أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - رواية شيفرة الإنتقام














المزيد.....

رواية شيفرة الإنتقام


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


...لا أجدني إلا وقد خطَّ قلمي أسطرًا حدثت بالفعل...
لا تصدق أنَّها من بنات أفكاري ربما أعدت ترتيب أحداثها...
ومررت بكلّ من دون لدي أخبارًا ...قصصًا حدثت...
وينتظر أن تحدث...
فقط عقارب الساعة هي التي نحتكم إليها في تسيير القدر...
جرب أن تفتح صندوق الحكايات لديك ستجد الكثير منها...
علق الصور...
وأسرد قصص الذين مضوا والغائبين والمنسيين والكثيرين مما تركوا صفحات سوداء...
نبئهم أنك ستروي عنهم ما حدث بأدق التفاصيل...
كلَّ الذين طرقوا أبواب الغيب وظنّوا أنهم الأقدر على فعل كلِّ شيء ...
لم يجدوا إلا النهاية التي نسوا أن يرسموها فوقعوا في شركها...
شيفرة الانتقام ليست مجرد رواية...بقدر ما هي حقيقة...
اقرأها بتمعن وأخبرني إن كانت قد ثأرت لك...

(1)

لم يعجزه أن يزيح الحجر الثقيل فوق الحفرة التي كان مسندًا فيها، قوة غريبة تدفقت إلى جسده، في الظلمة كان الأمر غريبًا؛ فقد رأى أشياءَ لم يرها من قبل، لم يعرفها من قبل، ولم يُخبَر عنها، ولم يظن يومًا أنَّه سيراها بهذه السرعة، لقد كان صغيرًا بالسن ليجد نفسه في مثل هذه الحفرة...بالكاد تتسع له مستلقيًا بلا حراك، المتر والستين سينتمترًا بمقدار طوله تمامًا، وبمقدار نصف مدة للذراع لا تتسع لغيره وهو مستلق على ظهره، لم تكن مصقولة بشكل جيد، فالكثير من النتوءات والحجارة البارزة تنقرُّ جسده، لم تكن كتلك التي جعل الحفارين يتفننون بصقلها، فقد وضع فيها الرخام، كانت لأبيه فقط حتى هو لم ينل مثلها، ربما كان عليه أن يفطن لقبره، وأن يصنعه على مرأى منه وألا يتركه للآخرين.
الكثير من الخدوش ألمته وأشعرته كم أصبح رقيقًا...هشًا ليتألم، فقد ناله ما ناله منها في كلِّ جسده، وهو يحاول أن يزيح الصخرة بكلِّ قوته، جالسًا كانت محاولته الأولى، ربما لو كان واقفًا أو محنيًا جدعه قليلاً لكان أمره أفضل مما هو عليه في هذه اللحظات...
شعاع النور الذي شق ظلمته، وجعل ينثر الغبار من حوله في القبر الضيق يكاد أن يخنقه، مهما حاول أن يحبس أنفاسه، ثلاث محاولاتٍ ليجمع قدرًا من الهواء المختلط برائحة الموت والحياة...
مط جسده وجعل يسحبه شيئًا فشيئًا...
- نجح الحفار بعمله؛ بأن يزيد عمق هذا القبر...تمتم وهو يتمُّ سحب جسده.. إلا قدميه.
تمدد طويلاً وقد ترك قدميه الحافيتين بالحفرة، لهاثه وصوت خشخشة في صدره، أخذ الانتفاخ في بطنه ينخفض شيئًا فشيئًا، والتصلب بصدره، قليل من الهواء يدخله...التيبس برئتيه جعل يزول، والمخاط أخذ يسيل من منخريه...أصفر مخضرًا، بعد ربع ساعة تقريبًا استطاع أن يتنفس بشيء من الراحة، غير أن شعوره بالغثيان لم يفارقه...الدفء الذي بدأ يحلحل مفاصله زاد من التهابها وحرقة أخذت تثير شعوره بالألم.
