أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - بمناسبة الاعلان عن قرب افتتاحه متحفا، ومركزا ثقافيا... هذا هو -بيت الجواهري- الأول والأخير في العراق















المزيد.....

بمناسبة الاعلان عن قرب افتتاحه متحفا، ومركزا ثقافيا... هذا هو -بيت الجواهري- الأول والأخير في العراق


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 03:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



* اعلنت امانة العاصمة العراقية - بغداد مؤخرا (حزيران 2022) التوجه لافتتاح ذلكم البيت بتاريخ 2022.7.27 تزامنا مع ذكرى مرور ربع قرن على رحيل الشاعر الخالد، وعسى ان يكون الامر جدياً هذه المرة، اذ سبق ان قامت الامانة، بل واعلنت، مرات سابقات عن "وعود" بااستكمال متطلبات افتتاح "بيت الجواهري" نواة متحفٍ لاثاره، وتراثه، ومركزا ثقافيا وطنيا، ثم لم يحدث ذلك، لاسباب تنسجم مع الحال العراقية، المعروفة، ولا نزيد !!..
* وهذا والموعد الجديد يعني انه يتم بعد نحو احد عشر عاما مرت على اطلاق كتابات ومطالبات وحملات اعلامية داخل البلاد وخارجها، بادر اليها مركز "الجواهري" في براغ، وتابعها، ليعلن أمين العاصمة الاسبق، صابر العيساوي، عام 2011 قراراً باستملاك بيت الشاعر العظيم في بغــداد، الواقع في منطقة القادسية / حي الصحفيين، لمنع بيعه تجاريا، ودثره، والعمل على اعتباره ارثاً ثقافياً ووطنياً، وبهدف تحويله إلى متحف يضم ما تبقى من مقتنيات وآثار شاعر الأمتين، تناهبتها الأحداث، والمغتربات، وآخرها في العاصمتين التشيكية والسورية: براغ ودمشق...
* وبعيداً عما نشر بهذا السياق، في وسائل الاعلام العراقية، والعربية، من مقالات وتصريحات واستكتابات متنوعة ومتباينة، لنا عنها، وحولها، كثير من التساؤلات والتوضيحات المؤجلة لحين قريب كما نتمنى ... نقول بعيداً عن ذلك: ان ذلكم البيت المعني هو الوحيد، ولنقل: الأول والأخير الذى تملكه الجواهري في العراق، مبنى اعتيادي تبلغ مساحته مع حديقته: 540 متراً مربعاً، ، اشيد على قطعة من الأراضي التي وزعتها الدولة، ذات زمان، على الصحفيين... وانجز اكمال البيت أواخر العام 1971 بشكل متواضع، وغُطيت نفقاته بين تمويل ذاتي، وقروض، وديون شخصية... وقد سكنه الجواهري وهو رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين آنذاك، منتقلاً إليه من الدار التي استأجرها له نجله "فلاح" أواخر العام 1968 في حيّ الداوودي، عند عودة شاعر البلاد العراقية إليها، بعد "سبع عجاف" قضاها اضطراراً في اغترابه الأول إلى بـراغ بدءاً من عام 1961 حين "لم تكفل له الأوطان دارا"...
* وبيت "ابن الفراتين" الذي نتحدث عنه ليس سوى بيت تقليدي، يضم ثلاث غرف نوم، وغرفة استقبال، وأخرى للجلوس، مع المرافق الضرورية... وقد شهد طوال عقد السبعينات الماضية أحداثاً ووقائع وتفاصيل متشابكة لمديات بعيدة في الشؤون والشجون الوطنية والثقافية والشعرية وما إليها، وما بينها.
* وذلكم البيت، ونكرر انه الأول والأخير، والوحيد، على ما ندري ونؤكد بيقين، تملّكه الجواهري، بعد ترحال وإقامة واغتراب، وتغرب، وهو لا يحمل معه غير "منقار وأجنحة" على مدى نصف قرن ... وفي ليالي ذلك البيت، ونهاراته، أينعت العبقرية الشعرية قصائد ومطولات عديدة... فيها ومنها الانساني، والوطني والاجتماعي والوجداني، ولافكاك بينها من التداخل والتلازم مع الهموم والانشغالات الفكرية والسياسية والاجتماعية وما إليها...
* وعلى مدى السنوات العشر – تقريباً – وللفترة (1971-1980) تحديدا، التي عاشها الرمز العراقي في بيته الذي نعني، عصفت بالبلاد وأهلها محنٌ هنا، ومآسٍ هناك، تحت سلطة الحزب الواحد فالعشيرة، فالعائلة فالفرد... وقد كان الجواهري يعيش تلك الأجواء الأليمة، بكل صبر، وان تغلفت أحياناً ببراقع تفاءل بها البعض، غير القليل، بآمال وتمنيات ولحد المبالغة في أحايين عديدة...
* وبهذه الحال كان ذلك البيت ذاته – لا غير – مزار أطياف ونخب سياسية متباينة الرؤى والمسؤوليات وحتى الوفاء احياناً، فبعضها صادق أمين، وآخر متزلف متدثر بألف زيٍ وزيّ... ولكنها كانت جميعاً، في حضرة الجواهري – على ما نشهد علناً - دعاة تآلف ومحبة، وان راحت احياناً في الأقوال وحسب...
* كما كان البيت الذي نعنى، ملتقى للنخب الفكرية والثقافية والشعرية، من كل النحل والرتب، تؤم مقام الجواهري: مودة وتلمذة وتباهياً، دعوا عنكمو الآخرين الذين كانوا يريدون صكوك الغفران. وكم يطول التعداد، ويعرض، ويعلو، لمن زار، وأحـبَّ، وتبارك بزيارة أو لقاء أو حديث مع الشاعر الرمز...
