أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الازهر العربي - تونس: اتحاد الشغل والخيار الصعب: التصادم مع السلطة أم الدخول الى بيت الطاعة















المزيد.....

تونس: اتحاد الشغل والخيار الصعب: التصادم مع السلطة أم الدخول الى بيت الطاعة


الازهر العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 13:56
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تعيش تونس حالة من الفوضى العارمة والشلل شبه الكلي وهو مالم تعرفه في تاريخها الحديث. فالبلاد غارقة في ازمة هيكلية خانقة على جميع الاصعدة فالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على درجة من الخطورة بمكان وتهدد بالانفجار في كل آونة وحين. ولا انفراج في الأفق.
"إن أهم ما يميز الوضع العام هو الاقتصاد وهو العامل الاساسي في تشكيل الحياة "كارل ماركس". يتميز الوضع العام بالبلاد و منذ سنوات بركود اقتصادي تام وغياب كلي و سيطول لأي مؤشر ايجابي لمسالة انتاج الثروة. مؤشر النمو لسنة 2022 لم يتجاوز 2䀰 % وهو في تراجع. نسبة البطالة 16䀯% في الثلاثية الاولى من 2023. نسبة التضخم: 9𨇣% في شهر جويلية2023. حجم الصادرات عرف انخفاضا نسبته 5𨇣% وفي المقابل عرف حجم الواردات انخفاضا قدرت نسبته ب 𔨹䀱 (احصائيات المعهد الوطني للإحصاء). كما قامت تونس بتسديد حوالي 74% من ديونها الخارجية العام الحالي اضافة الى تحسن قيمة الموجودات الصافية من العملة الاجنبية لتبلغ 116يوما توريدا عوضا عن 111 بوما قبل سنة. (بيانات البنك المركزي). وقد فشلت السلطة التنفيذية القائمة ـ و التي جاءت بعد 25جويلية 2021 وعلى انقاض ما بات يعرف بالعشرية السوداء التي استأثرت فيها حركة النهضة الاخوانية وشركائها بالحكم والغنيمة ـ فشلا ذريعا في كل الملفات الحارقة: المديونية الخارجية و عجز الميزان التجاري الوطني، تزايد التضخم وانهيار الدينار، مقاومة الاحتكار و التهرب الضريبي، ارتفاع الأسعار و ندرة المواد المعيشية في السوق، رفع الدعم عن المواد الأساسية والطاقة، تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين وانهيار المستوى المعيشي للسكان، التفويت في المؤسسات العمومية، الفلاحة والبيئة، الهجرة السرية " الحرقة". وبخصوص هذا الملف الخطير واللاأخلاقي والمفخخ لما له من تداعيات كثيرة ووخيمة بدءا بمساسه باستقلال البلاد واستقرارها وتحويل تونس الى شرطي حدود للدول الاوروبية والى محتشد لأشقائنا الأفارقة والمرحلين من بلدان القارة العجوز. وما فتئت سلطة 25 جويلية الشعبوية تعمل جاهدة على تدعيم حكمها واحكام قبضتها على البلاد في ظل وضع اقتصادي كارثي ومنهار و ينبئ بالإفلاس. فبعد الاجراءات الاستثنائية والمرسوم 117 نظمت السلطة السياسية الحاكمة استشارة شعبية(!!!) فاشلة ثم أصدر الرئيس دستوره الخاص به وتم الإعلان عن النظام الانتخابي الجديد ونظمت انتخابات برلمانية افرزت مجلسا للدمى وجاءت بفريق المساندة والموالاة ثم اقدمت على المجالس البلدية المنتخبة. وها هي اليوم تستعد لتنظيم انتخابات جديدة للمجالس المحلية والجهوية وقسمت البلاد الى اقاليم وهي ماضية في تنفيذ مشروعها السياسي القائم على ما يعرف بالبناء القاعدي والذي لا يؤمن بالأجسام الوسيطة والهيئات التعديلية كالأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني. .ويشن النظام حربا بلا هوادة على خصومه السياسيين وبعض رجال الاعمال الفاسدين والصحافيين والنقابيين والمثقفين وتعرف الساحة عديد المحاكمات والتضييقيات على الحريات الفردية والعامة.
الاتحاد العام التونسي للشغل والخيار الصعب:
في خضم هذه الاوضاع الحبلى وامام ما تفرضه من تحديات كيف ستتصرف المنظمة الشغيلة ؟؟؟؟ " لكي يحققوا الهيمنة والسلطة السياسية جعلوا بدورهم مصالحهم الخاصة كأنها المصلحة." كارل ماركس
تبدو طبيعة المعركة في تونس خلال السنوات التي تلت الثورة ذات بعد اقتصادي واجتماعي بامتياز وبالعودة للعلاقة الجدلية بين الاقتصادي و السياسي و نظرا للحاصل السلبي لمسار 25جويلية الذي اتى على جل مكاسب الثورة وفي مقدمتها دستور 2014 المعمد بدماء الشهداء، اصبح السياسي اليوم يتصدر المشهد و يحوز اهتمامات كافة الفاعلين السياسيين في الشأن العام. والوضع الراهن لا ينتظر واصبح يستوجب وبالضرورة تدخل الاتحاد العام و من ان يمسك بخيوط اللعبة وبالخيط الرابط بين مختلف التناقضات التي تعرفها الساحة الوطنية والتي تشق المجتمع التونسي وان يحدد ماهر الرئيسي منها، وأن يرتب البقية رغم انه ليس بحزب للطبقة العاملة والشغيلة. ان اهم مكتسبات الثورة في تونس هي ما كان يتعلق بالسياسي وبالحريات والديمقراطية على حساب الاقتصادي والاجتماعي الذي يتطور وفق ما يسمح به المنوال الاقتصادي التابع الى الاجنبي وغير المنتج وغير العادل بين الجهات والطبقات والفئات الاجتماعية. اي ان التناقض الرئيسي هوبين بين قوى العمل وفي مقدمتها الطبقة العاملة وسائر الفئات المفقرة والهشة والرثة من ناحية و بين سلطة راس المال والاحتكارات والماسكين بدواليب الحكم ممثلين في البرجوازية الكبيرة العميلة. واصحاب المصالح ووكلاء الاستعمار الجديد في البلد. فاين سيتموقع الاتحاد العام ؟؟؟؟؟
