أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث














المزيد.....

يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7693 - 2023 / 8 / 4 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


اليوم الثالث: عيد ميلاد

الجمعة الرابع من آب، الساعة التاسعة صباحاً...حول الطاولة الصغيرة في المطبخ الصغير والذي بالكاد يتسع لثلاثة من الأشخاص الجالسين...
-أمي أعلم أنك تقومين بكل شيء من أجلي...
بعد صمت قصير وتنهيدة نطقت: أرأيت يا ولدي بالكاد أصبح هذا المطبخ الصغير يتسع لكلينا فقط دون أن نفكر في ثالث لنا.
-أرجوك أمي لا تبدأي بالدراما، تعلمين أنَّ اليوم هو عيد ميلادي و...
قاطعته بفرحة عامرة: أردت أن أجعلها لك مفاجأة..انظر...قمت إلى إحدى خزائن المطبخ وفتحتها كانت هناك علبة صغيرة ملفوفة بشريط أنيق، وبطاقة...أخرجتها برفق واستدرت إليه... وقلت: عيد ميلاد سعيد، هاقد بلغت السادسة عشر من العمر يا صغيري وأصبح لديك شاربان وبدأ صوتك يشتد غلظة...سامحني لم أستط...
-أمي إنها هديتك منذ خمس سنوات زجاجة من العطر وبطاقة مكتوب عليها: هاقد كبرت يا صغيري...
لم أستطع التحدث أمام شاب يبدو أنه قد كبر فجأة، وآثرت الصمت.
-أعلم أنك تبذلين قصارى جهدك لتبدين سعيدة، أعلم أن أبي توقف عن منحك سلامه منذ زمن بعيد وقد توقف أيضاً عن إرسال المال للمساعدة في إعاشتنا. لم أعد صغيراً لتنبهينني بأن عليّ أن أكون مهذباً في الحديث عن أبي...أعرف أيضاً أنك وضعت الكثير من الأزهار عند صورته كي تجملي حقيقته أمامي...ولكني يا أمي كبرت، ولم أعد بحاجة إليه...لقد نسينا مع أمرأة لعوب...
-قاطعته: عيب عليك...
-من قال أنه عيب...رجل وأحب امرأة لعوب يتمتع معها في حياته...أنت جميلة وهادئة وامرأة تصنع المستحيل...ولكنك لست لعوباً وهو ببساطة لا يستحقك، فكري في الأمر هكذا...
حاولت أن أبتلع الحجر العالق في حلقي وألتهم بصمت دموعي المالحة التي مازالت قادرة على حفر أخاديد في وجهي...وقلت: دعنا من هذا وافتح هديتك...سأقوم بصنع قالب من الحلوى تعلمت وصفته من الإنترنت يوم أمس...
-أمي...أريد أن أقيم حفلاً كبيراً لأصدقائي لقد مللت قوالب الحلوى...أريد أن احتفل بالسادسة عشر...
-هذا جميل حقاً...ولكن تعلم أن الموازن...
-أعلم ما ستقولينه...الموازنة لا تسمح، وهناك الكثير من الأولويات، الوضع الاقتصادي خربان، ولو كنتي تستطيعين أخذ نصف الشهر إجازة من عملك لفعلتي لارتفاع أسعار البنزين وأنك تحاولين العثور على عمل آخر...كل هذا أعرفه ولكنك لست متفاجئة بيوم ميلادي...أنا لست مثلك لا أقدر تواريخ حياتي المهمة...أنت لا تحتفلين بعيد ميلادك وأنت حرة في تهميش تبقى من حياتك ولكنني لن أكون نسخة عنك...
-ما رأيك بأن نقيمها في بيت جدك أو أن نعزم أقرباءنا...
-لا يا أمي أنت تواسين نفسك بالزج بهؤلاء في خصوصية حياتنا، ألا تعلمين أنهم منذ زمن بعيد قد توقفوا بالسؤال عنك...لم يهاتفوك أو يجعلوك ضمن مجموعات الواتس أب خاصتهم... أتنكرين أنهم لا يزورونك في الأعياد، وأمثل بأنني سأذهب مع أصدقائي فقط لأتركك تبكين...وحين أعود تسألينني سؤالاً واحداً: هل استمتعت. نعم يا أمي استمتعت كثيراً ومازلت...أتعرفين ما أريد أن أفعله...أريد أن أكون ذلك الغريب الذي يتزوج فتاة غريبة لأنجب الكثير من الغرباء...لا تقلقي سأكون مختلفاً قليلاً عنهم بأنني سأسأل عنك وأزورك في قليل من الأيام...عندما تصبحين عجوزاً وتحتاجين إلى طقم أسنان.
ضحكت من كل قلبي..وقلت: يبدو أنني قد غفلت عنك كثيراً...وتركتك تشاهد الكثير من الأفلام الأجنبية...
-لا يا أمي ليس الأمر متعلقاً بالأفلام الأجنبية إنه يتعلق بك...
-كيف؟
-أريدك أن تعاملينني مثل الآخرين الذين تتابعين معاملاتهم في عملك ولا تنسين تواريخهم المهمة، والذين تسعين جاهدة لحل مشاكلهم...أريد فقط أن يكون لي تعريف كلمة الآخرين في قاموسك.
-حتى (الآخرين) أنصحهم...ومع ذلك تريد حفلة عيد ميلاد فليكن لا بأس سأقيم لك حفلة عيد ميلاد.
-لا تخافي لقد كنت أدخر المال لعيد ميلادي، ولكنك مدينة لي به سأقسط المبلغ لك على دفعات ميسرة...أرأيت أن أبنك أصبح رجلاً... فقط أريد المكان، أريد لبيتنا أن يدخله الفرح وأريدك أن تتزيني وأن ترتدي فستاناً جديداً...لا تخشي شيئاً لقد أدخرت المال الكافي لذلك أيضاَ، كما أدخرت المال لمصفف الشعر.
-ماهذا هل سطوت على بنك؟!
-لا لقد كنت أدرس وأعمل...و أقول لك أني أستمتع مع أصدقائي.
لم أدرِ إلا حينها أن صغيري قد كبر...



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثاني
- يوميات عابرة سبيل
- محمد دراجي...شاعر النبلاء
- أحمد عتمان أيقونة الحياة
- أحمد دراجي... شاعر النبلاء
- ملامح ومؤشرات دالة على التحول والتوجه نحو التكامل في مركز ال ...
- أيقونة الحياة أحمد عثمان
- زيزف وزوربا
- ما هو الفكر؟؟؟
- أثر الثقافة العربية السائدة في تراجع دور المرأة العربية
- المرأة والعمل
- بحيرة القمر
- قطر علم التكامل والتناغم
- حكاية من حكايات جحا
- الفرار إلى النهاية
- قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون بقلم ...
- الإصلاح الإداري ج2
- ARV فايروس الإصلاح الإداري
- على مقربة...ج2
- على مقربة...ج1


المزيد.....




- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث