أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم المصري - يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟














المزيد.....

يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


قلت لها أبحث عن نسخة من الترجمة العربية لكتاب " كنزا ربَّا " الكتاب المقدس للصابئة المندائيين، وقالت إنَّ لديها نسخة أهداها لها أحد المراجعين للكتاب، ثم جاءت بالكتاب لكي أقرأه ثم أعيده لها.
كنت أتمنى الاحتفاظ بالكتاب، وطلبت ذلك منها فقالت إنه إهداء، ورجوتها أن تتركه لي مقابل أن أعطيها رواية الدون الهادئ لشولوخوف، وقد وافقت مبتسمة واشترطت أن تأخذ من كتاب كنزا ربَّا صفحة بيضاء في البداية عليه الإهداء لها.
وهكذا .. كلما فتحت كتاب " كنزا ربَّا " لقراءته أو حتى لرؤيته، تذكرت مباشرة .. الزميلة أطوار بهجت .. التي راحت هي أيضاً ضحية إرهاب أعمي يعمل بكدح لا يتوقف على تحويل العراق كله إلى محرقة.
أطوار بهجت .. الشابة العراقية والإعلامية، التي تعرفت عليها أول مرة في إبريل ـ نسيان من عام 2003 في بغداد، وعملنا معا لمدة شهرين تقريباً، قبل أن أغادر متذكراً أيضاً ابتسامتها وضحكتها الساخرة من .. العلوج .. كما كانت تطلق على الجنود الأمريكيين، وكانت أطوار أحد العراقيين الذين تمنوا أن يزول النظام السابق بوسيلة أخرى غير الاحتلال الأمريكي، ولما حدث الغزو لم تخفِ مشاعر العداء تجاهه.
أطوار تكتب الشعر، وهل ثمة عراقي خارج الشعر، وقد قابلتها مرة ثانية في يوليوـ تموز من عام 2004 في بغداد أيضاً وكانت أطوار تعمل مراسلة لقناة الجزيرة، قبل أن تنتقل للعمل في قناة العربية، لتذهب شهيدة الحرص على أداء واجبها تجاه ما حدث في مدينة سامراء تلك المدينة التي تنتمي إليها أطوار بهجت السامرائي، لكن القتلة وضعوا حداً لحياتها بإطلاق الرصاص عليها، في لحظةٍ تجسد همجيةً طالما عانينا منها في حياتنا العربية ومازلنا نعاني بأشكال مختلفة أشهرها وأكثرها بروزاً هو .. القتل.
كنتُ قد تعرضت لحادث في بغداد، كاد أن ينتهي بالموت ذبحاً أو بالرصاص، وكان قدري أن أنجو، وزارتني أطوار وذهبنا معاً إلى مقهى بغدادي وشربنا شاياً وقرأنا شعراً، في لحظةٍ كنا نحاول فيها كبشر أن نشعر ببعض الطمأنينة في محيط شاسع من الرعب والخوف.
صباح يوم استشهاد أطوار دخلت مكان عملي وما أن شاهدتني الزميلة رفاه العراقية أيضاً حتى بادرتني متسائلة : هل ماتت أطوار ؟ فكلانا يعرفها، وعلى الفور قمت بالاتصال برقم أطوار بهجت المحمول، ورن الهاتف ولكن الأمل انقطع تماماً فقد انقطع الرنين وعلمنا بعد ذلك أن أطوار قد أصبحت في معيِّة الضوء مع زميلين لها.
طفرت دموعي مرهقة بالتعب من كل شيء ومن الحزن ومر كالعادة هذا الشريط الذي يمر على أحد الأحياء كلما فقد قريباً أو صديقاً أو زميلاً، ورأيت أطوار في ضحكتها وفي إطلالتها على الشاشة مراسلة لأخبار المحرقة في العراق، حتى طالتها نيران هذه المحرقة وذهبت بها إلى الخفاء، حيث لا يمكن لنا أن نهاتفها أو نتحدث معها.
يا أطوار بهجت، يؤلمني أن أحذف رقمك من قائمة هاتفي وأنا الذي كنت أود أن أسألك دائماً وأنسى .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟
لقد قرأت أنا " كنزا ربا " وأحتسبك يا أطوار شهيدة ولتكن روحك النبيلة سلاماً لبلدك النبيل.



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرد الأسى
- ضحك وجد ولعب وحب
- فوبيا إغضابِ الحبيبة
- لا شرقية ولا غربية .. إخوانية إخوانية
- المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد
- مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية
- هذا الرجل .. يوسف صدِّيق
- صلاة .. من أجل روح شرطي عراقي
- جدوى السيارات المفخخة
- الديوان العراقي
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها
- البيانولا
- ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم
- سلامٌ عليك
- مَجَـرَّة الرمَّان
- ماذا فعل بنا .. هؤلاء .


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم المصري - يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