم وقرار عودة اللاجئين لتدخلنا في مرحلة اخرى من التضليل لتمكين الكيان الصهيوني أكثر وبموجب ما يسمى بالشرعية الدولية ، هذه المرحلة تمثلت مع ما جاء به العام 67 من هزيمة نكراء للعرب في حينها ، فأصدرت هيئة الامم المتحدة قرارها المعروف رقم 242 الذي كان الاداة الامريكية والاستعمارية في قالب دولي للتهيئة المستقبلية وفقا لما يرسمون لشرعنة الاحتلال على ما تبقى من ارض فلسطين ، فالقرار يتحدث عن انسحاب من أراض وليس الاراضي التي احتلت عام 67 ، وأما بالنسبة لقضية اللاجئين فإن قارىء القرار ولو لأول مرة لايعرف عمن يتحدث هل عن اللاجئين الفلسطينيين أم يهود الدول العربية اللذين هجرت العصابات الصهيونية إلى فلسطين ، ولذلك رأينا الإصرار العنيد الذي مارسته أمريكا وإسرائيل على منظمة التحرير وعرفات للقبول والاعتراف بهذا القرار التضليلي الذي حتما ستجيره أمريكا وإسرائيل في التفسير والتعريف لصالحهما ، وفعلا حدثت المأساة باعتراف عرفات والمنظمة به ، وهكذا إذا أردت أن تقرأ منسوب الاحتلال في الضفة والقدس فستجده مرتفعا جدا حيث الضفة عبارة عن قطع جغرافية هنا وهناك يقسمها ويمزقها الجدار والحواجز المختلفة أيما تقسيم، والتكتلات الاستيطانية الكبرى تحيط بها لتلتهما من كل جانب ، وأما الاغوار فباتت في عالم آخر عن الضفة الغربية، والحديث عن القدس بات يدمي القلوب ، وأما اللاجئين ومنذ عملية السلام بمرجعية القرار 242 أصبح الحديث عن قضيتهم كأنما هو حديث عن موضوع ثانوي كأي من موضوعات الصحة أو البنى التحتية أو غيرها ، وتسابق رجالات السلام عندنا حول ابتداع الحلول لقضية اللاجئين ، فمنهم من شارك في ابتداع الوثائق التي تتحدث عن التفريط بحقوقهم ، ومنهم من أكد للعالم والاعلام بأن اللاجئين لن يعودوا لأنهم في أرض الجوار والشتات هانئين مرتاحين .

بفضل الامم المتحدة وجهودها في تدمير هويات أصحاب الحقوق الوطنية، أصبح الفلسطينيون مجرمين إرهابين يجب أن يقتلوا ويحاربوا ويجب عليهم في الوقت نفسه ألا يدافعوا عن أنفسهم ، أليس هذا ما ينص عليه القرار 242 والمؤكد عليه بموجب القرار 338 لسنة 1973 على أنه يجب نبذ العنف والارهاب ، وطبعا هذا القرار يقصد المقاومة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس ، نبذ العنف والارهاب قبله عرفات ولا زال يؤكد عليه عباس ويصف مقاومتنا المشروعة بأنها قذرة وحقيرة ، وأن محاولتنا في الدفاع عن النفس في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ضرب من العبث ، أصبح قتل اطفالنا ونسائنا وإبادة عائلة الطفلة إسلام بأكملها بنظر العالم وأمريكا والصهاينة ضرب من الدفاع عن النفس ، هذا كله بفضل التزامنا بالشرعية الدولية وقرارات هيئة الامم المتحدة وسعينا الدائم لانتزاع وأخذ حقوقنا عبرها .

ذهب العرب إلى مجلس الامن قبل أيام بمشروع لإدانة إسرائيل على ما اقترفت يداها من مجازر في غزة وبيت حانون ، وأنا لا أدري لماذا ذهبوا ، أذهبوا إلى هيئة أمم بإسمها وتحت شرعيتها اغتصبت فلسطين ، أم أنهم ذهبوا إلى هيئة أمم بإسمها وتحت غطائها تنهب ثرواتهم ومواردهم العديدة والمديدة ، أم إلى هيئة أمم بموجبها استبيحت واحتلت اراضي العرب والمسلمين ، أنا لا أدري إلى لماذا إليها يذهبون ، إذا كانوا و لابد أنهم ذهبوا وسيذهبون فلماذا لايطالبون بتطبيق القرارات الدولية مثل قرار التقسيم وقرار عودة الفلسطينيين المشردين ؟!!، ومع ذلك وبفعل تمسك واخلاص أنظمتنا وزعمائنا للشرعية الدولية التي من أجلها حاصرونا في فلسطين ، ذهبوا جميعا لادانة و"بهدلة" إسرائيل على قتلها لاطفالنا في بيت حانون ، ولكن بولتون زأر بوجههم وقال أيها الوكلاء المخلصون لحماية مصالحنا وأمن اسرائيل ما الذي به تهذون ومن أجله جئتم تسعون ، إن شعب فلسطين وأطفالهم ونساءهم لقوم مجرمون وأنتم لشروطنا حول تجريمهم موافقون ، كلا إن إدانة شعب الله المختار لاثم عظيم !!.

إن المقاومة التي اذلت بوش و الامريكان في العراق وافغانستان والصهاينة في فلسطين ولبنان ، وجعلتهم يتخبطون ويعدلون في استراتيجيانهم وتكتياكاتهم دون جدوى ، هي الكفيلة فقط على طريق انتزاع الحقوق وانجازها واستعادة الحرية والكرامة للامة العربية والاسلامية ، أما الاستجداء و"الشحدة" على أبواب الامم المتحدة وغيرها ثبت أنها تعني المزيد من الهبوط في مستوى الكرامة والحقوق التي نطالب بها وننشدها على الدوام، أفلا تعقلون ؟!.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة المؤمنة والعاقلة هي من يوحدنا
- دراسة مكثفة حول -الالتفاف الامريكي والصهيوني على التيار الاس ...
- انهاء وجود السلطة .... كيف يكون؟؟
- حكومة الاعتراف الموحد باسرائيل!!
- جولات عباس فقط ضد الحكومة وحماس!!
- أثر كشف المستور في صحوة من في القبور!!
- بمناسبة اليوم العالمي للفقر
- خطورة توطين لاجئي مخيم الرويشد في كندا؟؟
- ليعلن هنية عن استعداده لمناظرة عباس!!
- من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!
- عباس بين لفني و رايس بشأن الموقف من حماس
- رسالة عاجلة الى الاخوان
- سر افتتان عباس بالاعتراف باسرائيل
- عباس وفتح لديهما الحل!!
- إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!
- في استطلاعاتنا المسيسة : عبد ربه قد يفوق في شعبيته هنية
- امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!
- ما السر في قبولهم الان بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟!!
- باختصار شديد : هم يريدون ان تعترف حماس باسرائيل
- عباس اذ يريد ان يقيل حكومة حماس


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - مهزلة التعويل على مجلس الامن والامم المتحدة!!