أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رشيد عبد الرحمن النجاب - محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر















المزيد.....

محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 00:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


شكلت حرب حزيران نقطة مفصلية في صعود الفكر السلفي، وقد تزامن ذلك مع صعود عدد من المفكرين المجددين، ومنهم المهندس السوري الدكتور" محمد ديب شحرور" حيث بدأ اهتمامه بالتنزيل الحكيم عندما وقعت حرب عام 1967، وكان في دمشق، ثم تابع دراساته وأبحاثه في هذا الشأن في دمشق أولا، ثم في إيرلندا في ذات الوقت الذي كان يستعد فيه لنيل درجة الدكتوراة، واستمر إلى أن ظهر مؤلَّفه الأول عام 1990 بعنوان " الكتاب والقرآن – رؤية جديدة". ثم تتابعت مؤلفاته، وكان محمّد ديب شحرور قد ولد في "دمشق" لوالد من أتباع الشيخ ناصر الدّين الألباني. ونال درجة الدكتوراه من جامعة دبلن بإيرلندا عام 1972، وتخصص في ميكانيك التربة والأساسات. له أيضا عدة مؤلفات في مجال تخصصه الهندسي. توفي في أبو ظبي عام 2019
إلا إنه دفن في دمشق.
ينطلق محمّد شحرور من مسلمات عامة لا يشك فيها أبداً، كالإيمان بالله، واليوم الآخر، وبعثة نبيه محمّد، وكتابه الموحى، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس (كم وصلنا في مصحف عثمان بن عفان). وهذه المسلمات لا يمكن البرهان العلمي عليها، وفي الوقت نفسه لا يمكن دحضها علمياً كذلك. ويرى أنه ينبغي على أتباع الرسالة المحمّدية تقديم الدليل العقلاني على صدقية القرآن، لأنه إذا توقف عمل العقل فسوف يؤدي ذلك إلى فناء صاحبه وزوال حجته. فهناك حاجة ملحة في دراسة الثقافة العربية الإسلامية لتجاوز القياس إلى الإبداع، فكيف يتم ذلك؟
رأى محمّد شحرور أن النص القرآني يُؤوَّل ولا يُفسّر، وأن التفاسير التي وصلت إلينا تراث قديم، يحمل كل تفسير منها طابع الفهم المرحلي النسبي لأولئك الذين عاشوا في تلك الفترة على قاعدة نسبية الحقيقة. وعليه فقد دعا للسير في صحبة فهم القرآن خلال فترة تزيد على ألف وأربعمائة سنة ويزيد. وهذا يتطلب إعمال العقل وتجاوز الفهم التقليدي.
فمثلا أشار محمد شحرور إلى آية التحريم "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير " ثم يقارنها بآية اجتناب الخمر:" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء"، حيث يشير إلى الاستطراد في الآية الثانية من باب النصح، بينما توقفت آية التحريم عند تبليغ أمر التحريم، كونه حد من حدود الله لا جدال فيه وما علينا إلا القبول به. كذلك فإنه يشير إلى أن التحريم أشد من الاجتناب، حيث لا يمكن مقارنة شرب الخمر بنكاح المحارم، وهي من المحرمات.
رأى محمد شحرور أن الآية:" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" ليست منسوخة، كما يدعي البعض، فلا تزال سارية المفعول إلى اليوم مع الأحكام الواردة في تتمة الآية، وذلك لأن النسخ يكون لآية كاملة وليس لجزء من آية (الكتاب والقرآن، ص 477). ولذلك يكون لمحمد شحرور موقف واضح من الناسخ والمنسوخ، يمكن الرجوع إليه.
فيما يتعلق بالمرأة تحديداً، يرفض محمّد شحرور تعدد الزوجات إلا إذا كن الثانية والثالثة والرابعة من الأرامل، شرط إعالة أولادهن. أمّا فيما يتعلق بقوامية الرجال على النساء، فتفترض هذه القِوامة الهيمنة الفيزيائية والاقتصادية والاجتماعية معاً، فإذا تفوقت المرأة في إحداها قد تكون هي القوّامة على الرجل موضوعياً.
وفي مسألة الردة، يرفض محمّد شحرور مبدأ قتل المرتد لصراحة أية الكهف: “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وآية البقرة 256: " لا إكراه في الدين"، وآية الغاشية 22: التي تخاطب النبي: "إنما أنت مُذكـِّر لست عليهم بمسيطر"، وينتهي محمّد شحرور إلى القول إن الإصلاح السياسي لن يستقم إذا لم يستقم الإصلاح الديني والفكري والثقافي، وإذا لم يؤدِ إلى خلق الإبداع الفقهي المتجدد. الذي ما زالت الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إليه اليوم
