رسالة من أقرب صناديق البريد

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7714 - 2023 / 8 / 25 - 00:23
المحور: سيرة ذاتية
    

هنالك مواقف تجبرك أن تضع حاجزاً لمن كان قريباً منك. فمن أكرمك فأكرمه، ومن استهان بك فأكرم نفسك منه. لأنك مهما كنت صالحاً سوف يحكم عليك حتى أقرب الناس إليك بناءً على مزاجهم وحاجاتهم ومواقفهم المتقلبة. .
وصلتني قبل قليل رسالة نصية من قريب يعبّر فيها عن شماتته وسعادته بالاتهامات التي تلاحقني من وقت لآخر على الرغم من علمه انها باطلة وملفقة ومفبركة. .
هكذا وبكل صراحة، وبكل وقاحة ارسلها هذا القريب. لم اكن أتصور انني سوف اتلقى رسالة تجريحية من كائن كنت أرعاه وأحسن اليه منذ خمسينيات القرن الماضي. كان يعيش مدللا في بيتي. لا أذكر انني أسئت له في يوم من الأيام. ومع ذلك ظل يواصل كتابة تقاريره الكيدية ضدي في السنوات القليلات الماضيات عبر علاقاته الوصولية مع بعض المتنفذين حزبيا في البصرة، وعبر بعض الذين يتظاهر أمامهم بالورع والتقوى والتدين الشكلي. وقد وصلت شظايا بعض تلك التقارير إلى مقر عملي في بغداد. .
هذا هو الفرق بين الذين أدمنوا على قول كلمة الحق، وبين الذين اختاروا السير في دروب الباطل. .
أحياناً اكتم انفاسي حزنا وألما عندما أرى اصحاب الوجوه الزئبقية يتصدرون المشهد الاجتماعي والسياسي من المنافقين الذين يمدحوننا وسط الضجيج، ويخونون الملح والزاد في الزوايا المظلمة. .
لقد خرج العقرب القريب من صمته. لم يعد يحتمل ما يعتمل في صدره من انفعالات السوء، فأرسل رسالته الأخيرة، التي جعلتني طريح الفراش، وتسببت في ارتفاع ضغطي وتدهور صحتي. .
الناس على وجه العموم يتصرفون على فطرتهم بمنتهى العفوية والبراءة، بينما يتصرف بعض الذين نعرفهم بمنتهى اللؤم والوقاحة والبذاءة. .
لست ضعيفاً ولا ساذجاً لكن خصمي كان أقرب الناس. فالأقربون طعناتهم أشد وأكثر قسوة لأنها تأتينا من مسافات قريبة. فمن اظهرته الأيام على حقيقته لا تحاول تجميله وإعادة تلوينه مجدداً. .
ختاماً: حسبنا الله في من آذانا، ومن ظلمنا، ومن ذكرنا بسوء. حسبنا الله وحده. وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل