أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد العلوي - الأمير الأسود














المزيد.....

الأمير الأسود


خالد العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


لدى الموت الكثير من الأسلحة التي بوسعها أن تحصد حياتنا بالشكل المطلوب، فبوسعه أن يحصد حياتنا مادياً وبوسعه أن يحصدها معنوياً ، وبوسعه ألا ينتظر موسم الحصاد، وأن يتجاوز كل تلك الأسلحة النفسية والجسدية ، وأن يلقي بنا ، في أقرب مقبرة ، بمنتهى السهولة ، لكنه لا يفعل ذلك، لأنه وعلى خلافنا نحن البشر، يملك الكثير من الوقت ، والكثير من الفراغ !
الموت يريد أن يتسلى ، يريد للوقت أن يمضي ، للفراغ أن يذوي . يريد أن يَكسُرَ ملل أيامه التي لا تنتهي، يريد من أسلحته الكثيرة ، أن تنتج وفياتٍ مثيرة، ويريد من أيامه الوفيرة، أن تُسفرَ عن أحداثٍ خطيرة، تكسر روتينه المعتاد، وترفع منسوب الأدرينالين في دمه الأسود.
الموتُ أميرٌ أسودٌ ، أُرسل للحياة ليقتل الحياة ، ولأن القتل مهنته، قرر ألا يقتلها بالطرق السهلة بل بالطرق الصعبة ، لذلك راح يقتلها كما يقتل وحوش ، ويضربها كما يضرب أعداء ، ويستهدفها كما يستهدف الذئب قطعان الماعز.
هو لا يملك أسباباً للقتل ، لكنه يملك الوقت . هو لا يملك من يمنعه عن القتل ، لكنه يملك الغريزة ، لذلك يستحدث كل يوم طريقةٍ جديدةٍ للقتل ، فبعد أن جرب طرق القتل المباشرة ، يجرب اليوم طرق القتل غير المباشرة كـ القتل عن طريق البنوك ، أو الإعلام ، أو الشرطة أو الجيش أو المخابرات أو عن طريق دعم التيارات السياسية ، أو عن طريق زعزعة الأمن والاستقرار ، أو عن طريق بث الفتنة ، أو عن طريق تغذية الطائفية والقبلية ، أو عن طريق الدين!
الأمير الأسود ، يعلم أننا لسنا جيشاً ،كما يعلم أيضاً، أننا لسنا غزاة، لكنه على أية حال، يقتلنا، لأنه يرانا جيشاً من الغزاة ، هو يتخيل أشياء شريرة عنا ، لا وجود لها إلا في مخيلته ، أشياء تعطيه الحق في قتلنا ، والوصول إلى أرواحنا وأجسادنا في أية لحظة ، هو يعلم أننا لا نملك درعاً أو رمحاً ، يعلم أننا لا نستطيع أن نحاربه لأنه الأقوى ، أو نتحداه لأنه الأدهى ، أو نسلط سيوفنا عليه لأنه الأكفأ ، لكن ولأنه قاتل أعمى، راح يقتل الأدنى والأسمى ، حتى أنه من فرط عماه ، تخيّل ابني الصغير ، وحشاً عملاقاً ، فأطفأ نوره ، قبل أن يتم الرابعة عشر من عمره ! لماذا....؟ فقط ليكون لظلامه معنى..!
الأمير الأسود ، يحصل على متعته الخاصة في نهاية المطاف ، ولما لا ، فاللعبة مسلية، والأمير يملك الكثير من الوقت، والكثير من الأسلحة. هو يتقن قواعد اللعبة جيداً ، ولأن القتل لعبته ، هو يريد للعبة أن تكون أكثر لذة وإثارة ، لذلك هو يتعجّل في قتل الأخيار، ويتمهّل في قتل الأشرار ، لأنه يعلم أن هذه اللعبة، أن هذه الإثارة ، أن هذه اللذة، هي كل ما تبقى لديه من ضروب النشوة والتسلية.

30-9-2023
كاتب عماني
مقيم في دولة الكويت



#خالد_العلوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة برميل !
- -مركز محمود حيدر للرعاية الاجتماعية-
- نعم نحن شعب سايلنت
- تاجا على سلالة هذا الطين
- بيادق غربية
- هل يخترق الربيع العربي-دول الخليج-؟
- - الناس أتباع من غلب -
- -محمود حيدر- عملة نادرة في زمن الخواء
- السيف..الأفضل في -الشرق الأوسط-
- -الزمّار فهد- وسكان الحي
- لك الله يا -محمود-
- الحضارة الإسلامية دفعت الحضارة العربية ضريبة لها
- تحقيق صحفي : المرأة السياسية.. من يحاربها ومن يسعى إلى إقصائ ...
- تحقيق صحفي :سياسيون حددوا خارطة طريق دور الانعقاد الثالث: تع ...
- أيلول أنا
- لا تكوني فنجانا من القهوة الحلوة دائما
- أنا رجل ٌ الحب يحرّكني
- سفينة نوح
- الدولة المدنية والدولة الدينية
- الحوار المتمدن


المزيد.....




- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...
- سجى كيلاني بطلة فيلم -صوت هند رجب- بإطلالتين ذات دلالات عميق ...
- جِدَارُ الزَّمَن ...
- فيديو.. 24 دقيقة تصفيق لفيلم -صوت هند رجب- في مهرجان فينيسيا ...
- فيلم -صوت هند رجب- يهز مهرجان فينيسيا
- بطل فيلم -صوت هند رجب- يحكي ردود الفعل الغربية
- وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور أبو عيشة: لا حل غير الاعت ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد العلوي - الأمير الأسود