ارتكز على يديه وهو يحاول الجلوس على مؤخرته، شعر بوخز كان لبعض الحصى...أزاحها، ضم إليه ساقيه وقد اخفى وجهه من النور الثقيل؛ الذي جعل يطّوف بجسده الوهن، ألم أصاب جسده كله، لم يعرف بالضبط ما الذي يحدث له.
فجأة دفقة واحدة من معدته، كان قيئًا بحموضة لاذعة وبمرارة لا تطاق، ثلاث مرات كانت كافية ليفرغ ما في بطنه، رغم أنَّه لا يشعر بثقل في معدته، أزاح جسده وقد أصيب بالإعياء، تمدد ثانية إلى جانب البركة الصغيرة من القيء شديد الرائحة، والقيء الأصفر المخضر بلزوجته يروح، ويجيء...شدَّ انتباهه شيء يعوم تارة فيه ويغرق أخرى، نظر حوله...تمعن بالشواهد استوقفه شاهد مثبت إلى قبره...
قبر المرحوم
فوزي سلطي سموح
عن عمر يناهز الثماني والخمسين عامًا
قلب بصره ببقية الشواهد، أسماء كثيرة لم يعرف منها أحدًا، نبش الأرض بفأس عينيه، لم ير أيًا من أراضي قريته أو أراضيه التي لا تغيب عنها الشمس، الكثير من الأشواك في أرض موحشة مقفرة...لم تمتد إليها طريق أو سكنها الإنس، لم يعرف أين هي أو أين هو؟ أقرَّ في نفسه بأن تكون للمقطوعين ولم يكن لهم قريب.
ما شغله أن يجد عصًا صغيرة ينتشل فيها تلك القطعة الحمراء...التي أرقته أكثر مما هو فيه، ما تراه كان في جوفه وتقيئه الآن؟! كانت عصًا لشوك يابس، جعل يعبث بتلك البركة بقليل من الصبر وكثير من الوقت، ظلَّ يحاول أن يركز زيغ عينيه، من القيء أخرج القطعة الحمراء الصغيرة بعد عدة مرات من المحاولات الفاشلة، حتى استلقت إلى جانب البركة بلونها الأحمر اللامع...لم تتحلل، لم تصب بسوء، كما هي...من الغريب ألا تتأثر بشيء. سرها جعله لا يفطن للشمس المتوهجة في كبد السماء والريح الحارة التي ساقت الأغبرة إلى حيث أمن النائمون في قبورهم ألا يصيبهم قتر ولا ذلة. دقائق وكانت بيده، جلس القرفصاء، وهو يملي نظره منها، لم يشغل باله شيء غيرها ...عدل جلسته...ركز مؤخرته بالأرض الصلدة، وهو يقلبها بيده...كانت قطعة قماشية صغيرة رقيقة، بحمرة قانية لم تتحلل بعد، فيها صرُّة ما....لا تتعد حبة الدواء كالتي كان يتناولها؛ يذكرها تمامًا ثلاث حبات كل يوم صبح مساء...في البداية ليستعيد عافيته، ولكنها ما لبثت أن كانت ليموت...



https://reberhebun.wordpress.com/2023/10/05/



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الأولى
- الرسالة الخامسة
- منعرجات النسيان
- الرسالة السادسة
- الرسالة السابعة
- الرسالة الثامنة
- بانتظار القيامة
- يوميات عابرة سبيل/وها قد غادر آب
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثامن
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم التاسع
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الخامس
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الرابع
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثاني
- يوميات عابرة سبيل
- محمد دراجي...شاعر النبلاء
- أحمد عتمان أيقونة الحياة
- أحمد دراجي... شاعر النبلاء
- ملامح ومؤشرات دالة على التحول والتوجه نحو التكامل في مركز ال ...


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - رواية شيفرة الإنتقام