الاتحاد العام حاليا هو أكبر وأعرق منظمة نقابية في تونس وفي الوطن العربي وافريقيا. تأسس في 1946 علي يد الخالد فرحات حشاد وفي ظل حكم الاستعمار المباشر. وقد سبقته تجربة اخرى رائدة هي تجربة جامعة عموم العملة 1924 على يد الزعيم النقابي محمد علي الحامي ورفاقه. وهي التجربة التونسية الاولى في التنظيم النقابي المستقل عن نقابات المستعمر الفرنسي واساسا الس ج ت . فكرة الاستقلالية النقابية طرحت مبكرا في تونس، وشاءت التطورات التاريخية التي عرفتها البلاد وطبيعة الصراعات ان ترتبط بها كل الازمات التي عرفتها المنظمة الشغيلة في سنوات1956 و1965و 1978و1985 و ما يطبخ اليوم و يجهز في الغرف المظلمة من دسائس و مؤامرات قد تستهدف وجود الاتحاد. فان مسألة الاستقلالية هي القضية الجوهرية للمنظمة والتي تصادمت من اجلها كثيرا مع النظام واستشهد من اجلها النقابيون وسالت دماؤهم وعرفوا السجون والمعتقلات. وتتعرض المنظمة اليوم لحملات التشويه و الشيطنة المغرضة والطرد و التنكيل وافتعال القضايا ضد النقابيين و النقابيات في قطاعات كثيرة منها النقل والصحة والطرقات السيارة و الشؤون الدينية والثقافة والتعليم العالي. و ما حصل للتعليم الاساسي فاق كل التوقعات اذ تم تجويع المربين وذلك بحجز مرتباتهم الشهرية واعفاء المديرين من مهامهم الادارية. وما تعرفه الساحة النقابية من تضييقات واستفزازات يندرج في إطار ضرب الحق النقابي واستهداف مباشر للحريات والحقوق النقابية التي تنص عليها مختلف المعاهدات العالمية الموقعة عليها الدولة التونسية. وجاء المرسوم عدد54 جاء ليشرع للسلطة الممارسات القمعية المشينة وسياسة تكميم افواه المعارضين والمثقفين والناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي الى جانب توظيف القضاء لتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم وضرب استقلالية الاتحاد وتدجينه. واحتياطا منها ابقت قيادة المركزية النقابية للمنظمة الهيئة الإدارية التي انعقدت بتاريخ 15 جويلية 2023 في حالة انعقاد وذلك لمتابعة الاوضاع والتطورات قصد اتخاذ الشكل النضالي الوطني المناسب. فتاريخ المنظمة مع السلطة لم يكن ورديا وكان بين مد وجزر/بين كر وفر/ بين التوافق والتصادم. والسلطة التنفيذية القائمة اليوم اتخذت من جماعة العشرية السوداء وجرائمهم الشنيعة في حق البلاد والعباد ذريعة لتضع الجميع على قدم المساواة وتحملهم مسؤولية ما حدث. وبذلك لجأت الى خطاب التآمر والاجرام والتخوين وهي عمليا ترفض الحوار مع الاتحاد والجلوس اليه كطرف اجتماعي وفاعل رئيسي في الشأن الوطني العام؛ بل ان المحسوبين عليها من " ابناء و بنات المشروع" يعتبرونه اتحاد الخراب ويدعون علانية الى حله ويسيرون على خطى روابط حماية الثورة ومليشيات النهضة؛ و يجدون الصدى لدى مجموعات المساندة النقدية (!!!) واشباه اليساريين وفلول الانتهازيين المتواجدين في صفوف المنظمة وبعض هياكلها فأعلنوا ولاءهم لمشروع الشعبوية على حساب الاتحاد طمعا في فتات الكعكة. فالاتحاد اليوم وقبل فوات الاوان بين خيارين لا ثالث لهما: أما الانصياع والرضا بالدون والقبول بالأمر الواقع اي اعلان الموالاة والسير في ركاب السلطة وتبني اطروحات مسار25جويلية اي اتحاد تابع يتبنى خيارات السلطة الاقتصادية والاجتماعية و لا يحشر انفه في المسائل السياسية و الحقوقية ويعمل بمقولة "من دخل دار ابي سفيان فهو آمن" والاستقرار السياسي للبلاد شأن لا يعنيه فـ "للكعبة رب يحميها". كما ان مبادرة الاتحاد وشركائه الداعية الى فتح حوار وطني لم تجد قبولا لدى الرئيس وإنها تراوح مكانها. وهذا النهج يقود الاتحاد دخول بيت الطاعة من بابه الواسع والرضا بالفتات وبالتالي تحميل الاجراء وسائر منظوريه نتائج الازمة الخانقة وتبعاتها والتنازل عن دوره الوطني والتاريخي، او خيار المواجهة والنضال: وهو ما يتطلب بالضرورة الالتقاء مع أطراف على ارضية عمل مشترك وصياغة برنامج عمل ايضا مشترك. هذه الاطراف من نافلة القول تكون ديمقراطية ولا تعادي الاتحاد وتحترم استقلاليته. وبالنسبة لقيادة المركزية النقابية فعليها ـ 1ـ العودة الى قواعدها وتشريكها في اتخاذ القرار و تعزيز روابط الوحدة والنضال النقابي والاستعداد للتضحية، ـ2ـ ضبط خطة عمل داخلية تستند الى لوائح المنظمة و تستوعب مجمل مطالب القطاعات ومشاغلها وفي علاقة بطبيعة المرحلة، ـ3ـ الاتفاق مع الشركاء الى تحويل مبادرة الاتحاد الى مبادرة عمل مشترك من أجل دفع النضال السياسي والاجتماعي وتطويرها و الغاء فكرة الحوار نهائيا. ويتمحور محتوى مبادرة العمل حول: المطالبة بعودة العمل بدستور 2014، المطالبة بحل البرلمان الحالي، الدعوة الى انشاء محكمة دستورية، إطلاق سراح المساجين السياسيين غير المتورطين في جرائم ارهابية وتبييض اموال وتخابر، الدعوة الى تنظيم مؤتمر اقتصادي جامع يصوغ وثيقة منوال تنموي وطني.



