حكايات ويوميات عن الجواهري، ومعه... بلا رتوش / القسم الثالث

رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 12:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

حكايات ويوميات عن الجواهـري، ومعه... بلا رتــوش/ القسم الثالث
- رواء الجصاني
------------------------------------------------------
مساهمة في توثيق بعض مما يؤشر، ويشير، الى، وعن الجواهري الكبير، وبعيدا عن التفاصيل، تأتي هذه الحكايات واالقطات، بايجاز مكثف، وجميعها في الغالب الاعم من خلال الللقاءات المباشرة معه، واليومية احيانا، لسنوات طويلة، في بغداد وبراغ ودمشق .. الى جانب بعـــض مما وثقه اقربون من اهل البيت، وكذلك ما اجتهــــدت باهمية التقاطه في احيان اخرى. وأزعم ان ما ستأتي به السطور اللاحقات، التي وثقت وقائع هنا، وغيرها هناك، جاءت في اغلبها بلا "رتـــوش" وذلك ما سيعطيهـــا "تميزا" ما، وعسى ان يكون ذلك كائنا.. وادناه القسم الثالث:

21/ بلند الحيدري يعظم
واذكر ان الجواهري كان يخص الشاعر "الحداثوي" القدير بلند الحيدري، بمودة يشهرها بين حين وآخر .. وحتى قبل ان يكون قد اطلع على القصيدة التي نشرها – الحيدري- في مجلة "المجلة" اللندنية، اواخر الثمانينات/ اوائل التسعينات، تحية للجواهري بعنوان" ايها المنبع الضمآن" ومطلعها : "بعظيم شعرك يعظمُ الانسانُ/ وعلى يديكَ لكم تطاولَ شانُ" ..

22/ وٌلدوا.. فتعذبوا
استهل الشاعر الخالد مؤلف ذكرياته، الصادر جزأه الأول عام 1989 بمقولة، أو مثل صيني قديم، نصه" ولــدوا فتعذبوا، فماتوا" .. وبشأن ذلك هذر "احدهم" خلال جلسة في دمشق ربيع عام 1990: اه لو تعرف يا ابا فرات ما قاسيناه من تعذيب في السجون والتحقيقات الامنية... فتجهم الحواهري، واختتم الجلسة، وليعلق بعد انفضاضها: ان "بعضهم" لا يدرك ان التعذيب الاشد والأكثر مرارة هو معاناة النفس والضمير، او يطال من العزة، وينال من الكرامة..

23/ قرب، وبعد الدار
طالما سمع الاقربون من الجواهري، ترديده حين تضيق به المغتربات، بيتي قيس بن الملوح:
بِكُلٍّ تَداوَينا فَلَم يُشفَ ما بِنا، عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعـدِ /
عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ لَيسَ بِنافِعٍ، إِذا كانَ مَن تَهواهُ لَيسَ بِذي وُدّ

24/ موقف يسجل للكمالي
حين ترأس الجواهري وفد العراق لمؤتمر اتحاد الادباء والكتاب العرب ( دمشق 1971) كان الشاعر شفيق الكمالي رئيسا لذلك الاتحاد.. ومن بين ما كان يشير له الجواهري - ايجابا - بهذا الحدث، ان الكمالي رفض ان يكون أول الداخلين لجلسة افتتاح المؤتمر، قائلا امام جميع الوفود: لا يجوز ان يسبق الجواهري أحد، في الدخول للقاعة..

25/ زنـامى
كان الشاعر الكبير يطلق على متجاوز هنا، او معتد هناك، وصف " زنيم" وتعني الملحق بالقوم، الدعي، المؤذي.. وقد جمع تلك المفردة على وزن غير تقليدي، وهو "زنامى" في أحد ابيات قصيدة له عام 1967: زنامى" يعطفون على "زنيم" كما عطف الجناس على الطباق ..

26/ جيلان ام جيلين
ومما يُعرف عن الجواهري انه لا يتفاعل مع اسئلة عن شعره، وخاصة من "بطرانين" مثلي ... وهكذا كان حين قلت له "مداهرا" في دمشق خلال الثمانينات: ان استخدام "جيلين" اصح من "جيلان" في مطلع قصيدتك أواخرعام 1968 "ارح ركابك من أين ومن عثر، كفاك جيلان محمولا على خطر".. فكان جوابه لي، ممازحا، ما معناه: من الاصح، والافضل، لو تتحدث عن ماذا كان افطارك اليوم !!.

27/ حب النساء
ومن الموثق له انه أجاب مثقفة عربية، ارتبكت قبل ان تسأله، بخجل، في حوار تلفزيوني، على الهواء: يقال انك تحب النساء؟!" .. فاجابها، وبلا تكلف: " وهل علي ان أبدل ذلك بحب الرجال ؟!".

28/ ذو المنصبين
ومما نوثق له ايضا انه – الجواهري- كان يبتهج حين يجري توصيفه بأنه العراقي الاول، والاخير، الذي تبــوأ في أن واحد (عام 1959) موقعي: رئيس اتحاد الادباء، ونقيب الصحفيين، في البلاد..

29/ لاجئا في دمشق وبراغ:
لقد كان الجواهري يحرص- حين لجأ سياسيا إلى دمشق عام 1956، والى براغ أوائل الستينات الماضية- ان لا يبقى" عاطلا" برغم أن شروط اللجوء لا تلزم بالعمل . ففي الأولى اشغل نفسه "مشرفا" لغويا في مجلة " الجندي" الصادرة عن وزارة الدفاع السورية.. وفي الثانية "باحثا" خارجيا في معهد الاستشراق، التابع لأكاديمية العلوم الوطنية، في العاصمة التشيكية..

30/ شاعر معروف
واشهد انه سخر - حين اطلعته صيف عام 1990 على خبر قصير، في مجلة عربية/ ممولة، في باريس، وجاء فيه انه صدر للشاعر "المعروف" محمد مهدي الجواهري، جزء أول من ذكرياته- وطلب مني أن أكتب شكرا للمحرر الثقافي " الشهير!!" في تلك المجلة، لانه "تعبقر" فمنح صفة" المعروف" للجواهري بعد ستين عاما من الشعر !!! ..
----------------------------------------* رواء الجصاني / ايلول 2023

#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل