أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - ضحك وجد ولعب وحب














المزيد.....

ضحك وجد ولعب وحب


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


مَنْ يفرك يديه بسعادة
يتساقط منهما قمح وسُكَّر
أمَّا .. الماء
فيمكنُ جَلْبُه بالرقص
ننتظر الآن أنْ يتقدمَ عاشقٌ مُتَهور
ويطهو لنا .. فطيرة

نحن في الإسراف من جوعنا ، ولا مناص منْ مساعدةِ العاشق ، فهيَّا .. هيَّا ...

SPOT LIGHT برتقالي اللون يتقاطع مع آخر أحمر اللون .. ثم يندلق الحلمُ على رأس عاشقٍ مُتَهور قرر أنْ يجلب النار ، فمال على صدر عاشقته وبضربةٍ واحدة .. أضاء صدرها .
هل دسَّ قبلةً أم خنجراً ؟
سنعرف ذلك بعد أنْ نجففَ حلبةَ رقصٍ يتألقُ فيها رجالٌ ونساءٌ مبهورون بأجسادهم كأنهم يرقصون على ماءٍ منزوع الجاذبية فيقذفهم في الفضاء .

أمَّا أنا ...
فوحدانيةُ عينيكِ تشقَّان صدري عن نافذتين ترقد في كلٍّ منهما .. يمامة .. وتغني مع العندليب الأسمر :
ضحك وجد ولعب وحب

لن ننسى نصيبنا من الفطيرة
قضمتين بعدهما .. تحلو الحياةُ لنا
أم نسرق الفطيرةَ كلها ؟

حينما نسمع أغنيةً مُحبَّبة ، تنفلتُ لأرواحنا أجنحةٌ من آخر طابقٍ بالعمود الفقري ، حيث تسكن الروح وترفع غصناً يتدلى منه القلب .

في مخيِّلةٍ مُباشرة ...
أنَّ القلبَ مرفوع وتحته يدك ، جفنةٌ تتلقى الدم نبضةً فنبضة ، وهذا يعني أنَّ القلب ينزف ، مع أنه لا ينزفُ وإنما يخفقُ بقوة كأنه يساعد الهواءَ على التنفس ، حيث لا تصدق مخيِّلةٌ مُباشرة أنَّ الهواءَ يتنفس .

أتجاوز الهواءَ إلى العاشق المُتهور الذي قرر أنْ يطهو لنا .. فطيرة .
يُشمِّر أكمام قميصه كمن سيحرثُ الشجن ...
يخلط بأناقةِ مغامر الطحينَ بالسكر بالماء ، ثم يوشوشُ للخليط الذي يختمر نافثاً أشكالاً حلوةً تشبه القبلات ، يقطفها العاشقُ ويقدمها لعاشقتِه الواقفة على مسافةِ بشرةٍ ساخنةٍ من صدره .

تعالي ...
لندس أصابعنا في الفطيرة
نتذوق منها ، ثم نضيف إليها حفنةَ سكر صافٍ تنتجه روحك بكمياتٍ وفيرة ، حتى أنني أكشط السكر ناعماً عن وجنتك لحظةَ انبثاقكِ من العدم ، وهذه صورةٌ أخرى لا تصدقها مخيِّلةٌ مُباشرة ، مع أنَّ شفاهي موقنةٌ بها وتقبِّلُ وجنتك متلذذة بحلاوتها المُفرطة .

الفطيرة .. ناضجةٌ الآن
العاشقون حولها
يتناهبون غوايةَ أنها ساخنة ، وتبث النعمةَ في أجسادٍ يتجول بينها العندليب الأسمر ، مُستمتعاً حتى بعد موته بثلاثين عاماً .. أنه قادر على أغنيةٍ تُربِّع دائرةَ الرقص إلى :
ضحك وجد ولعب وحب .

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
أنبتتنا في ماءها الآسن
حيث نقف وحولنا الهواءُ مُصابٌ بجفافِ البشرة
وحيث الأيام قطار لا يتوقف
لكي نهبط منه ونهرب إلى أيامنا

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
وكنا نضحك
حتى لا ينفد الفؤاد في صدأ يعتبره الآخرون واجبَ أدوارهم .

لعبت بنا الحياةُ يا حبيبتي
وكنا نعرف الحب كما نعرف الخمر ، مُحرَّمَين تحت سماءٍ لا تجيز لأبنائها إلا الضلوع في أغنياتٍ نتبادلها كما يتبادل الهواةُ طيوراً مُحنطة .

قهقهي معي
فالزجاج يقهقه
النوافذ والقبور تقهقه
الأشجار إنْ كان ثمةَ أشجارٌ والأرصفةُ تقهقه
والحياةُ فمٌ يتسع لابتلاع الضحكات ، حتى لا تُقلق راحةَ القوانين وهي تنهر الورد أنْ يَكفَ عن دلاله ، ليقطع وقته في تأمل الموت .

لكن الحياةَ يا حبيبتي
ضحك وجد ولعب وحب
فخذيها كما تأخذين حقيبةَ يدك ، بلهفةِ من سيُقلع إلى السماء ، مُلتصقاً بها ورافضاً الهبوطَ إلا بعد أنْ ينظفوا له الأرضَ من الكآبة .

قال العاشق :
لم تكن الفطيرة كما نشتهي
قالت العاشقة :
إنها فطيرةٌ حلوة ، فقط لا تسرف في تأمل وجهك
ثم قبَّلته حتى انخلع كتفه من رحيق تشتد ضراوته ، والعاشقةُ في قبلتها تأخذ الحياةَ على محمل الجد ولا تفلتُ نفساً من أنفاسهما إلا مُخضباً بالندى .

إنهما يَسكران ...
يقطعان شريان مخيِّلةٍ مُباشرة تدفع المنطقَ إلى حلمهما مثل فيل إلى بيتِ الرقة ، وإنْ كانا يبالغان قليلاً ، فلأنَّ الحب في جذره مُبالغة ، تأخذها الحياة وتُطلقها :
ضحك ولعب وجد وحب .



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا إغضابِ الحبيبة
- لا شرقية ولا غربية .. إخوانية إخوانية
- المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد
- مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية
- هذا الرجل .. يوسف صدِّيق
- صلاة .. من أجل روح شرطي عراقي
- جدوى السيارات المفخخة
- الديوان العراقي
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها
- البيانولا
- ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم
- سلامٌ عليك
- مَجَـرَّة الرمَّان
- ماذا فعل بنا .. هؤلاء .
- قفا .. نضحك
- ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة


المزيد.....




- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - ضحك وجد ولعب وحب