#الازهر_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية اتحاد الشغل بين النضال والحوار المنشود
- الشركات الاهلية في تونس : من فكرة كولونيالية الى حجر الزاوية ...
- تونس: اتحاد الشغل والخيار الصعب: التصادم مع السلطة أم الدخول ...


المزيد.....




- تحدد رسمياً سن التقاعد الجديد في العراق 2025 وخطوات معرفة را ...
- مبروك لكل الجزائرين.. فتح باب التقديم في منحة البطالة الجزائ ...
- -البطالة تتوسع-.. مليون شخص يدخلون سوق العمل سنوياً في العرا ...
- طريقة التقديم في منحة البطالة الجزائر 2024 والشروط المطلوبة ...
- الأردن.. البطالة ترتفع إلى 21.5% في الربع الثالث
- بعد الإعلان عن رفع الحد الأدنى للأجور .. التأمينات تكشف ما ح ...
- بوتين يهنئ العاملين في المنظمات الحقوقية الروسية باليوم العا ...
- 21.5% معدل البطالة في الأردن للربع الثالث من العام 2024
- ألمانيا.. عشرات آلاف الموظفين في -فولكسفاغن- يعلنون الإضراب ...
- “الحكومة العراقية” تزف خبر سار لجميع الموظفين الان.. أعرف ال ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الازهر العربي - تونس: اتحاد الشغل والخيار الصعب: التصادم مع السلطة أم الدخول الى بيت الطاعة