أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - مجنون يحملُ غابة














المزيد.....

مجنون يحملُ غابة


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


حينما لا تضعي ذراعه المقطوعة في مكانها على صدرك، سوف يشعر بالخوف، سوف تنتابه الهواجسُ التي تعني أنه يتحلل مثل بيضةٍ فاسدة، وسوف لا يجد لعينيه عملاً، غير إسقاطهما في بئر جافة.

أقول هذا .. وأستغفر قلبك
هذا الذي يمدني
بالطعام والشراب.

لقد كان واجبه الدنيوي، أنْ يحبك، هذا الرجل الذي كنتِ وحدك مَن قصَّت أظافره، ويعلمُ أنه في الآخرة .. إنْ كان ثمةَ آخرة، سوف يطلبُ شفاعةَ عينيكِ، لكي يُقبلَ في الجنةِ أو في الجحيم، وإنْ كان ثمةَ بيتٌ للأبد يدور حوله، فهذا البيتُ .. قلبك.

لم أشعر بالشفقةِ على لساني
حينما أصيبَ .. بالشلل الرعاش
مطروداً من فمي
إلى انزلاقهِ قطعةَ لحمٍ
غيرَ قادرةٍ على الصراخ.

لقد كان الوقتُ ليلاً، وكان يراقبُ وقتَ أنْ ينتحر الوقت، حتى يضمك في الصباح، طارداً هواجسه التي أثقلت قدميه، فلم يعد قادراً على التعامل معهما كقدمين يذهبان به على الأقل إلى سرير الموت، إنه عاشقٌ يحمل قفصه الصدري مثل مجنون يحمل غابة، أنتِ فيها .. الشجرةُ الوحيدة.

لقد رُزقتُ منكِ
صوتي واسمي وعنواني
وأنتِ الأجمل بالتأكيد
وهذا ما أراه في يدي.

في الضجر الذي غنِمه مرةً واحدة، وجد فكَّين لطحن الماء، كان سعيداً بهما، حتى يمكنه ازدراد جرعةٍ ولو كانت قاسية، وحين سلقه الأرق، كان يشعر بأضلاعه متساوية، كأنما حان وقت أنْ يصنعوا منها سقفاً يرشح بالبكاء، لكنه صنع من الأضلاع سياجاً، حتى لا يهرب من جسده مثل ثورٍ أنهى يومه مطعوناً.

لحظة أنْ تقولي: أحبك
يعيد العالم ترتيب ذاته
ويعود كلُّ شيءٍ إلى مكانه الطبيعي
بما في ذلك قلبي.

كان قد حملَ فأسه ودخل إلى حقلك، مهمته أنْ يحرث الحقل شبراً شبراً، ويعيد بذر أنفاسك بما تشتهيان من أشجار الخوخ والبرتقال، ولا بأس كذلك من أشجار المانجو، ولأنه لا يكتفي بكل هذه الأشجار، فسوف يزرع في خزانةِ ملابسك، شجرةً تُثمر أقماراً.

الجنون زينةُ الحياة الدنيا
بشرط أنْ توافقي
على توظفينا معاً
أنا والجنون
كعلمٍ وصاريةٍ أمام بيتك.

يقول عن ليلته إنه سهرها مفترساً نفسه التي لم يتبق منها شيء سوى هذه العَظْمة التي قد تنبت جسداً جديداً، لكن هل ينبت للمحترق جسد من .. عَظْمة، أم يتلاشى مثل قبضةٍ من فراغ، أم تلمسينه بقرطك المتدلي من أذنك اليسرى، لن يكون جسداً في عودته وإنما كائناً يشبه عقلة الإصبع، ثم يندس في يدك.

قلبي .. أرنبٌ بري
يصعد الهواء مُلوحاً بغيمة
ثم يَسقط مُبتهجاً في حجرك.

أنْ تشرق الذائقةُ المجلوبةُ للحب، ثم تأخذان بها، هذا الكأس وهذه الوردة، وتنصرفان مثل أي عاشقين إلى مهدكما المُسيَّج بالقبلات، كأنما تستضيفان الينابيع، أو أنتما في الرقةِ المُراقة من نعاسكما على العاطفة.

أنْ تكوني .. يدي
وأنْ أكون .. صوتك.



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفازان لإمساك القَدَر
- صداع نصفِ القلب
- يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟
- سرد الأسى
- ضحك وجد ولعب وحب
- فوبيا إغضابِ الحبيبة
- لا شرقية ولا غربية .. إخوانية إخوانية
- المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد
- مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية
- هذا الرجل .. يوسف صدِّيق
- صلاة .. من أجل روح شرطي عراقي
- جدوى السيارات المفخخة
- الديوان العراقي
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها
- البيانولا
- ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم


المزيد.....




- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - مجنون يحملُ غابة