* وإضافة لكل ما تقدم، شهد ذلك "البيت" التاريخي منح الجواهري جائزة "لوتس" عام 1975 وولادة أول جمع وتدوين لتراثه الشعري في مجموعة هي الاولى من نوعها حتى اواخر السبعينات، ونعني بها الأجزاء السبعة (1973-1980) التي أشرف عليها، مع حفظ الالقاب: مهدي المخزومي وعلي جواد الطاهر وابراهيم السامرائي ورشيد بكتاش... كما راحت تترى من البيت ذاته مختارات الجواهري لعيون الشعر العربي، أواسط السبعينات لتنشرها صحيفة الجمهورية البغدادية بمتابعة محمد حسين الأعرجي... ذلكم إلى جانب ما شهده البيت من المقابلات والحوارات التاريخية مع الجواهري ومن أهمها على ما نزعم الحواران التي انجزهما محمد الجزائري عام 1975 وحسن العلوي عام 1979...
ومن ذلك البيت الذي نوثق له، وعنه، كانت انطلاقات الجواهري لعواصم عربية وعالمية عديدة: رئيساً لوفود أدباء العراق في مؤتمرات ومشاركات رسمية، أو ضيفاً أول على فعاليات ومهرجانات عديدة: شعرية وثقافية وغيرها، ومنها في دمشق وتونس وصوفيا وموسكو والدوحة والكويت وابي ظبي وعديد سواها ... ذلك الى جانب " فراره " من البلاد لفترات متفاوتة، وذلك الى القاهرة والرباط واثينا، اضافة الى براغ التي بقيت "جنة الخلد" عنده ... مخاصماً وغاضباً ومغاضباً، مسؤولين وحساد وحاقدين، بل وحتى محبين " علهّم كانوا حيارى في مفترق الطرق " ..
* وفي ذلك البيت الذي نعني، اينعت روائع جواهرية، ومقطوعــــات وجدانيـــة ووطنية واجتماعية عديدة، نحصر منها : * مطولة "حبيبتي" عن زوجته آمنة... * مناجاة "يا فرحة العمر" عن شقيقتـــه نبيهة ... * مقطوعة "ابا مهند" إلى نديمه مهدي المخزومي ... * بائية "إلى وفود المشرقين" في تجمع عالمي ببغداد... * دالية "أزح عن صدرك الزبدا" المجلجلة في احتفاء اقيم له في النجف... * " فتى الفتيان" عن صديقه "المتنبي" في مهرجان مهيب ببغداد ... * " أم الربيعين" خلال احتفال تكريمي خاص به في جامعة الموصل ...
* كما، وفي ذلك "البيت " ايضاً لا غيره " نُظمت " قصائد مجاملة، كان بعضها استجابة لمناشدات – كنا شهود عيان على بعضها – وذلك من زعماء سياسيين، لكي يلقي شاعر البلاد، ورمزها العظيم، بثقله، ويحاول تأخير انقضاض سلطات البعث - ولو لبعض الوقت - على الأحزاب والقوى الوطنية "المتحالفة" معها أو "المعارضة" لها... ومعلوم طبعاً ما جرى خلال عقد السبعينات الماضية من عسف وقمع وارهاب شمل الالاف، ومن بينهم ً نجل الجواهري "كفاح" اعتقالاً وتعذيباً، وكذلك ابنته الوسطى "خيال" احتجازاً وتخويفاً... ثم، ومن ذلك البيت الذي نؤرخ له، لجأ الجواهري إلى الاغتراب مجدداً، غضباً، وموقفاً من سياسات وتوجهات السلطات الحاكمة، فغادر إلى براغ أولاً مطلع العام 1980 ثم ليتناصف الاقامة بينه ودمشق عام 1983 وحتى رحيله عام 1997…
* اخيرا دعونا نوثق مما توفر لنا سريعا بهذا السياق، فننقل عن " أميرة " ابنة الجواهري الكبرى في حديث خاص معنا (آيار / مايو 2000) : ان والدها لم يفكر يوماً بتملك بيت، طيلة أربعين عاماً تقريباً وحتى عام 1971... وكان التنقل في بيوت الايجار ( في الحيدرخانه، الجعيفر، الاعظمية، الكرادة ... وغيرها من مناطق بغداد) سمة مميزة تنسجم ومزاجه المتمرد والكاره للرتابة.... وقد توفرت له فرص للتملك إلا انه "ضيعها" غير آسف عليها.."
* وفي الموضوع ذاته يقول حسن العلوي في كتابه "الجواهري رؤية غير سياسية" الصادر عام 1995: في العام 1979 اصطحبت معي الى بيت الجواهري بعثة صحفية لقضاء يوم كامل على غير موعد معه فسجلت عدسة المصور الفنان الراحل "محمد علي حسن" زوايا لم تكن مخفية على عيون زائريه... ودخل حتى غرفتي النوم والمطبخ ... ولم يجد مكتبة، لكنه وجد رفوفاً. ولم يجد مطبخاً ولكنه وجد قدرين من الألمنيوم القديم... كما ولم تكن للجواهري غرفة نوم مستقلة، وكان يضع ملابس الشتاء في حقيبة تحت سريره، ويعلق على الحائط ملابس الصيف. ويفعل العكس في الشتاء....
* كما نشير بهذا الصدد لما نشره فوزي كريم (الشرق الأوسط اللندنية 4/11/1991) في موضوع مسهب عن الجواهري في السبعينات، نقتطع منه: "كان بيت الجواهري متواضعاً، كنا نقتحمه احياناً آخر الليل، أنا وسعدي يوسف، مدفوعين بأكثر من هاجس شيطاني، قراءة لبيت مثلاً: "الحمد للتاريخ حين تحولت …تلك المرافه فاستحلن متاعبا" او عبارة واحدة "با نبتة البلوى" يخاطب بها جياع الشعب. أو كلمة "تقحم" او "خسئوا".. وكان الجواهري يستقبلنا دون ترحاب معظم الأحيان قائلاً : "الساعة الواحدة يا جماعة. ويتأمل ساعته ونحن نبصبص تحت الطاولة. لا تخلو طاولة الشاعر في الليل. كنا نعرف ولكن من يجرؤ في ساعة كهذه أن يسأل. ونسترضي ابا فرات، نقول: "أنت تعرف محبتنا " ونغني له طربين من شعره... فيستجيب ..."
-----------------------------------------------------
مع تحيات مركز "الجواهري" للثقافة والتوثيق في براغ



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري: يا لبغداد من التاريخ -هزءا- و-احتقارا- !!!!
- لمحات موجزة عن بعض مسيرة الجواهري السياسية
- عشرون عاما على اطلاق مركز الجواهري للثقافة والتوثيق
- من وصايا الجواهري الكبير لطلبة وشباب العراق
- بادية فحص، تستذكر محمد حسن الامين، والجواهري
- على الراعي – ابو حبيب.....عراقي من هذا الزمان
- بلقيس عبد الرحمن، زوجة الشهيد، العميد وصفي طاهرتتذكر// هكذا ...
- الجواهـــري في البصرة، ومع اهلها وادبائها
- مع الجواهري... في حواضر ومدن العراق
- * رواء الجصاني : تمتمــات في السبعيــن !!
- عراقيون من هذا الزمان (*) .... 27/ كفاح الجواهري -
- ذكريات واستذكارات تعوزها الموضوعية.. وتشوهها ال -أنا- المقيت ...
- رواء الجصاني : مع الجواهري في عواصم ومدن العالم 2/2...
- رواء الجصاني: مع الجواهري في عواصم ومدن العالم 1/2
- هؤلاء المبدعون، والمثقفون، كتبوا، ونشروا في مجلة -البديل-
- شعر الجواهري، ومنجزه الحياتي، في اربعٍ وثلاثين اطروحة دكتورا ...
- الجواهري.. شعرٌ وزيارات، واحتفاءات حميمة في أربعة عشر بلدا ع ...
- مابين السيرة والذكريات // الجواهري في سنوات التسعين (1990-19 ...
- -بابيلون- ثلاثون عاماً على طريق الثقافة والاعلام
- الجواهري في عقد الثمانينات (1980-1989).... مابين السيرة والذ ...


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - بمناسبة الاعلان عن قرب افتتاحه متحفا، ومركزا ثقافيا... هذا هو -بيت الجواهري- الأول والأخير في العراق