العود الأبدي :العودة إلى البدايات اللانهائية

يوسف نمير علي

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 20:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعزى مفهوم أو مصطلح العود الابدي إلى الفيلسوف الألماني (نيتشه) ، لكونه اول شخص استطاع صياغته ليس بشكله الفلسفي فحسب ولكنه صاغه بطريقة تاريخية، حيث جعله يتماشى مع حياتنا الاعتيادية الحاضرة ليكون تكرارها كالحياة التي سبقتها، هذا ما استعمله (نيتشه) في سياقه الحداثوي. إن الاستخدام الأكثر فاعلية للمفهوم ليس له أي علاقة تذكر بالعلم، لكن له علاقة بالتجربة الفكرية، العود الابدي ليس تجربة شخصية، العود الابدي يصيب اي مجتمع يرغب بتكرار الماضي نفسه في كل عصر من العصور التي يرغبون في أن يكونوا الجزء الأفضل منها، فهي لا تعني العودة إلى الوراء بما نعرفه على أنه عودة إلى الماضي بنفس ما كان عليه، بقوانينه و نظمه و أخلاقياته، بل هو العودة إلى البدايات التي لاتنتهي حتى بعد نهاية التاريخ. فالعود الابدي هو مفهوم يرى بأن الكون دائم التكرار، و سيستمر في حالة التكرار هذه، في شكل مشابه ذاتيا لعدد لاحصر له من المرات عبر الزمان أو المكان اللامتناهيين، تم الكشف عن هذا المفهوم في عدد من الفلسفات الشرقية القديمة، كما في الفلسفة الهندية وفي مصر القديمة، ثم تبناه (فيثاغورس) و عدد كبير من الفلاسفة الرواقيين، ومع انتهاء العصور القديمة وانتشار المسيحية، سقط هذا المفهوم في العالم الغربي، بإستثناء عند بعض من الفلاسفة الحداثيين ك(فريدريك نيتشه) ، والذي قام بربط هذا المفهوم بالعديد من مفاهيمه الفلسفية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تناول الفيلسوف (آرثر شوبنهاور) المفهوم الفلسفي للتكرار الابدي. وفي الحقيقة يعد مفهوم العود الابدي مفهوما فيزيائيا بحتا، لاينطوي على تناسخ خارق للطبيعة، بل هو يمثل عودة الكائنات في نفس الأجساد، من الناحية العلمية يمكن ربط هذا المفهوم بظاهرة ال(ديجافو)، وهي الظاهرة المعروفة جدا والتي توحي بأن الشخص في الوقت الحالي أثناء مزاولته العمل أو ممارسته نشاطا معينا، يمر بحادثة ما و من ثم يتصور بأنه قد شاهدها البارحة أو في يوم من الايام، وتكون تلك واجهة التذكر الخاصة به للعودة إلى الوراء قليلا كي يفهم موقفه من الحادثة التي سبقت ذلك اليوم.

#يوسف_نمير_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات