الغرب الاستعماري شريك في جريمة غزة

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الغرب الاستعماري شريك في جريمة غزّة
بدايةً ، عندما نستعمل كلمة الغرب لا نقصد الشعوب والمنظمات المنصفة المقرّة بحقوق الشعب الفلسطيني ، والتي تقف بصدق ضّد إقامة المستوطنات ، وتقاطع منتجاتها على نطاق واسع في بريطانيا وغيرها ، وتتظاهر ضدّ الإرهاب الصهيوني وتغوّله في تدمير غزّة ، وإبادة شعبها ، ومن الأمثلة على ذلك موقف " 35 منظمة طلابية في جامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة والتي تدين "نظام الفصل العنصري"المفروض من قبل إسرائيل" على الفلسطينيين".هذا ما نشرته الصحيفة الفرنسية الشهيرة لوفيغارو ،ونقلت عنهم انهم يحمّلونها المسؤولية عن العنف الجاري حاليا في فلسطين.
وإنّما ما نقصده بكلامنا هنا، هم حكّام أمريكا ، وكندا ، وبريطانيا، وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من قادة الدول الأوربية الذين يدعمون ويساندون الكيان الصهيوني، ومتناسين متاجرتهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان على صعيد العالم ، وصمتهم عن جرائم الكيان الصهيوني القديمة والمتجدّدة ،هذا الكيان الذي بنى جدار الفصل العنصري ، وأقام الطرق الالتفافيية ، واعتمد قوانين هدم البيوت كعقوبة فورية ضد المناضلين الفلسطينيين ، واغتال المناضلين ، وأسر الكثيرين وزجّهم في غياهب سجونه ومعتقلاته، وصادر الأراضي الفلسطينية، وأقام عليها مستوطناته بشكل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية ..الخ وقد تصاعدت هذه الممارسات الصهيونية في ظلّ الحكومة الصهيونية الراهنة ، والتي هي الأكثر تطرّفاً وفاشيّة عبر تاريخ هذا الكيان ..
أمّا مأساة غزّة البطلة فحدّث ولا حرج ، لأنّها تشكّل وصمة عار على جبين البشرية جميعاً، فهي محاصرة برّا وبحراً وجوّاً منذ 16 عاماً، ويعيش أكثر 2، 2 مليون فلسطيني في بقعة جغرافية لا تتعدّى 360كم مربّع ، وصدقت منظمة حقوق الإنسان الأمريكية هيومن رايتس ووتش عندما قالت : " إنّ قطاع غزّة يعيش في سجن كبير في الهواء الطلق ." كما وصفت هذه المنظّمة في يوم الإثنين الماضي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حول فرض الحصار على غزة بـ"المقززة" وجريمة حرب " .
وممّا لا شكّ فيه ، أنّ شراكة قادة الغرب الاستعماري في انحيازهم ودعمهم للكيان الصهيوني فهو مدان وموصوف ، فبالإضافة إلى الموقف الأمريكي الذي حرّك حاملات طائراته ، وخطابات بايدن وتهديداته ، وسرعة نجدة نتنياهو بإرسال طائرة محمّلة بالذخائر الدقيقة ، فإنّ سوناك البريطاني في خطاب ألقاه في مراسم تأبين في أحد المعابد اليهودية في لندن: "لا يوجد هناك بعدان في هذه الأحداث، ولا يدور الحديث عن توازن ومساواة ما. وأنا إلى جانب إسرائيل"، مشيرا إلى أن أعضاء حركة "حماس" هم "الإرهابيون وليسوا مقاتلين من أجل الاستقلال " .أمّا ترودو رئيس وزراء كندا فقد أدان المسيرات والمظاهرات التي انطلقت في العديد من المدن الكندية تأييداً لغزّة ، وخلال مشاركته في مسيرة تضامن مع "إسرائيل " في أوتاوا صرّح ترودو : "إرهابيو حماس ليسوا مقاومة، وليسوا مقاتلين من أجل الحرية، إنهم إرهابيون.ولا ينبغي لأحد في كندا أن يدعمهم، وجدّد  دعم كندا " لإسرائيل " قائلا: "نحن نقف معكم الليلة وغدا وكل يوم".
أمّا الحديث عن التخاذل العربي الرسمي، وخاصّة المطبعين منهم مع الكيان الصهيوني قد يطول، ويحتاج لمقال ومتابعة مفصّلة ، ولكن نستطيع القول هنا : إنّ بطولات المقاومين الفلسطينيين ، وصمودهم في وجه الكيان الصهيوني الفاشي هي بمثابة صفعة على وجوههم .. وعلى كلّ حال : فإنّ بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني كشف عورات الذين يناصرون الظلم والباطل الصهيوني ، أو يصمتون عنه ، سواء على الصعيد العربي أم الدولي . - يتبع -

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل