أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - طوفان الدم : او عندما يصبح القتل على الهوية والتنكيل باسم الدين بطولة ؟؟














المزيد.....

طوفان الدم : او عندما يصبح القتل على الهوية والتنكيل باسم الدين بطولة ؟؟


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي منذ يوم 07 أكتوبر 2023 م منعطفا دمويا خطيرا ، بانطلاق ما اسمته حركة حماس " طوفان القدس" وهي عملية عسكرية أدت الى قتل المئات من الإسرائيليين واسر المئات كذلك ، كما تمخض عنها رد عسكري إسرائيلي عنيف وقاس أدى الى قتل المئات من الفلسطينيين اغلبهم من المدنيين في قطاع غزة . لكن ما تغير في معادلة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هذه المرة هو ان البادئ بالهجوم هي حركة حماس و باقي الفصائل الفلسطينية ولكن الأخطر من ذلك هو الصور البشعة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وبعضها مصدره الاعلام العسكري للفصائل الفلسطينية ، هذه الصور المروعة و المفزعة والتي تبين درجة الهمجية التي وصل اليها بعض عشاق الدم في تنكيله بجثث المدنيين الإسرائيليين و بممارسات مهينة ولا أخلاقية ضد الأطفال و النساء الذين تم اسرهم واعتبارهم رهائن ، قد يجيبنا البعض و يقول بان إسرائيل كذلك مارست وماتزال تمارس القتل الممنهج و العربدة و قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين بدون رحمة ولا شفقة وبطبيعة الحال ووفقا لواقع ومشاهدات العقود الماضية فهذا الامر صحيح جدا و ملموس و متفق عليه ، إسرائيل اذا دولة احتلال وممارساتها القمعية مدانة من قبل كل الديموقراطيين والحقوقيين في العالم ، لكن هل من المعقول والمنطقي والأخلاقي ان تلجأ الفصائل الفلسطينية الى أساليب الإرهاب و القمع والتنكيل لاسترداد حقوقها المغتصبة ؟ اليس من المعيب و المقرف جدا ان نرى صور أطفال ونساء مدنيين إسرائيليين يتم التنكيل بهم و تعذيبهم و التمثيل بجتثهم بدعوى ان جميع الإسرائيليين هدف مشروع ؟؟ الا يفقد النضال الفلسطيني تعاطفه الدولي ، من كل شرفاء واحرار العالم بفعل هذه الممارسات الهمجية المشينة والتي تعطي الذريعة للقوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل و في العالم للمزيد من سفك دماء الأبرياء من الأطفال و النساء الفلسطينيين الذين يؤدون فاتورة إنسانية فادحة بفعل تخطيط سياسي وعسكري لفصائل فلسطينية قد لا يكون قرارها بيدها دائما ؟؟.
اذا كانت مقاومة الاحتلال أي احتلال في العالم مشروعة وفق مواثيق الأمم المتحدة و القوانين الدولية ، الا ان اختيار أساليب المقاومة وإعطاء الأولوية لمصالح الشعوب و عدم الزج بها في مغامرات دموية بفعل قرارات سياسية لم يستشروا فيها أخطاء فادحة بل هي من صنف الكبائر السياسية باللغة الدينية ، تذكروا جيدا الأخطاء القاتلة التي قام بها السادات في حرب 1973 م ضدا على راي قيادة اركان جيشه عندما قرر الزج بالمدرعات والدبابات في اليوم الثالث من المعركة ضد إسرائيل في صحراء سييناء وادى الامر الى مذبحة رهيبة في حق الجيش المصري !! تذكروا جيدا الحربين الطاحنتين التي قاما بهما الراحل صدام حسين بسبب "مزاجية الزعيم " ضد ايران في 1980 و ضد الكويت سنة 1991 والتي أدى الشعب العراقي ومايزال يؤدي ثمنهما الباهض الى اليوم..
ان ما نعاينه اليوم من فرح "عربي –إسلامي" وانتشاء بالدماء الإسرائيلية و عدد القتلى الإسرائيليين يطرح اكثر من علامات استفهام حول نفسية و عقلية هذا المواطن " العربي –الإسلامي " المقهور المسلوب الإرادة والمظلوم لكنه في نفس الوقت الذي يحب الظلم و الإرهاب و الدماء اذا ما سالت من الجانب الاخر المختلف معه دينيا و ثقافيا .. كم من العقليات الداعشية التي تسكننا بل تتساكن معنا وتتوارى عن الأنظار تقية للأسف الشديد !! كم يلزم العالم الحر من مجهودات لنشر ثقافة السلام والتسامح و قبول الاخر المختلف دينيا وثقافيا ولغويا ... ينتشر الإرهاب الاعمى في العالم لان الدول الغربية أساسا تشجع الأنظمة الاستبدادية و تتسامح معها ولا تبذل أي جهد لتشجيع شعوب العالم للمضي في طريق الحداثة والديموقراطية وحقوق الانسان و هذه القيم لو تم تشجيعها دوليا كما تشجع الأنظمة التسلطية لقل الإرهاب في العالم ولما رأينا ملايين الناس تحتفل بالدماء و تتبرك ببطولات ملطخة بالدماء .
ان مسؤولية الغرب ليس بمعناه الجغرافي ولكن بمعناه الثقافي مسؤولية كبيرة في ما ال اليه العالم من دمار و قتل و تراجع لحقوق الانسان ، فعلى سبيل المثال الم يترك الشعب الفلسطيني فريسة للفقر و الظلم و التهميش حتى ارتمى في أحضان قوى إقليمية تتلاعب بمصيره الى يومنا هذا ؟ لو تم الضغط الجدي على إسرائيل من قبل المنظومة الدولية لامكن اجتراح حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية يتعايش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون في امن وسلام ، لكن تركت المنطقة واهملت شعوبها و النتيجة هي الدماء التي تسيل و الأرواح التي تزهق وامكانية تحقيق السلام التي باتت صعبة وشائكة، يذكرنا نفس الامر بالاهمال والانكار الذي تعرض له الشعب العراقي من قبل النظام الغربي اثناء انتفاضته الشعبانية سنة 1991م و التي اعقبها مجازر رهيبة في حق العراقيين من قبل نظام صدام حسين ، فارتمى العراقيون مجبرين في احضان ايران و القاعدة .. الم يخن الغرب قيمه ومبادئه عندما اهمل الشعب السوري و تركه يواجه مصيره امام بشار الكيمياوي الذي قتل من الشعب السوري في سنة ما لم تقتله اسرائيل منذ قيامها ؟
يجب ان يكون طوفان الدم الذي يجتاح إسرائيل وفلسطين اليوم ، لحظة لتقييم السياسات الغربية الخاطئة التي تركت الشعوب المقهورة المظلومة فريسة لانظمة تسلطية ورهينة لدى تيارات دينية تستغل فقر الشعوب والظلم الممارس عليها لتقوية نفوذها و اذكاء روح الحقد و الضغينة بين الشعوب والثقافات والديانات !!
ايقضوا العالم الحر من اجل إيقاف طوفان الدم و الحروب التي تمزق أشلاء المجتمعات والشروع في إصلاحات جوهرية تهم سياسات العالم و تعيد ترتيب البيت العالمي الذي يتأكل بنيانه يوما بعد يوم بفعل اهمال الشعوب وهدر حقوقها .



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الصحراوي : التاريخ والذاكرة محاولة قراءة
- الامازيغ في درس التاريخ المغربي
- الدكتورمحمد الشيخ بيد الله : التضحية في اقسى تجلياتها من اجل ...
- الشهيد ريان : الألم والامل
- دور التصوف المغربي في تمتين وتوطيد العلاقات المغربية الافريق ...
- كتاب الحركة المعينية يؤرخ للعلاقات التاريخية بين قبائل الجنو ...
- الدكتور محمد المازوني احد اعلام تاريخ الجنوب المغربي الذي بص ...
- لن اهاجم الرئيس الجزائري ، ولكن... ؟
- لا نموذج مغربي للتنمية بدون نخب سياسية نزيهة وفاعلة و اقتصاد ...
- موت الضمير الإنساني وغياب العدالة الدولية في حرب غزة2021
- شجرة الأركان عنوان التفرد البيئي والحضاري والثقافي المغربي ع ...
- سامي كليب : الاعلامي والمثقف الذي يجمع بين الثقافة الواسعة و ...
- شذرات من حياة الأستاذ العربي اقسام البعمراني .
- التفوق الاستراتيجي المغربي في افريقيا اصبح حقيقة .
- نوال السعداوي : ايقونة النضال النسائي التحرري ضد الظلم الاجت ...
- لماذا يجب على حزب العدالة والتنمية المغربي الاعتذار للمغاربة ...
- 2020 سنة الآلام و النجاحات الديبلوماسية
- القضية الفلسطينية من فشل مبادرات التسوية الى محاولات التصفية
- لماذا يسكت العالم عن التطهير الاثني الذي يمارسه الرئيس اردوك ...
- المغرب في عهدمحمد السادس : انجازات وامال وتطلعات


المزيد.....




- بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو ...
- مسؤول أمريكي يكشف مكونات اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ...
- شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل ...
- غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟
- تونس.. تواصل غلق معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا واكتظاظ كبير ...
- هل تفجر انتفاضة الجامعات حربا أهلية في أمريكا؟
- - أشعر أنني منبوذة لأنني لا أريد إنجاب أطفال-
- بايدن: احتجاجات طلبة الجامعات لم تجبرني على إعادة النظر في س ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- أردوغان غاضب من -نفاق الغرب-.. وأنقرة تعلن تعليق التعاملات ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - طوفان الدم : او عندما يصبح القتل على الهوية والتنكيل باسم الدين بطولة ؟؟