أمّا مظاهر السنة، كإطلاق اللحى فليست شرعاً إسلامياً، بل كانت إجراءَات تناسب ظروف خاصة استدعتها الظروف الموضوعية في الحرب لتمييز المسلمين عن المشركين بدْا من معركة أُحُد. والمطلوب هو طاعة الرسول وليس طاعة النبي، لأن الرسول معصوم يحلل ويحرم ما أراد الله تحليله وتحريمه، أمّا النبي فيأمر وينهي، ويسمح ويمنع، وهو غير معصوم كقوله تعالى: “يا أيها النبي لِمَ تُحرّم ما أحل الله لك" ، فالتمييز بين السنة الرسولية، كأداء الصلاة وفقا للسنة الرسولية واجبة، أمّا السنة النبوية كتنظيف الأسنان بالسواك، ولعق الأصابع فهي لا تلزم أحداً. وتتبع الأهواء الشخصية.
لم يجد محمّد شحرور تناقضاً بين نظرية التطور ونظرية الخلق، فيما يتعلق بنشأة الإنسان وظهور آدم، ذلك لأن الوجود الفيزيولوجي للإنسان نشأ قبل ملايين السنين، أمّا الأنسنة كما يعتقد فتمت بنفخة الروح في الإنسان ليصبح آدم أبو الإنسان وبداية التاريخ الإنساني، معلناً نشأة النفس التي تتوفى، وهي النفس المطمئنة، والأمّـارة بالسوء، وما إلى ذلك. أمّا الحيوانات فلا روح فيها إنما هي أنفس، وقد تأهل الإنسان لاستقبال الروح عندما انتصب وتحررت يداه ثم نضج جهازه الصوتي وتعلم اللغة وبات جاهزاً للتلقي. وعند ذاك يمكن القول: هنا بدأ آدم. وهكذا استطاع شحرور التوفيق بين نظرية التطور والفكر الديني.
رأى شحرور أن الإبداع الفقهي ينبغي أن يستند إلى العلوم المعاصرة، بما في ذلك علوم اللسانيات، وهذا الموقف يستلزم إنكار الترادف، فكل لفظ له صورة مميزة ترتسم في الذهن، وبذلك يرتفع الترادف. فمثلا يقول الإمام العسكري: إن اللغة كائن قابل للتطور والنمو خاصة في الدلالات الإنسانية، وهناك فرق بين الكتاب والقرآن والفرقان، وهناك فرق بين النبوة والرسالة، فالرسول لم يكن أمّيّاً، بمعنى لا يقرأ ولا يكتب، لأن كلمة أميّ تعني الجاهل بكتب اليهود والنصارى، أو غير اليهودي أو النصراني.
ويرى شحرور أن سيبويه قد استخدم مترادفات مثل: انطلق وبارح، وغدا وراح، وتابعوه من بعده، فابتعدوا عن المحتوى الدلالي لكل لفظة، وهذه علة العقم في النحو وسبب الأوهام التي أصابتنا في فهم التنزيل الحكيم. لذلك يدعو شحرور إلى إعادة النظر في دلالات المفاهيم الفقهية والعقائدية، مثل الذنب والسيئة، والدين والملة، والعباد والعبيد، والتفسير والتأويل، والحرب والقتال، والكفر والإيمان، والشرك والشهادة، وما إلى ذلك.
وهكذا، فإنه يمكننا القول أن المفكر محمد شحرور كان مميزا في تجديد الفكر الديني القائم على فهم اللغة العربية في تطورها التاريخي، وقد حاول إعادة اللحمة بين النص الديني، والقانون العلمي الطبيعي في ارتباطه بالواقع المعيش، وذلك وفق شروط الزمان والمكان في ارتباطهما المتين بما توصلت إليه المعارف البشرية الحديثة والمعاصرة؛ في العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية.
ختاما، لابد من الإشارة إلى إفادتنا في هذه الدراسة القصيرة من "موسوعة أعلام الفكر العربي الحديث والمعاصر"، لمؤلفها الدكتور أيوب أبو دية والتي صدرت في طبعتها الأولى عام 2008 عن وزارة الثقافة الأردنية، والتي يمكن تنزيلها مجانا على الموقع التالي:
https://independent.academia.edu/AAbuDayyeh



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد شحرور، حول الحاكمية في الفكر الإسلامي المعاصر
- الصادق النيهوم ورؤيته التحديثية في الدين
- ثلاثون يوما في الفردوس
- نماذج من التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر
- نماذج من مجددي الفكر الإسلامي الحديث
- بيت الفن في عمان
- يوم شاق جدا
- نماذج من الفكر القومي العربي
- تيار الفكر العربي المناهض للصهيونية في موسوعة أعلام الفكر ال ...
- رائدات في الفكر العربي الحديث والمعاصر
- بدلة إنجليزية وبقرة يهودية
- عبد الرحمن النجاب ... مئة عام
- قبل النكسة بيوم
- ليلة واحدة تكفي
- قـــلـــعــة الـــــدروز ،،،، الشخصيات والمآلات
- ميرا وحكاية مصائر طحنتها آلة الحرب
- وحدث أن نجوت...سيرة على إيقاع هموم الوطن


المزيد.....




- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رشيد عبد الرحمن النجاب - محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر