أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - قفازان لإمساك القَدَر














المزيد.....

قفازان لإمساك القَدَر


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


وجهكِ من نافذةٍ يؤرقها المطر ...
وأنتِ لا تدركين أنَّ صوتكِ أشقر،
أو فلنقلْ إنه سنبليُ اللون.

أنتِ إشراق ...
ومن قدميكِ حدائقُ تُشبه بقعاً لونيةً يدلقها الأطفال.
فلماذا لا تغرفين البرق؟
أم أنْ يدكِ مكسورةٌ ومُعلقةٌ في عنقك؟

لننتهي أولاً من هذه المسألة:
حاجباكِ زورقان مقلوبان ... ...
وعيناكِ خلود ميناءٍ إلى أدلةٍ تتبادلها أشجارٌ وطيور، حيث الفاكهةُ نهمُكِ الأنيس، وحيثُ قلبُكِ سمتُكِ الأبهى.
وفي حلٍّ آخر:
تشعلُ ذاتُكِ أفرانها، حتى إذا اقتضت النار اسماً، كانت ابتسامتُك حاضرةً لتهزأ بالجحيم، وعلى كل رغيفٍ يحدِّق في جوع البشر تضعين خاتمَ البركة.

لنأخذ مثالاً على أنكِ اكتظاظُ مرآةٍ تشع من جوفها .. ومن توجع قلبك الذي تمسكين بهِ قمراً بين شفاهك.
فهل تدركين ما أعنيه؟
أم أبقى مُعلقاً في سماءٍ لا تتوقفُ سحبها الراكضة إلى كتفكِ وتجرفني معها إلى وفرةِ الوجود أو فلنقلْ:
الطعام والشرابُ توأم
وكم تخطئُ الأشياءُ أسماءَها، إلى أنْ تمسح الشهيةُ وجهها بيديكِ والصحراء كذلك.

بعض الحنان نحيبٌ لا يكف عن الدوران
ومحور الأرض لم يعد قادراً على الاحتمال
ونحن في عيشنا ندرك أنَّ امرأةً تمسكُ الأرضَ تفاحةً تسيلُ دماً، ودائماً ما يكون للبساطةِ معنى آخر غير أنها يداكِ .. ولا أقصد هنا انشغالك اليومي بالرحمة، أو صوتكِ السنبلي اللون.
إنها احتضارُ الموتِ وأنتِ تنفخين في وجهِ الحياة حتى تتدفأ، وبالقياس فإنَّ الحياةَ كلها حقيبةُ يدك، فقط لا تسلطي على وجهك ضوءاً غير هذا الذي يسطع من الحقيبة.

كم أحبُّ أنْ أراكِ وأنتِ تغسلين أسنانكِ بالفرشاة، وأنتِ تسرِّحين شعرك، وأنتِ تسلِّمينَ للنوم جسدك الغني بالمعادن النفيسة، لأعود من هذه المشاهد بصور أحتاجها كي أجمع الأطفالَ حولي وأحكي لهم عن سندريلا والأميرةِ النائمة والسيدة مِلعقة أو أجمع الكبار وأحكي لهم عن شهرزاد.

سوف أستخدم لفظاً صعباً .. التناص
ملموساً بتداخل جسدين في معطفٍ .. حلمُه جناحان.
جسدكِ في التناص مع جسدي
وكلاهما باهرٌ ومُفترسْ ... ...
غيرَ أنكِ في ارتداء الفجر خاتماً من حنين، تماماً كما لو كنا نلتقط صورةً للشرفةِ قبل أنْ تصحو لحياتها اليومية.
لكن دعي جسدكِ يحتسي بدلاً من الشاي أقداح النبيذ لأنه في التناص مع كرومٍ يوجعها همسك.

تلزمُ قافيةٌ هنا ...
وعلى غير العادة سوف أضع القافيةَ في أول السطر:
أنتِ؟
سوف أكمل ...
أنتِ حلم
ثم أواصل انكبابي على الفتنةِ كأنما حان المطر مَرشوشاً من يديكِ على ثيابنا.

وحدك تعرفين أيَ انشغال على الرقة يعطي الأباريقَ النحاسيةَ أرواحاًُ حتى أنها تصدح أو كلما حلمنا بالعيد وجدناه في الصباح، سبائك ذهبيةً تحت الوسائد.

الشرط اللازبُ هنا ...
أنْ نكون عصافير تخلط بين الزبدةِ والزَبَد، وتدس مناقيرها في الغناء.

لنتحدثَ معاً كأساً لكأس
أنا الجندي
أنتِ قائد كونه المُطلق
لكن قبل ذلك
سوف أعبُّ إبطكِ عبَّاً
كمن يحمل زاد سفره إلى فتوحاتٍ ليست أكثر من نهاراتٍ مُهملة وحان وقت تعليقها على ناصيةِ الشمس ...
للشمس .. ناصية
ليديكِ دموع الكوارتز
حين تتركينه لهواةِ جمع الألقاب، هؤلاء المصابين بروماتيزم المخيلة، ثم تنحنين على جوفكِ كأنما تنزفين سحباً مسمومة.
انزفي إذن ...
زمناً لا يعنيه كحلُ عينيكِ إلا كلطخاتٍ تطمس أنْ تمشي ضحتك في كعبها العالي، فخورةً بأنوثتك المزججة بخصوبة التين.

هل تعلمين ما أخشاه الآن ...
أنْ تنفد سجائري
تلك التي احتاجها انتقاماً من رئتين يصعبُ ارتداءهما كقفازين لإمساكِ القدر، وإلا لن تهذبني السكينةُ التي لا أجد تبغاً كافياً لحشو جوفها.
والبديل الوحيد أنْ أصرخ حتى تنتبهي إلى .. اسمك .. مشجوجاً مثل حكايةٍ مَلكيةٍ ويحتاج أنْ نغسله بالماء البارد ثم ندفئه على سمر ليلتين ليعودَ ندياً كنجمةِ الصباح.

لماذا لا تَصفي ذاتك؟
لماذا لا تريحيني من يدي المشلولة، تلك التي أراها لطخةَ صوتٍ في احتقانه بطلوع الروح .. كأنما الزرقة ندبةٌ عميقةٌ في القلب وتحتاج إلى حشوها بالملح .. وإلا لن يفيد كثيراً أن ترتدي ثوبك الأحمر أو الأزرق أو الأخضر أو الأصفر طالما عَمِيَتْ عيونْ من حولك عن معجزةٍ تمشي على قدمين .. لكنها تمشي، لكنها تبكي وتضحك، لكنها تصحو وتنام، لكنها تحب وتكره، لكنها في منزلةٍ أكدح جاهداً لرفعها إلى .. الـ...منزلة.

المقاطع المُشاءةُ باليقين
كانت لامعةً في نومي
كأنها شفراتٌ تتبادل القبلات ثم تنطفئ
ومثل أي نائم لم أكن قادراً على الحفظ، وحين صحوت قلتُ هي الكلمات المُشاءةُ بالهوس ...
كأن نطلق لفظ يمامة على .. بارجة
ثم لا نعرف من أي بابٍ يمكن الدخول إلى ملكوتك، فأنتِ اليمامة والبارجة، وأنتِ في امتلاكك صوتاً سنبلىَ اللون، لا تُغضبي حتى مِفتاحَ بيتك.

فجرٌ يتنفس
بحرٌ يحتسي جعةَ بحارته الغرقى
مثلهما .. أتنفس أنا
وأحتسي .. دمي
لكنني لست فجراً ولا بحراً
أنا حفرة تحاول إقناع الهواء باستدعاء صوتك السنبلي ليملأني بغير ما اعتاد عليه صدري من فراغ، أو فلتأتي بنفسك لتردمي فمي بالقبلات.
وهذا المقطع بالذات وإنْ كان يعني جسدي محفوراً بغيابك .. فإنه بعض ما أرجوه لامتلائنا معاً بالحياة أو فلنقل ببساطة:
أنا بحاجة إليكِ، وكلانا في الحاجة إلى ذاتكِ مرفوعةً إلى الـ...منزلة

الأسبرين الذي يخل بتوازن الطبيعة
بحرفه الصداع عن مساره
يشبه يداً قضمها ذئب
ولا يعني هذا أنني أدعوكِ لتناول الأسبرين
فقط تناولي .. ذاتك
لينحرف الصداع عن رأسك التي يمكنها على الأقل وحتى اللحظة أنْ تكون .. في تمام العافية.
ودعي ما تبقى لي
فسوف أناقش لاحقاً، ضوابطَ اتفاقنا مع بحيرة
تتقنُ مثلنا .. مهنةَ الحياة.



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صداع نصفِ القلب
- يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟
- سرد الأسى
- ضحك وجد ولعب وحب
- فوبيا إغضابِ الحبيبة
- لا شرقية ولا غربية .. إخوانية إخوانية
- المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد
- مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية
- هذا الرجل .. يوسف صدِّيق
- صلاة .. من أجل روح شرطي عراقي
- جدوى السيارات المفخخة
- الديوان العراقي
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها
- البيانولا
- ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم
- سلامٌ عليك


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - قفازان لإمساك القَدَر