أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - عافية فيصل القاسم














المزيد.....

عافية فيصل القاسم


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" بقناة الجزيرة يوم الثلاثاء 7 نوفمبر2006، حلقة فريدة وتاريخية بحق، وليس كما درجنا على اعتبار كل أحداثنا تاريخية، فقد كانت الحلقة عبارة عن مقتطفات من البرنامج خلال السنوات العشر الماضية، التي هي عمر قناة الجزيرة الميمونة، ونقول حلقة تاريخية بحق، لأنها خلال الستين دقيقة المحددة للبرنامج قد أوضحت - بجلاء وصراحة يصح أن نقول فجة - ما هي قناة الجزيرة وما رسالتها، كما أوضحت من هو فيصل القاسم، وما هو الدور الذي اختار أن يؤديه في الساحة الإعلامية العربية البائسة!!

ما تدعيه قناة الجزيرة، ويدعيه برنامج "الاتجاه المعاكس" بالتحديد، هو أنه يقدم "الرأي والرأي الآخر"، وحين يدعي أحد ادعاءً - خاصة إن كان طيباً - عليك أن تصدقه إلى أن يثبت العكس، وهذا ما فعلناه جميعاً، وبالتحديد قوى الاستنارة في عالمنا العربي، وكلنا نعرف ما درجت عليه هذه القناة في العشر سنوات المنصرمة، من نهج يتبنى الشحن العاطفي والتهييج وبث الأحقاد، ودفع المنطقة لصدام ثقافي وحضاري مع العالم كل العالم، ومع ذلك لم نستطع أن نحدد بصورة باترة وحاسمة موقفنا من هذه القناة وبرامجها، فقد أتت برموز الليبرالية على شاشتها ليعرضوا قضيتهم، في مواجهة رموز الضفة الأخرى من النهر، بل في مواجهة تسجيلات بن لادن والظواهري والزرقاوي، وما بدأ شكاً أو شبهة أخذ مع الوقت يتحول إلى يقين، أن رسالة هذه القناة تحريضية ظلامية، وأن هامش الفكر المستنير الذي تسمح به له عندها وظيفة أخرى غير "الرأي والرأي الآخر" الذي تدعيه، وإنما تأتي به ليكون هدفاً لرميات وطلقات أشاوس ومجاهدي الإرهاب والظلامية، وقلنا فيما بيننا وفي العلن أم مذيعي الجزيرة المحترفين يعملون حرفيتهم لإظهار الجانب الليبرالي في برامجهم بمظهر المهزوم، وغير القادر على مواجهة صولات وجولات وصيحات الأشاوس المجاهدين والمناضلين، وكلما توالت الأيام والبرامج كلما ازدادت الصورة وضوحاً، وكلما تحول الاتهام إلى حقيقة دامغة.

كان مشوار الجزيرة يتقدم من نجاح إلى نجاح مع ازدياد وتيرة الإرهاب والعنف بالمنطقة، ومع ازدياد الإقبال الجماهيري على هذه القناة، مقترناً بالتعاطف مع فكر الكراهية والذبح ورموزه، لكن القناة لم تكف عن المكابرة، ولم تكف عن الحديث عن ميثاق شرف إعلامي، ولم تكف عن إدعاء تعرضها للظلم، وعن استجداء التضامن مع مصورها المسجون مع صفوة إرهابيو العالم في جوانتانامو، والتضامن مع المراسل المحكوم عليه في أسبانيا لتعاونه مع أعتى التنظيمات الإرهابية التي عرفتها البشرية، ومع ذلك بقي الحكم على هذه القناة مجرد اتهام ممن تقدمهم برامجها على أنهم عملاء للغرب، وبقيت لدي العاملين بها جسارة التبجح والمكابرة، بحيث طالعتنا في معرض احتفالاتها بسنواتها العشر ببرنامج يتحدث فيه الرموز الذين قاموا بإنشائها، وطالعنا الصقر العجوز جميل عازر، ليتفاخر بأنه صاحب أول وأكبر كذبة في تاريخ تلك القناة، وهي شعار "الرأي والرأي الآخر"، الأمر إذن مخطط منذ البداية، فلم يفكر مسئولو القناة بتغيير شعارها بعد فترة، ليتبنوا شعاراً آخر، يتناسب مع أدائها الفكري، مثل شعار "برميل حقد لكل مواطن"، أو شعار "حزام ناسف لكل طفل وطفلة"، أو شعار "إرهابي من كل قرية ومدينة عربية"، شعارات كثيرة كان بالأولى أن تتحول قناة الجزيرة لواحد منها، لتمتع بقبس واهن من المصداقية، في مقابل طوفان التزييف الذي تطلقه ليجتاح هذه المنطقة المنكوبة، لكنها لم تفعل وفضلت المكابرة، ولكن إلى حين.

لكن السيد فيصل القاسم – الأغلب دون قصد - كان صادقاً لأول مرة معنا ومع نفسه، في هذه الحلقة التي خطط أن تكون تلخيصاً لجهوده الرائعة والمجيدة في تسميم العقل والثقافة العربية، فلقد توقعت منه أن يكون كعادته مراوغاً ماهراً وذكياً، فيأتي بمقتطفات من أقوال الجانبين، ولا مانع أن يعطي المجال الأكبر لجانب الظلام والكراهية، فهذا ما اعتدناه منه، وهكذا استدرجنا واستدرج الكثيرين للمساهمة في برنامجه المهزلة، لكننا فوجئنا بأن الستين دقيقة كلها لا تعرض إلا حملات مسعورة، لأناس نعرف وجوههم غير السمحة حق المعرفة، يقولون أعجب وأبغض كلام يمكن أن يطرق سمع إنسان يتمتع بأي ذرة من الإنسانية والتعقل، وفي المقابل يقطع على أي رد من الجانب الآخر، بل وأتي بالكثيرين منهم وهم ينسحبون، ليوحي وكأنهم غير قادرين على المواجهة، وهم فعلاً كذلك، فكيف يواجه هؤلاء العلماء المتحضرين طوفاناً من السباب والصياح والجهل؟!

لقد قدم لنا السيد فيصل القاسم أصدق حلقة عن قناة الجزيرة، ستون دقيقة كاملة كان فيها الرجل والقناة صادقين مع توجهاتهم ومع الجماهير، فالرجل بهذه الحلقة يقدم لرؤسائه وللجماهير حصيلة مجهوداته خلال عشر سنوات في دعم الإرهاب ونشر الكراهية والعداء للعالم وللحضارة، ونحن نقول له أفلحت ونجحت، وليس من المبالغة أن نعزي لك ولقناتك الفضل فيما تموج به الساحة الآن من تطرف وتصاعد غير مسبوق للإرهاب والتشيع للإرهابيين.

لم يعد الأمر بعد الآن مسألة اتهام أو شك، بعد أن قدم لنا فيصل القاسم حلقة واحدة تختصر كل كلام ومناقشات، فهذه هي الجزيرة وهذه هي برامجها وهؤلاء هم مذيعوها الأشاوس، وأعتقد أن واحدة من منظمات الأمم المتحدة لابد ستحتفظ بتسجيل لهذه الحلقة على الأقل، لتكون ضمن وثائق ستكون مفيدة حين يأتي يوم الحساب، فتاريخ تقدم الحضارية الإنسانية يعلمنا أن الظلمة مهما طالت فلابد أن تشرق الشمس، ولابد أن يأتي اليوم الذي تستفيق فيه شعوب المنطقة من خدر الكراهية وإدمان سفك الدماء، يومها لن يكون الحساب فقط لمن كانوا يمسكون بالسيوف والخناجر والمتفجرات، بل سيكون الحساب أيضاً لمن لعبوا الدور الأكبر في التحريض على تحول شعوبنا المسكينة والفقيرة إلى قنابل تتفجر في وجه العالم ووجه الحضارة.

شكراً فيصل القاسم، فقد كنت صادقاً معنا ومع العالم، لمدة ستين دقيقة!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللون البرتقالي بعيون عربية
- هيا بنا نفشل
- العقلية الشفاهية والواقع المأزوم 3
- الفلسطينيون وخياراتهم الكارثية
- العقلية الشفاهية والواقع المأزوم - 2
- العقلية الشفاهية والواقع المأزوم - 1
- مصريون ضد الكراهية
- شجيع السيما وجماهيره
- فوضى الهزيمة والانتصار
- عندما تتحدث الرهينة
- رجالات لبنان بين الحكمة والتخاذل
- العرب وأبطالهم الصناديد
- الأقباط والسقوط المدوي
- يحيا العدل والبقية تأتي
- العلمانية وسقوط الأيديولوجيا
- العلمانية المستحيلة
- عزاء واجب لقناة الخنزيرة
- البهائيون في أرض النفاق
- المأساة المصرية وترمومتر لينا الفيشاوي
- طبيعة النظم وإشكالية التغيير


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - عافية فيصل القاسم