أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - ليبيا وإستمرار الكارثة















المزيد.....

ليبيا وإستمرار الكارثة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة إلى المواطن الليبي
ينتابنا عادة نوع من الإحباط النفسي وفقدان الأمل ونوع من التشاؤم الميتافيزيقي عندما نتسائل عن الوضع الراهن في ليبيا عموما، وهل هناك أمل في وجود حل ما أو حتى بداية حل للأزمة الليبية في القريب؟ بالتأكيد لا أحد يعرف الإجابة على مثل هذه التساؤلات الطفولية، سوى المطلعين على خبايا الأمور في صالونات السفارات والفنادق في باريس ولندن وقطر والقاهرة وغيرهم من صناع القرار. لأنه في الحقيقة لا يوجد حل لهذه الكارثة التي يعاني منها الشعب الليبي في الوقت الراهن على الأقل، ولأنه قد فات الأوان لتأسيس قواعد مجتمع إنساني ديموقراطي مبني على الحرية والمساواة وعدم الإستغلال. لقد ضيع الليبيون الفرصة الوحيدة التي أتيحت لهم للدخول في عالم البشرية، الفرصة التي ربما لن تتكرر مطلقا في المستقبل. فات الأوان لأن الثورة ُقتلت في المهد وسرقت منجزاتها من قبل حتى أن تبدأ. وقد سمعنا وقرأنا الكثير من النصوص والأدبيات، من السياسيين والمثقفين ورجال الفكر، التي تبرر تسليح الثورة وتردد فكرة ستالين " لا يمكن القيام بالثورة بقفازات حريرية "، بمعنى ضرورة العنف والسلاح وسفك الدماء، ولكن بالمقابل نستطيع القول بأنه من الغباء ومن العبث أن نفجر بيتا بالقنابل والصواريخ من أجل قتل فأر. ورغم ذلك فإن الشعوب لا تموت ويمكنها على الدوام أن تستيقظ فجأة وتلقي بالطغاة في مزبلة التاريخ، كما حدث مع القذافي وغيره. فيمكن تخيل ثورة جديدة، أو حل ثوري يخلص الشعب الليبي من براثن لصوص الثورات ومرتزقة الديموقراطيات المزيفة وتجار السلاح والذين يدفعون الشباب للموت من وراء مكاتبهم، حل قد يحتاج إلى عشرات السنوات لبنائه خطوة خطوة ولبنة لبنة ليتحقق ذات يوم. غير أنه من الضرورة أن نبدأ من البداية، أي من ضرورة تحليل الوضع الراهن والملابسات والظروف التي أوصلت ليبيا إلى الجحيم الذي تعانيه اليوم. والخطوة الأولى هي مراجعة هذه الأخطاء والإعتراف بها وتحليلها ومعرفة أسبابها ودوافعها وذلك حتى لا تتكرر مرة أخرى. والأخطاء أوالخيانات أو عدم الكفاءة عديدة لا تحصى، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
١ - تسليح الثورة في بدايتها وتحويلها من ثورة شعبية سلمية يشارك فيها الجميع رجالا ونساء وأطفالا، إلى مواجهة مسلحة بين رجال مسلحين ومدربين، مع العلم بأن الإسلاميين كانوا الأكثر إستعدادا وتهيئة لمثل هذه المواجهة العنيفة.
٢ - مبايعة مصطفى عبدالجليل "الشيخ الجليل" وتكليفه لقيادة الثورة هو والمجلس الإنتقالي الغير شرعي والذي لم يكن يمثل سوى أعضائه الذين عينوا أنفسهم بأنفسهم، بمساعدة قطر والمخابرات الفرنسية وتاجر السلاح - المتفلسف برنار هنري ليفي، رغم معرفتنا بكون مصطفى عبد الجليل يمثل الفكر الإسلامي الرجعي الخارت وأنه كان يمثل الجناح اليميني المتطرف من أزلام النظام السابق، وأن ليفي لم يكن هناك شيء يشغل ذهنه ويقود أفعاله طوال الوقت سوى قضية واحدة وهي مصلحة وأمن إسرائيل.
٣ - مطالبة المجلس الإنتقالي وقادة الثورة لفرنسا وبريطانيا ثم الناتو للتدخل عسكريا وتحطيم ليبيا وتخريب ما أنجزه الليبيون بأموالهم وعرقهم في أربعين عاما، وهو ما يسمى عادة في دستور أية دولة بـ "الخيانة العظمى".
٤ - عدم قيام المجلس الإنتقالي، ولا الحكومات التي تلته بتجميع الأسلحة المتعددة التي كانت في حوزة "الثوار" ومنتشرة في كل أرجاء ليبيا، وذلك بحجة أن الثورة مازالت مهددة من قبل أزلام القذافي. وهو الخطأ المميت الذي قاد إلى ظهور الجماعات والعصابات الإسلامية المسلحة مثل القاعدة وأنصار الشريعة وداعش وغيرهم من قطاع الطرق وقطاع الرؤوس.
٥ - اللجوء إلى الإنتخابات البرلمانية والتشريعية دون إستعداد حقيقي للشعب الليبي لتحقيق هذه الإنتخابات بطريقة شفافة وواضحة للجميع، ودون استعداد حقيقي للأحزاب والقوى السياسية والمدنية لخوض مثل هذه التجربة الجديدة على المواطن الليبي. وعموما فرض النضام البرلماني الإنتخابي أو ما يسمى بالديموقراطية البرلمانية على الشعب دون استشارته وبدون حتى مجرد تخيل إمكانية وجود أنظمة أخرى قد تكون أكثر ملائمة للمراحل الإنتقالية، دون الأخذ في الإعتبار غياب الخبرة والثقافة السياسية وغياب الأحزاب السياسية ذاتها. بالإضافة إلى ذلك فرض العلم السنوسي والنشيد الوطني الملكي على الليبيين دون إستشارتهم.
٦ - الإبقاء على نفس الأسس الأيديولوجية التي أقام عليها القذافي نظامه الديكتاتوري، بل وتأكيدها والذهاب في تنفيذها أبعد من القذافي ذاته. ذلك أن سقوط النظام وتحطيم ليبيا واغتيال القذافي لا يغير شيئا في الواقع إذا كانت أسس نظامه وقواعده الأساسية ما زالت قائمة سليمة وقوية. وأسس أيديولوجية القذافي معروفة من الجميع، ولكن الجميع يتعامى ويرفض أن ينظر إلى الحقيقة، لأن الطبقة الحاكمة في ليبيا اليوم لم تغتال القذافي بسبب أيديولوجيته أو فكره أو نظامه السياسي والإجتماعي، لقد قام الجناح اليميني - الليبرالي للنخبة الحاكمة المحيطة بالقذافي بإنقلاب عسكري كلاسيكي بمساندة قوات أجنبية كما هو الحال دائما في مثل هذا النوع من التغييرات السياسية، وذلك للإستيلاء على السلطة. لأن السلطة كما يقول جورج أورويل ليست وسيلة في مثل هذه الأحوال بل غاية، فلا يوجد من يقيم دكتاتورية لحماية الثورة، ولكن هناك من يقوم بثورة لتأسيس ديكتاتورية. وهذه الأسس الإيديولوجية التي يرزح تحت ثقلها الشعب الليبي منذ أجيال وتمنعه من التنفس والحياة، تتلخص في أربعة مصائب ما تزال سارية المفعول حتى هذه اللحظة وهي : الدين الإسلامي، القومية العربية، مركزية السلطة والقوة العسكرية المسلحة. وإذا كنا في الوضع الراهن لا نستطيع التخلص من هذه المصائب لعدم وجود الرغبة ولا الإرادة ولا الأدوات الفكرية ولا المادية اللازمة لتفجير هذا المربع الجهنمي، فعلينا على الأقل أن "نفكر" فيها ونأخذها في الإعتبار، حتى لا نصدق بسذاجة المهزلة أوالمسرحية الهزلية التي يستعدون لإخراجها وعرضها على الشعب منذ عدة أعوام، والتي ستساهم في تمزيق ما تبقى من النسيج الإجتماعي الليبي وتفتتح فصلا جديدا من المذابح.
ويمكن للقاريء أن يكمل هذه القائمة من الأخطاء، وسوء النية، والخيانات الوطنية .. إلخ، وذلك لمصلحة الجميع.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأس المجوفة
- مآثر العسكر في السودان
- العسكر وإمبراطورية الكذب
- العسكر طاعون الشعوب - الحلقة الثانية
- العسكر، طاعون الشعوب
- الشعر وزقزقة العصافير
- العلاقة بين الشعر والهلوسة
- المعنى الضائع
- لماذا يخاف العالم من إسرائيل؟
- عن التوكل والتوكيل والإقتراع
- الإمبريالية الأمريكية في أفريقيا
- ماهي الشيوعية التحررية ؟
- الحرية مرة أخرى
- حتمية الحرية
- حكاية مصورة
- العقائد العنقودية
- السقوط في زمن الهزيمة
- السقوط في زمن الأحلام
- بارمينيدس وفلسفة الثبات
- عود على بدء


المزيد.....




- رئيس مجلس النواب الأميركي يتحرك لدعوة نتانياهو لإلقاء كلمة ب ...
- العلماء الروس يبتكرون مسيرة جوية على هيئة طائر تنقل 100 كيلو ...
- بعد ضبطه وبحوزته 55 ألف دولار.. إخلاء سبيل مصمم أزياء مصري ش ...
- كيف يمكن تجنب تجاعيد النوم؟
- بلينكن: لست متأكدا من أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل ...
- أمل كلوني: أؤيد الخطوة التاريخية التي اتخذها المدعي العام لل ...
- بايدن يتهم ترامب باستخدام -لغة هتلر-
- المغرب.. السجن النافذ والغرامة لمستشار وزير العدل السابق في ...
- -رويترز-: إيرلندا ستعلن الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين
- تشييع جثمان حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - ليبيا وإستمرار الكارثة